شكر النعم
يتعين على المسلم أن يستمر في شكر الله سبحانه وتعالى على النعم التي أنعم بها عليه. ويجب أن يكون الشكر نابعًا من القلب، من خلال الخضوع والتواضع، بالإضافة إلى لسان دائم الذكر والشكر. وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- أن الله عز وجل قد أمر عباده بالشكر، وأثنى على الذين يشكرونه، وقد وعدهم بالعطاء الجزيل وزيادة النعم. قال تعالى: (وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ). إن الشكر يقوم على خمسة أركان أساسية يجب توفرها، وهي: خضوع العبد لدعاء ربه، حبه له، اعترافه بنعمه، الثناء عليه بسبب تلك النعم، وألا يستعمل العبد النعم التي وهبها الله فيما يكره.
أدعية شكر لله
توجد العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم ترديدها شكرًا لله على نعمه، ومنها:
- (اللهمّ إنّا نحمدك ونستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كلّه، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يهجرك، اللهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد، وإليك نسعى ونحمد، نرجوا رحمتك ونخشى عذابك، إنّ عذابك الجدّ بالكفار ملحق، اللهمّ لك الحمد كلّه، ولك الشكر كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه علانيّته وسرّه، فأنت أهلٌ أن تحمد، وأنت أهلٌ أن تعبد، وأنت على كلّ شيءٍ قدير، اللهمّ لك الحمد حتّى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، لك الحمد كالذين قالوا خيرًا ممّا نقول، ولك الحمد كالذي تقول، ولك الحمد على كل حال، اللهمّ لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، وأنت بكل شيء عليم).
- (الحمد لله رب العالمين الذي سبحت له الشمس والنجوم الشهاب، وناجاه الشجر والوحش والدواب والطير في أوكارها، كل له أواب، فسبحانك يا من إليه المرجع والمآب).
- (ربي تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، وانزع ما في صدري من غل).
- (الحمد لله الّذي بعزّته وجلاله تتمّ الصالحات، يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنّا، وتقبّل منا وأدخلنا الجنة ونجّنا من النار، وأصلح لنا شأننا كلّه، اللهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهمّ يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة ولا يهتك الستر، يا عظيم العفو وحسن التجاوز).
- (الحمد لله ربّ العالمين، الّذي سبّحت له الشمس والنجوم الشهاب، وناجاه الشجر والوحش والدّواب، والطير في أوكارها، كل له أواب، فسبحانك يا من إليه المرجع والمآب).
- (الحمد لله ربّ العالمين، يُحب من دعاه خفياً، ويُجيب من ناداه نجيّاً، ويزيدُ من كان منه حيِيّاً، ويكرم من كان له وفيّاً، ويهدي من كان صادق الوعد رضيّاً).
- (الحمد لله ربّ العالمين، الّذي أحصى كلّ شيء عدداً، وجعل لكلّ شيء أمداً، ولا يُشرك في حُكمهِ أحداً، وخلق الجِن وجعلهم طرائِق قِددا).
كيفية شكر الله
هناك العديد من الأمور التي تعين المسلم على أداء شكر الله، منها:
- الدعاء؛ وقد ورد ذلك في وصية النبيّ -عليه السلام- لمعاوية حين قال له: (يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، فأوصيكَ يا معاذُ، لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ).
- استشعار قدرة الله ورحمته وحلمه وفضله على عباده، كما جاء في قوله تعالى: (وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).
- التأمل في عدم قدرة المؤمن على إيفاء الله حق عبادته، وعدم إمكانيته على إحصاء النعم التي منحها الله له.
- التفكر في جزاء الشاكرين في الآخرة وأجرهم في الدنيا، بالإضافة إلى مقارنة ذلك بعذاب الكافرين للنعم في الدنيا والآخرة.
- الوقوف على حال الفقراء والمحتاجين وتحقيق النعمة الكبيرة التي منحها الله له.
- التفكر في الوقوف بين يدي الله تعالى للشكر على النعم التي منحها للعبد.