ظاهرة النينو
النّينو هو تيار مائي دافئ الحركة يتمركز في الجهة الشرقية من المحيط الهادئ. يمتاز بحركة غير اعتيادية، حيث يستغرق وصوله إلى سواحل بيرو والأكوادور ما يقرب من ثلاثة أشهر. هذا التحرك يؤدي إلى توقف التيارات المائية الباردة وتشكيل ظواهر مرتبطة بالحركة الرأسية غير المعتادة.
تُعتبر ظاهرة النينو من الظواهر المناخية غير الطبيعية، إذ تلازمها عمليات تسخين المياه السطحية نتيجة الحركة بالمحيط. وقد أطلق صيادو الأسماك على هذه الظاهرة، إضافةً للمنطقة المعنية بها، مصطلح “الطفل المسيح” نظراً لظهورها خلال فصول الشتاء وأثناء الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد. تجدر الإشارة إلى وجود ظاهرة أخرى تُعرف بـ”اللانينيا”، التي تمثل عكس النينو، وتبرز كاختلاف في أنظمة الضغط الجوي السائدة في النصف الجنوبي للمحيط.
أسباب حدوث النينو
تعددت النظريات التي تفسر أسباب نشوء ظاهرة النينو، وأهمها:
- تفاعل بين المحيط والغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تغييرات في حركة الرياح، خاصة في الجنوب الشرقي.
- اختلالات في طبقة الأرض المسماة بالأديم، الناتجة عن كوارث طبيعية مثل الزلازل والنشاط البركاني.
- عوامل خارج المدار تؤدي إلى ظهور النينو، وتتعلق بتدفق التيارات الهوائية الباردة والتيارات النفاثة من العروض العليا.
- تأثير جزيئات البراكين المدارية قبل ظهور ظاهرة النينو بعدة أشهر، والتي ترافقها ضباب كثيف صادر من العروض المدارية الدافئة.
- تغيرات في ضغط الهواء في المنطقة القطبية، وخصوصًا الجنوبية.
- النظرية الخاصة بالبقع الشمسية.
- اضافةً إلى النينو النموذجي.
التأثيرات الناتجة عن النينو
يترتب على ظاهرة النينو تأثيرات متعددة يمكن تصنيفها على النحو التالي:
التأثيرات المناخية
- تغيرات في درجات الحرارة وضغط الهواء.
- اختلاف في كميات الأمطار المتساقطة.
- ازدياد في حرائق الغابات.
- ظهور موجات جفاف.
- تعديلات في مسارات العواصف المدارية.
- تأثير على جودة الأمواج من حيث امتدادها وحركتها.
التأثيرات الاقتصادية
- نفوق أعداد كبيرة من الأسماك.
- انخفاض معدل المخصبات العضوية الناتجة عن الطيور البحرية التي تعتمد في تغذيتها على الأسماك.
- تلوّن السفن باللون الأبيض نتيجة مادة سلفات الهيدروجين الناتجة من موت الكائنات البحرية.
- أضرار جسيمة تلحق بالمحاصيل الزراعية.
- تكاثر الحشرات بشكل متزايد، مما يؤثر سلبًا على الزراعة وينشر الأمراض.
التأثيرات الحضارية
أثبتت الدراسات أن ظاهرة النينو ساهمت في زوال العديد من الحضارات القديمة، مثل حضارتي الميوس والمايا.
التأثيرات الصحية
تجلى تأثير النينو في انتشار مجموعة من الميكروبات الضارة بما في ذلك الفطريات والبكتيريا والفيروسات، مما يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية مثل التيفوئيد والكوليرا، بالإضافة إلى الالتهاب الدماغي وعمليات الإصابة بالملاريا وغيرها من الأمراض.