أسباب تساقط الشعر
يمر معظم الأفراد بفقدان طبيعي للشعر يتراوح بين 50 إلى 100 شعرة يومياً، وهو أمر طبيعي للغاية، حيث ينمو شعر جديد في نفس الوقت. ومع ذلك، تبدأ المشكلة عندما يتوقف نمو الشعر الجديد، مما يؤدي إلى تساقط الشعر لأسباب متعددة.
فيما يلي أبرز الأسباب المحتملة لتساقط الشعر:
العلاجات الكيميائية وتسريحات الشعر
يمكن أن تُسبب بعض علاجات الشعر، مثل الزيوت الساخنة والمعالجات العميقة، تساقط الشعر عند بعض الأشخاص، وقد تتسبب هذه العلاجات في ظهور نسيج ندبي على فروة الرأس، مما يجعل المشكلة دائماً. كما أن الاستمرار في تسريحات الشعر التي تتطلب شد الشعر بقوة للخلف قد يعزز من فرص تساقطه بشكل دائم، ويُعرف ذلك بثعلبة الشد (Traction alopecia).
فقدان الوزن المفاجئ
يُعتبر تساقط الشعر مؤقتًا نتيجة فقدان الوزن الكبير خلال فترة قصيرة، وعادةً ما يظهر هذا التساقط بعد 3 إلى 4 أشهر من فقدان الوزن السريع وقد يستمر لمدة تصل إلى 6 أشهر. ويعزى ذلك غالباً إلى نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية لنمو الشعر، بالإضافة إلى الضغط الذي يتعرض له الجسم خلال عملية فقدان الوزن.
العوامل الوراثية
تظهر مشكلة تساقط الشعر الوراثي عادةً تدريجياً مع تقدم العمر، وقد يتجلى ذلك بصورة مختلفة بين الجنسين. في النساء، قد يظهر تساقط الشعر في مقدمة الرأس، بينما يعاني الرجال من انحسار خط الشعر وظهور بقع صلع. يعود السبب في ذلك إلى وراثة جينات معينة تؤدي إلى انكماش بصيلات الشعر على مر الزمن.
التغيرات الهرمونية
تؤثر التغيرات الهرمونية في مراحل معينة من حياة المرأة على تساقط الشعر. الهرمونات الأنثوية، كالاستروجين والبروجسترون، تلعب دورًا في دعم نمو الشعر. إليك بعض الحالات المهمة:
- مرحلة انقطاع الطمث:
تنخفض مستويات الإستروجين والبروجسترون، مما يؤدي إلى ترقق الشعر وتوقف نموه.
- فترة الحمل:
تتغير مستويات الهرمونات خلال الثلث الأول من الحمل، مما قد يزيد من فرص تساقط الشعر بشكل يفوق المعدل الطبيعي.
- بعد الولادة:
تبدأ العديد من النساء بملاحظة تساقط الشعر خلال الأشهر القليلة بعد الولادة، حيث يبلغ هذا التساقط ذروته حوالي 4 أشهر بعد الولادة. يعود الأمر أحيانًا إلى انخفاض مستويات الإستروجين، ولكن غالبًا ما يكون ذلك مؤقتًا.
الإصابة بأمراض معينة
هناك العديد من الأمراض والحالات الصحية التي قد تتسبب في تساقط الشعر سواء بشكل مؤقت أو دائم. من بين هذه الحالات:
فقر الدم
قد يرتبط تساقط الشعر بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، مما يؤثر على إنتاج الهيموجلوبين وعملية توصيل الأكسجين للخلايا، بما في ذلك خلايا الشعر. غالباً ما يعود نمو الشعر بعد علاج نقص الحديد.
مشاكل الغدة الدرقية
يمكن أن تسبب اضطرابات الغدة الدرقية، كقصور الغدة أو فرط نشاطها، تساقط الشعر، حيث تؤثر على مستويات الهرمونات المسؤولة عن نمو الشعر. غالبًا ما يعود الشعر للنمو بعد علاج المشكلة.
متلازمة تكيس المبايض
تؤدي متلازمة تكيس المبايض إلى زيادة إنتاج هرمونات الأندروجين، مما يسهم في ترقق الشعر وتكرار تساقطه، خاصة في منطقة المقدمة. يتطلب الأمر معالجة الحالة وفق خطة طبية.
مرض الذئبة
يسبب مرض الذئبة التهاباً يؤثر على فروة الرأس، مما يؤدي إلى تساقط الشعر. في معظم الحالات، يعود الشعر للنمو بعد العلاج، لكن قد تحدث فقدان دائم في حالات معينة.
مرض الثعلبة
تعتبر الثعلبة من اضطرابات المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقط مفاجئ. قد تظهر بقع خالية من الشعر على الرأس أو يحدث تساقط كامل.
تساقط الشعر الكربي
يشير تساقط الشعر الكربي (Telogen effluvium) إلى فقدان مفاجئ للشعر نتيجة التعرض لصدمة أو ضغط نفسي، وعادةً ما يبدأ بعد عدة أشهر، لكنه يعود للنمو بعد التعافي من السبب.
هوس نتف الشعر
تعكس حالة هوس نتف الشعر (Trichotillomania) الحاجة المتكررة لنتف الشعر، مما يؤدي لتساقطه. في بعض الحالات، يُمكن أن تصبح هذه العادة مؤذية للصحة النفسية والجسدية، ولكن يمكن علاجها.
آثار جانبية للأدوية
يمكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى تساقط الشعر كأحد الآثار الجانبية، ومن هذه الأدوية:
- أدوية التهاب المفاصل.
- أدوية الاكتئاب.
- أدوية السرطان.
- أدوية القلب.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم.
العلاج الإشعاعي
قد يؤدي العلاج الإشعاعي في منطقة الرأس أو الرقبة إلى تساقط الشعر كليًا أو جزئيًا بعد أسابيع قليلة من بدء العلاج. بينما يؤثر العلاج على الخلايا السرطانية، إلا أنه يؤثر أيضًا على خلايا الشعر، ومع ذلك، غالباً ما ينمو الشعر مرة أخرى بعد انتهاء العلاج.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يستوجب الأمر زيارة الطبيب في بعض الحالات المتعلقة بتساقط الشعر، ومنها:
- شعور بالقلق تجاه تساقط الشعر والرغبة في معالجة المشكلة.
- انحسار خط الشعر.
- تساقط غير عادي عند غسل الشعر أو تمشيطه، خاصةً مع ظهور بقع صلع.
خلاصة
تتعدد الأسباب وراء تساقط الشعر، سواء كانت مرتبطة بأمراض معينة أو وراثية أو هرمونية. يجب استشارة الطبيب إذا لاحظت أن تساقط الشعر يزداد عن المعدل الطبيعي أو يؤثر على مظهرك وثقتك بنفسك، أو إذا كان يُثير قلقك.