أحكام الحج
يُعتبر الحجّ فرضاً على المسلمين منذ السنة التاسعة للهجرة، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام. يجب على من تتوفر فيه الشروط اللازمة أن يتوجه إلى بيت الله الحرام لأداء المناسك المختصة بالحجّ.
يُلزم المسلم بأداء الحج مرة واحدة في حياته، وأي حج آخر يقوم به يعتبر تطوعاً. للحج أنواع مختلفة وشروط وأركان وواجبات، بالإضافة إلى سنن ومحظورات، ولكل منها تفاصيل وأحكام سيتم توضيحها في ما يلي.
أنواع الحج
تنقسم أنواع الحج إلى ثلاثة أصناف، وسنوضحها كما يلي:
- التمتع
ويشمل أن يقوم المسلم بأداء العمرة خلال أشهر الحج ثم يتحلل منها. وعندما يأتي يوم التروية، يحرم بالحج من مكة، على أن يكون ذلك عن نفسه أو عن شخص ينوب عنه في الرحلة. فإذا قام بأداء العمرة ثم عاد إلى بلده قبل أن يؤدى الحج، لا يعتبر متمتعاً، ويتوجب على المتمتع تقديم دم.
- القران
ويتطلب هذا النوع أن يجمع الحاج بين الحج والعمرة في إحرام واحد مع نية لكل منهما، حيث يجب تقديم نية العمرة على الحج. وتكون الأعمال في الحج والعمرة واحدة؛ لذا يكفي طواف واحد وسعي واحد لهما، ويتوجب على الحاج المقرن تقديم دم أيضاً.
- الإفراد
وهو أن ينوي الحاج أداء الحج فقط دون العمرة، ويقوم خلالها بجميع مناسك الحج المطلوبة بدءاً من الإحرام من الميقات، دون الحاجة لتقديم فدية.
شروط الحج
تنقسم شروط الحج إلى ثلاثة أقسام، وهي كالتالي:
شروط الصحة
وهناك شرطان:
- الإسلام
الإسلام هو شرط أساسي لصحة الحج؛ فحج الكافر لا يُقبل ولا يُجزئه.
- العقل
العقل هو شرط صحة أيضاً، حيث لا يصح حج المجنون، بينما حج الصبي غير المميز يُعتبر صحيحاً إذا أكمل الحج، ومنح وليّه الإذن، لكنها تُعتبر تطوعاً.
شروط الإجزاء
تشمل شروط الإجزاء:
- الحرية
أول شرط من شروط الإجزاء هو الحرية، حيث اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أن الحج ليس واجباً للعبد، برغم صحته.
- البلوغ
الشرط الثاني هو البلوغ؛ حيث إن الصبي غير الملزم بالقيام بالحج، ولا يُجزئ فيما لو قام به. يكون حجّه صحيحاً سواء كان مميزاً أو غير مميز، فإذا كان مميزاً أحرم بنفسه، وإذا كان غير مميز أحرم عنه وليّه وفق ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
شروط الوجوب
يجب الحج على المسلم البالغ العاقل الحر القادر؛ حيث تُعد الاستطاعة شرطاً أساسياً للوجوب. فمن كان لديه زاداً يكفي لنفقته ونفقة من تلزمه، ووسيلة نقل مناسبة، وآمن في الطريق، وكان لديه القدرة البدنية دون مشقة شديدة، فإنه يتعين عليه الحج. وللنساء شرط إضافي وهو وجود المحرم وعدم كونهن في عدة.
المواقيت المكانية للحج
هي الأماكن التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتوجب على المسلم الذي ينوي الحج إلى بيت الله الحرام أن لا يتجاوزها دون أن يحرم، وهي كما يلي:
- ذي الحليفة
وتعرف حالياً بآبار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة وتعتبر أبعد المواقيت عن مكة.
- الجحفة
وهذا ميقات لمن يقصد من أهل الشام ومصر والمغرب، ومع زواله أصبح يحرم المسلمون من منطقة رابغ.
- قرن المنازل
هذا هو الميقات الخاص بأهل نجد والطائف ومن حولهم، ويطلق عليه حالياً بالسيل الكبير.
- يلملم
ميقات أهل اليمن وما حولهم، ويدعى حالياً بالسعدية.
- ذات عرق
هذا هو ميقات أهل المشرق والعراق وخراسان ومن حولهم، ويرتبط حالياً بالضريبة أو الخريبات.
- مكة
هذا هو ميقات أهل مكة، حيث يحرمون من منازلهم.
أركان الحج
الحج يتضمن أربعة أركان، تصفها ما يلي:
- الإحرام
ويكون من خلال نية الحاجّ للدخول في النسك خلال أشهر الحج من الميقات المحدد لأهل بلده.
- الوقوف بعرفة
حيث يمتد الوقت من زوال شمس اليوم التاسع من ذو الحجة حتى طلوع الفجر في اليوم العاشر.
- طواف الإفاضة
يجري بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة، ويعتبر جزءاً دائماً من مناسك الحج، ولا يوجد له وقت انتهاء حسب رأي جمهور الفقهاء.
- سعي الحج
يأتي بعد طواف الإفاضة للمتمتع، بينما يُسمح للقارن والمفرد بالسعي بعد طواف القدوم.
واجبات الحج
تتضمن الحج سبعة واجبات نوضحها كما يلي:
- الإحرام من الميقات.
- الوقوف في عرفة حتى غروب الشمس لمن وقف فيها نهاراً.
- المبيت في مزدلفة ليلة العاشر من ذو الحجة حتى منتصف الليل.
- المبيت في منى خلال ليالي التشريق الثلاث.
- رمي الجمار بالترتيب.
- حلق الشعر أو تقصيره.
- طواف الوداع.
محظورات الحج
توجد محظورات يجب على الحاج اجتنابها، وإذا ارتكبها فإنه يُطلب منه جزاء، وهي كما يلي:
- قص الأظافر.
- حلق الشعر.
- تغطية الرأس بالنسبة للذكور.
- ارتداء المخيط والمحيط للذكور، والنقاب والقفازات للنساء.
- الجماع، وإتيان النساء.
- الصيد.
- إبرام عقد الزواج.
- التطيّب.