عند التطرق لموضوع الجار، يجدر بنا الاستناد إلى سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وعند كتابة موضوع تعبير مخصص للصف الخامس الابتدائي عن الجار، ينبغي الالتزام بتعاليم الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام تجاه الجار، وطاعة أوامر الله سبحانه وتعالى. فالجار هو رفيق في السراء والضراء، وتعد التقوى في التعامل مع الجار من أجمل معاني الجيرة. ومن خلال هذا المقال، سنستعرض حقوق الجار وأهمية احترامها.
مقدمة عن الجار
الجار هو الشخص الذي يقطن بجانبنا في نفس الشارع أو المساكن. يشترك معنا في لحظات الفرح والحزن، وهو من يقف إلى جانبنا في أوقات الأزمات. عندما نحتاج إلى مساعدة، نجد الجار السند القوي الذي نتكئ عليه. إن الإحسان إلى الجار يعتبر من أهم واجبات المسلم ويشكل تعبيراً عن بره بينه وبين الله تعالى.
الإحسان إلى الجار
يمثل الإحسان إلى الجار نوعاً من أنواع البر، ويجب على كل شخص أن يراجع نفسه يومياً ويسألها: هل كنت محسناً لجاري أم لا؟
يعتقد كثيرون أن مفهوم “البر” مقتصر فقط على الوالدين، ولكن الحقيقة أن البر يطال كل فرد نلتقي به ونتعامل معه في المجتمع، وعليه يجب أن نضع آيات الله سبحانه وتعالى نصب أعيننا في جميع تصرفاتنا.
عند التعمق في معنى كلمة “الجار”، نجد أنها ترتبط بالحماية والتضامن، حيث كان العرب يحمون بعضهم البعض، ويخافون على أعراضهم. لذلك، يشبه فعل الجار بالمجير، الذي يحمي جاره ويعتني به ويصون حرمة منزله.
الجار في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
أولى الإسلام أهمية خاصة للعلاقات بين الأفراد، بحيث تنظم الشريعة الإسلامية العلاقة بين العبد وربه، وأيضاً العلاقات بين العباد. وقد وضعت المبادئ الأخلاقية وحقوق الأفراد وواجباتهم في المعاملات.
في الآيات الكريمة من كتاب الله عز وجل، يظهر الاهتمام بحقوق الجار، حيث قال الله تعالى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا” [سورة النساء: الآية 36].
وقد أوصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالجار، حتى كررها جبريل عليه السلام عدة مرات، حتى ظن النبي صلى الله عليه وسلمأن الجار سيكون من ورثته، وأصبح الجار بمثابة الأخ أو الابن.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبعانَ وجارُه جائعٌ بجَنبِه وهو يَعلَمُ به” [الراوي: أنس بن مالك][المحدث: الذهبي].
تعتبر هذا الحديث من الأمور الخطيرة، إذ يمكن أن يحتسب الشخص مخالفاً للإسلام إذا كان جاره جائعاً ولم يساعده. ومن دلائل رحمة النبي ورقة قلبه، أنه لم يحدد إن كان الجار جائعاً كافراً أو مسلماً.
خاتمة موضوع تعبير عن الجار
بعد توضيح النقاط المتعلقة بموضوع تعبير الجار للصف الخامس الابتدائي، من المهم التأكيد على ضرورة الالتزام بأوامر الله تعالى، والابتعاد عن نواهيه، والإحسان لكل من نتعامل معه. يجب أن نتقي الله في سلوكنا وتعاملاتنا.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا الدرس الأخلاقي، الذي يجب أن نغرسه في أطفالنا لتطبيقه على من حولهم. فالسلوك الإيجابي ينشأ مع الطفل منذ صغره، ويجب أن نكون قدوة لهم، لأن التربية هي تقليد وليس تلقين.