ما هو مفهوم العنف؟ وما هي الأسباب والآثار التي يراها علماء النفس لهذا السلوك؟ لا شك أن العنف يعد من الظواهر السلبية التي تتجاوز حدود الدول العربية لتشمل كافة أنحاء العالم. في هذا المقال، سنتناول تعريف العنف، وأهم الأسباب وراءه، بالإضافة إلى الأضرار التي قد تنتج عنه وفقًا لوجهة نظر علماء النفس.
تعريف العنف
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن العنف يعد من المشكلات الصحية العامة التي تنجم عن استعمال القوة أو العنف البدني بغرض التهديد أو الإيذاء، سواء كان ذلك تجاه النفس أو شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص.
كما أشارت المنظمة إلى أن هذه الأفعال يمكن أن تؤدي إلى إصابات جسدية أو أضرار نفسية، وسوء النمو، أو الحرمان، وحتى الوفاة في بعض الحالات.
بشكل مبسط، يمكننا تعريف العنف كتصرف إنساني مادي أو معنوي مدفوع بقصد واضح لإلحاق الأذى بشخص آخر عبر وسائل مثل الضرب أو التخويف، ما يؤدي بدوره إلى الألم والمعاناة للضحايا.
اقرأ أيضًا:
أسباب العنف وفقًا لعلماء النفس
بعد استعراض تعريف العنف، ينبغي علينا تسليط الضوء على الأسباب والعوامل التي حددها علماء النفس باعتبارها دافعة لهذا السلوك. وتتضمن أبرز هذه الأسباب:
- يعتقد علماء النفس أن معظم مرتكبي أعمال العنف قد تعرضوا لاضطرابات نفسية، مما يؤدي إلى ضبابية في دوافعهم واتجاههم نحو العنف.
- قد ينجم العنف عن الإحباط الناتج عن التنشئة الأسرية القائمة على العقاب البدني والنفسي وتحكم الأبوين.
- أيضًا، تعتبر الظروف الاقتصادية والضغوط الحياتية من العوامل المحفزة على العنف.
- يلعب التهميش الاجتماعي دورًا في إذكاء العنف، حيث يؤدي إلى زعزعة الاستقرار النفسي، مما يجعل العنف منفذًا للتفريغ الانتقامي.
- تعتبر العوامل الثقافية أيضًا سببًا في العنف الناتج عن عدم تقبل الحوار وانخفاض قيمة الاحترام المتبادل.
- تسهم وسائل الإعلام والأفلام في عرض مشاهد العنف، مما يجعل هذه الظواهر تبدو طبيعية وتساهم في انتشارها في المجتمعات.
اقرأ أيضًا:
أضرار العنف في نظر علماء النفس
ينتج عن العنف مجموعة من الأذى الجسدي والنفسي التي تؤثر على مختلف جوانب الحياة، الأمر الذي يتطلب ضرورة التصدي للعنف وتعزيز ثقافة السلام وحقوق الإنسان، وتوعية المجتمع حول مخاطر العنف وأهمية حل النزاعات بطرق سلمية، وإليكم بعض الأضرار البارزة:
- الإصابات الجسدية: حيث ينتج عن العنف الجسدي العديد من الإصابات التي قد تكون خطيرة، مثل الكسور والجروح والحروق.
- أضرار نفسية: يسبب العنف آثارًا سلبية وعميقة على الحالة النفسية، مما يؤدي إلى القلق والاكتئاب، ويزيد من معدلات الانتحار في بعض الحالات.
- تأثيرات سلبية على التعليم والتطوير: يواجه الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري أو من قبل أقرانهم صعوبات في التركيز والتعلم، مما يؤثر سلبًا على مستقبلهم التعليمي.
- تدهور العلاقات الاجتماعية: التعرض المتكرر للعنف يؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية والعائلية بين الأفراد، مما يزيد من الشعور بالعزلة.
- دوامة العنف: التعرض للعنف قد يؤدي إلى تكرار هذا السلوك، حيث يتحول الضحية إلى معتدي، ويبدأ الشباب في تبادل تلك الصفة عبر الأجيال.
اقرأ أيضًا:
إن العنف يعد من الظواهر المرضية التي تنتشر في المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، وهو يعكس عجزًا فكريًا تجاه التصرفات، قد يقود في بعضها إلى الانهيار العقلي كوسيلة لتهذيب النفس على الأفعال السيئة. ولذلك، تُعتبر هذه الظاهرة خطرًا يهدد المجتمع بأسره، سواء بالنسبة للمعتدي أو الضحية.