حرب فيتنام
تُعتبر حرب فيتنام إحدى الأحداث البارزة في فترة الحرب الباردة بين الدولتين العظميين، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. انتهت هذه الحرب بتحلل الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات. لقد تميزت هذه الحرب بتعدد أطراف النزاع بين شمال وجنوب فيتنام، وانتهت بعملية الوحدة بين المنطقتين في عام 1975، بعد صراع استمر تسعة عشر عاماً.
أسباب حرب فيتنام
الصراع التاريخي
تعرضت فيتنام للاحتلال الياباني خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وكانت تُعرف بالهند الصينية. مع قرب نهاية الحرب وهزيمة اليابان، استولى الحزب الشيوعي الفيتنامي على العاصمة هانوي، مما أجبر الإمبراطور الفيتنامي على التخلي عن الحكم.
هذا الوضع شجع فرنسا على محاولة استعادة مستعمرتها السابقة الهند الصينية، التي فقدتها خلال الاحتلال الياباني. وفي عام 1945، بدأت فرنسا جهودها للسيطرة على فيتنام، مما أدى إلى اندلاع حرب استمرت لثماني سنوات بين الفيتناميين، تحت قيادة زعيم الحزب الشيوعي (هو شي منه)، والفرنسيين، وانتهت بتوقيع معاهدة سلام في سويسرا، التي نصت على تقسيم مؤقت لفيتنام، مع تحديد موعد لاستفتاء الوحدة بين الشمال والجنوب بعد عامين من توقيع الاتفاق.
ظهور الأزمة
التزمت حكومة فيتنام الشمالية باتفاقية السلام المبرمة عام 1954، في حين قررت الولايات المتحدة، التي كانت تخشى امتداد النفوذ الشيوعي، تقديم المساعدة لحكومة فيتنام الجنوبية. بدأت المساعدات الأمريكية تتدفق إلى سايغون، عاصمة جنوب فيتنام، بغاية تدريب الجيش وتنظيم الأمور لمنع الوحدة بين الشمال والجنوب.
في المقابل، كانت حكومة هانوي الشيوعية تتلقى دعماً عسكرياً وتدريباً من الاتحاد السوفيتي والصين، بالإضافة إلى الدعم السياسي الرامي إلى توحيد البلاد. قادت هذه الحكومة دعماً للثوار الشيوعيين في الجنوب لتنفيذ عمليات مقاومة ضد الوجود الأمريكي انطلاقاً من الحدود الشمالية، مما اعتُبر خرقاً للمعاهدة الموقعة. استمر هذا الوضع حتى عام 1959.
اشتعال الصراع
أسس الثوار الشيوعيون في الجنوب منظمة ثورية تُعرف بالفيت كونغ، التي تحولت في عام 1960 إلى جبهة التحرير الوطني، وهي منظمة سياسية وعسكرية تهدف إلى مقاومة الوجود الأمريكي في فيتنام والإطاحة بحكومة سايغون المُدَعومة من الغرب. دفعت هذه الأوضاع حكومة الجنوب إلى إعلان حالة الطوارئ، خاصةً بعد أن أعلن الحزب الشيوعي الفيتنامي المدعوم من الاتحاد السوفيتي دعمه لجبهة التحرير الوطني، مُقدماً ما يحتاجه الثوار لتحقيق أهدافهم.
أعلنت الولايات المتحدة دعمها الكامل لحكومة سايغون، وبدأ تدفق القوات الأمريكية إلى جنوب فيتنام منذ عام 1961، ليصل عدد القوات بحلول عام 1963 إلى أكثر من ستة عشر ألف ضابط ومجند، وهو ما أطلق شرارة الحرب بشكل رسمي.