ضيق التنفس
يُعرف ضيق التنفس (بالإنجليزية: Shortness of breath) بأنه شعور بعدم الارتياح في منطقة الصدر، مصحوباً بإحساس بالاختناق والحاجة الملحة لاستنشاق المزيد من الهواء. وقد يصاحب هذا الشعور حالة من القلق والخوف بسبب صعوبة الحصول على كمية كافية من الهواء. يُعرف طبياً باسم عسر التنفس (بالإنجليزية: Dyspnea)، ويجدر التنبيه إلى أن ضيق التنفس قد يظهر لدى الأفراد الأصحاء نتيجة القيام بجهود بدنية مكثفة، أو تسلق المرتفعات، أو التعرض لظروف مناخية حارة، أو نتيجة زيادة الوزن. أما إذا حدث ضيق التنفس دون وجود أي من هذه العوامل، فقد يشير إلى وجود حالة صحية تستدعي الانتباه.
تجدر الإشارة إلى أن معظم حالات ضيق التنفس تكون ناتجة عن مشكلات صحية في القلب أو الرئتين، وذلك نظراً لأهمية هذين العضوين في عملية التنفس وتبادل الغازات. تتأثر عملية التنفس أيضاً بمستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، وكمية الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin)، ودرجة حموضة الدم. يتم تنظيم عملية التنفس من قبل الدماغ من خلال مجموعة من التفاعلات الكيميائية المعقدة بين مكونات الدم وعناصر الهواء. على سبيل المثال، عند ارتفاع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون في الدم، يُرسل الدماغ إشارات لزيادة سرعة وعمق التنفس، مما قد يسبب الشعور بضيق التنفس، وهو ما يحدث أيضاً في حالات ارتفاع حموضة الدم الناتجة عن العدوى أو الزيادة في حمض اللاكتيك وغيرها من الظروف.
أسباب ضيق التنفس المستمر
يمكن تعريف ضيق التنفس المزمن أو المستمر بأنه الحالة التي تستمر فيها المشكلة لأكثر من شهر. هناك العديد من الأسباب المحتملة للإصابة بضيق التنفس المستمر، منها:
- داء الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease).
- مرض الربو (بالإنجليزية: Asthma).
- اعتلال عضلة القلب.
- السمنة المفرطة.
- سرطان الرئة.
- مرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis).
- الوذمة الرئوية (بالإنجليزية: Pulmonary edema) أو التليف الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary fibrosis).
- التهاب الجنب (بالإنجليزية: Pleuritis).
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary hypertension).
- الغرناوية أو داء الساركويد (بالإنجليزية: Sarcoidosis).
- الخانوق (بالإنجليزية: Croup).
أسباب ضيق التنفس الحاد
عندما يحدث ضيق التنفس بشكل مفاجئ، يُعرف بالضيق الحاد. تشمل بعض الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة ما يلي:
- التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون.
- تعرض الشخص لنوبة قلبية (بالإنجليزية: Heart attack) أو فشل قلبي (بالإنجليزية: Heart failure).
- معاناة من مرض الربو.
- الإصابة بالاندحاس القلبي (بالإنجليزية: Cardiac tamponade)، وهو تجمّع السوائل حول القلب.
- هبوط ضغط الدم.
- الإصابة بالالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) أو عدوى رئوية أخرى.
- فقدان الدم المفاجئ.
- الإصابة بالانصمام الرئوي أو جلطة الشريان الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism) التي تنتج عن تكون خثرة دموية في الأوعية الدموية المغذية للرئة.
- استرواح الصدر (بالإنجليزية: Pneumothorax) أو انكماش الرئتين.
- انسداد في المجرى التنفسي العلوي.
مراجعة الطبيب
هناك أعراض معينة تصاحب ضيق التنفس تشير إلى خطر على حياة المريض، مثل حدوث ضيق شديد بشكل مفاجئ، الشعور بألم في الصدر، الغثيان، أو عدم القدرة على الاستمرار في ممارسة الأنشطة اليومية بسبب ضيق التنفس. تعتبر هذه الحالات طارئة وتتطلب تدخلاً طبياً سريعاً. بالإضافة إلى ذلك، هناك أعراض أخرى تستدعي مراجعة الطبيب مثل:
- الصوت الصفير عند التنفس.
- صعوبة التنفس أثناء الاستلقاء.
- تغير في مستوى قدرة التنفس.
- ارتفاع درجة الحرارة، السعال، والقشعريرة.
- انتفاخ في الكاحلين أو القدمين.
علاج ضيق التنفس
العلاجات الطبية
يعتمد علاج ضيق التنفس على السبب الرئيسي. إذا كان ضيق التنفس ناتجاً عن مجهود بدني، فعادةً ما يستعيد الشخص قدرته على التنفس بشكل طبيعي بعد فترة من الراحة. وفي حالات أكثر خطورة، قد يحتاج المريض إلى العلاج بالأكسجين. بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بضيق التنفس نتيجة الربو أو داء الانسداد الرئوي المزمن، قد يتضمن العلاج استنشاق الأدوية الموسعة للقصبات عند الضرورة، أو استخدام الستيرودات. لمشاكل ضيق التنفس الناتجة عن عدوى بكتيرية، يُمكن استخدام المضادات الحيوية، بينما قد تتطلب بعض الحالات أدوية أخرى مثل مضادات القلق (بالإنجليزية: Anxiolytic) ومضادات الالتهاب غير الاستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drugs) المعروفة اختصاراً بـ NSAIDs.
العلاجات المنزلية
في بعض الحالات التي لا تستدعي التدخل الطبي، يمكن اتباع نصائح وطرق منزلية تساعد على تخفيف ضيق التنفس. منها:
- الجلوس والاسترخاء: يساعد الجلوس على استرخاء الجسم، وهو أمر مفيد لعملية التنفس. يمكن القيام بذلك من خلال الجلوس على كرسي مع ميل الرأس والصدر إلى الأمام، ووضع القدمين على الأرض مع اراحة المرفقين على الركبتين أو وضع الذقن بين راحتي اليد.
- الوقوف مع الإسناد: يساعد الوقوف على تسهيل عملية التنفس، ويمكن تحقيق ذلك عبر إسناد الظهر على الحائط مع مباعدة الكتفين والقدمين.
- تحسين وضعية الاستلقاء: لتجنب ضيق التنفس أثناء النوم، يمكن النوم على الجانب مع وضع وسادة بين الساقين، أو على الظهر مع رفع الرأس والركبتين.
- التعرض للهواء البارد: أظهرت الدراسات أن التعرض للهواء البارد يمكن أن يخفف من ضيق التنفس، مثل توجيه مروحة باتجاه الوجه.
- شرب القهوة: أظهرت بعض الأبحاث أن الكافيين يمكن أن يساعد في استرخاء عضلات مجرى التنفس لدى الأشخاص المصابين بالربو، مما يحسن وظيفة الرئتين لفترة تصل إلى أربع ساعات.
فيديو علاج ضيق التنفس النفسي
يعاني بعض الأفراد من ضيق التنفس عند التعرض لمؤثرات نفسية مثل الخوف أو التوتر. فما هي طرق علاج هذه الحالة؟