أسباب فقدان البركة في المنزل

أسباب نقص البركة في المنازل

توجد العديد من العوامل التي تسهم في انعدام البركة في منازل المسلمين، ومن أبرز هذه العوامل:

  • التفريق عند تناول الطعام: يعد من الأسباب الرئيسية لنقص البركة، ويرجع ذلك إلى أن كل فرد من أفراد الأسرة يتناول طعامه في إناء منفصل، مما يؤدي إلى عدم تكون البركة في الطعام. في المقابل، إذا اجتمع أفراد الأسرة حول طعام واحد، فإن البركة تعم المكان. لذلك، يُستحسن أن يكون الطعام مشتركًا بين جميع أفراد الأسرة، كما أنه من المهم تعزيز عادة التسمية عند بدء تناول الطعام، لأن ترك هذه السنة يساهم كذلك في فقدان البركة.

وهذا يعكس أهمية تناول الطعام بشكل جماعي، حيث إن اجتماع أفراد الأسرة حول مائدة واحدة يضفي البركة على الطعام، إضافة إلى أن عدم شكر الله على النعم قد يسهم في فقدانها.

  • عدم شكر الله على النعم: يُعتبر شكر الله على ما أنعم به من العادات الحميدة التي ينبغي على المسلمين الالتزام بها. قال تعالى: (لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم)، مما يدل على أن فقدان شكر النعم يسبب زوال البركة والخير والنماء.
  • عدم التحية عند دخول المنزل: جعل الله التحية سببًا لنزول الرحمة والبركة، حيث تحمل التحية معاني الود والمحبة، ويوصي الإسلام بالتحية عند دخول المنازل. إذ قال تعالى: (تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)، لذا فإن عدم ممارسة التحية عند دخول المنزل يعكس نقص البركة.
  • الكثير من المعاصي والغفلة: تعتبر المعاصي، والغفلة عن ذكر الله، وعدم الامتثال لأوامره من أكبر أسباب انعدام البركة وقلة الرزق. لذلك، من المهم الالتزام بذكر الله واستغفاره دائماً.

الأدلة الشرعية المرتبطة بنقص البركة

يوجد العديد من الأحاديث النبوية وآيات القرآن التي تشير إلى أسباب نقص البركة، ومنها:

  • عن وحشي بن حرب عن أبيه، عن جده أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قالوا: (يا رسولَ الله إنَّنا نأكل ولا نشبع؛ قال: فلعلَّكم تأكلون متفرقين؟ فقالوا: نعم. قال: فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه).
  • عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء).
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ تعالى يَبتلِي العبدَ فيما أعطاهُ، فإنْ رضِيَ بما قسَمَ الله لَهُ بُورِكَ لَهُ فيه ووسَّعَهُ، وإنْ لمْ يرْضَ لم يُباركَ لَهُ، ولمْ يَزِدْ على ما كُتِبَ له).
  • يقول -تعالى-: (وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ).

كيفية استعادة البركة

لإعادة البركة إلى المنزل، يُنصح الأسر المسلمة بتقوى الله وشكره على النعم، امتثالًا لقوله -تعالى-: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ). ومن المهم أيضًا الدعاء واللجوء إلى الله، حيث أن ذلك يعد من أسباب الحصول على البركة.

ويمكن الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يدعو الله بالبركة في العطاء، كما في قوله: (واهدني فيمن هديت، وبارك لي فيما أعطيت). ومن الضروري كذلك التحلي بالقناعة والرضا بما أنعم الله به، فضلاً عن تعزيز صلة الرحم، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سَرَّهُ أن يُبْسَط له في رزقه، أو يُنسَأ له في أثره، فليصل رحمه).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top