فضل الصبر في الأحاديث النبوية
يعتبر الصبر من أهم العبادات التي تقرب المسلم إلى الله، وقد أفرد الله الصابرين بأجر عظيم لا يُحدد ولا يُعدّ. قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ). وتتعدد فضائل الصبر في الدنيا والآخرة، ومن الأحاديث التي تشير إلى ذلك:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
- قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (الصَّبرُ نصفُ الإيمانِ واليقينُ الإيمانُ كلُّهُ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّبْرُ ضِياءٌ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أحبَّ اللَّهُ قومًا ابتلاهم فمن صبرَ فلَهُ الصَّبرُ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (واعلَمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تَكرَهُ خَيرًا كَثيرًا، وأنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ).
صبر العبادات وأثره
يؤكد ابن تيمية على أن منزلة الصبر في أداء الطاعات أجمل وأرفع من الصبر عن المحارم، إذ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفضل التوجه لفعل الطاعات أكثر من تجنب المعاصي. وفي هذا السياق، وردت عدة أحاديث تدل على أهمية الصبر على الطاعات واستعانة العبد بالله في ذلك:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (أتحبُّونَ أن تجتَهِدوا في الدُّعاءِ، قولوا: اللَّهُمَّ أعنَّا على شُكْرِكَ وذِكْرِكَ، وحُسنِ عبادَتِكَ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ فيُوافِقُها، أُراهُ قالَ، إيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ له).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك الثَّباتَ في الأمرِ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ).
الصبر على الشهوات والفتن
يُظهر المؤمن الصبر والاستعانة بالله خلال الأوقات الصعبة والفتن التي يتعرض لها، مُربياً نفسه على تجنب الشهوات. وقد وعد الله الصابرين على تلك الفتن بالخير الوفير. وقد ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أهمية الصبر على الفتن في العديد من الأحاديث، ومنها:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمِنُ الَّذي يخالطُ النَّاسَ ويصبِرُ على أذاهُم، خيرٌ مِن الَّذي لا يخالِطُ النَّاسَ ولا يصبِرُ على أذاهُمْ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَصْبِرُ علَى لَأْوَاءِ المَدِينَةِ وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ مِن أُمَّتِي، إِلَّا كُنْتُ له شَفِيعًا يَومَ القِيَامَةِ، أَوْ شَهِيدًا).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّب الفتنَ، ولمن ابتُلِيَ فصبرَ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (فيُبتلى الرجلُ على حَسَبِ دينِه فإنْ كان رقيقَ الدِّينِ ابتُليَ على حَسَبِ ذاك وإنْ كان صلبَ الدينِ ابتُلي على حَسَبِ ذاك).
الصبر على المصائب
تُعتبر الحياة بمثابة اختبار مستمر يضع الإنسان أمام مصاعب ومحن، كما جاء في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ). يحتاج العبد إلى إيمانه ويقينه بالله لتعزيز صبره في الوقت الذي يواجه فيه البلاء. وفي هذا الشأن وردت العديد من الأحاديث:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقالَ: اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قالَ: إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ؛ عَوَّضْتُهُ منهما الجَنَّةَ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ: {إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ}، إلا أَجَرَهُ اللَّهُ في مُصِيبَتِهِ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا ماتَ ولَدُ العبدِ قالَ اللَّهُ لملائِكتِهِ قبضتم ولدَ عبدي، فيقولونَ نعم، فيقولُ: قبضتُم ثمرةَ فؤادِهِ، فيقولونَ نعم).
الصبر في طلب العلم
الطلب على العلم يحتل مكانة رفيعة في الإسلام، كما جاء في القرآن: (يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ). وتوجد العديد من الآيات والأحاديث التي تبرز فضل العلم وطلبته. هنا بعض الأحاديث التي تتحدث عن الصبر في طلب العلم:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (يحملُ هذا العِلمَ مِن كلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ).
- قال ابن عباس: (تدارسُ العلمِ ساعةً من الليلِ خيرٌ من إحيائِها).
- قال أبو الدرداء: (العِلمُ بالتَّعلُّمِ، والحِلمُ بالتَّحَلُّمِ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (سَلوا اللهَ عِلمًا نافعًا وتعَوَّذوا باللهِ مِن علمٍ لا ينفعُ).