أسماء الملائكة ومهامهم
تقدم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بذكر الملائكة في مواضع عدة، حيث تُذكر أحيانًا مصاحبة لاسمه كما في قوله: (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
وفي مواضع أخرى تُذكر الملائكة بالتّبعة إلى صلاته -سبحانه- كما في قوله: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا). كما تم ذكرهم في سياق توضيح وظائفهم، مثل حمل العرش، كما ورد في قوله -تعالى-: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا).
كذلك، تم ربط الملائكة بصفات مثل الطهارة والعلو والاستمرار في عبادة الله عز وجل، كما جاء في قوله -سبحانه-: (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ).
أما عدد الملائكة، فهو غير معروف بدقة، إلا أنه يُعتبر هائلًا جدًا، ومن أبرز الأدلّة على ذلك ما روت حكيم بن حزام عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (أتَسْمَعُونَ ما أَسْمَعُ؟ قالوا: ما نَسْمَعُ من شيءٍ، قال: إنِّي لأَسْمَعُ أَطِيطَ السَّماءِ، وما تُلامُ أنْ تَئِطَّ، وما فيها مَوْضِعُ شبرٍ إلَّا وعليهِ مَلَكٌ ساجِدٌ أوْ قائِمٌ).
أسماء بعض الملائكة
كلّف الله سبحانه وتعالى الملائكة بعدد من المهام، ومن أسماء الملائكة وأعمالهم التي ذُكرت في القرآن والسنة ما يلي:
- جبريل
ذُكر جبريل بعدّة ألقاب وأسماء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، مثل روح القدس والناموس الأكبر، كما جاء في قوله -تعالى-: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ).
وفي السنة النبوية، روت عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لحسّان بن ثابت: (إنَّ رُوحَ القُدُسِ لا يزالُ يُؤيِّدُك ما نافَحْتَ عنِ اللهِ وعن رسولِه). ونُقل عن البخاريّ في صحيحه أنها ذكرت: (هذا النَّامُوسُ الذي نَزَّلَ اللَّهُ علَى مُوسَى). وتتمثل مهمته في تبليغ الوحي والرسالات الإلهية.
- ميكائيل
يقرب ميكائيل إلى الله سبحانه ويكلف بعدة وظائف، منها تسليم المطر والتوفيق للنبي -عليه الصلاة والسلام- في الخير، وشاركت الملائكة في غزوة أحد كما صح في حديث رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: (رَأَيْتُ عن يَمِينِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَعَنْ شِمَالِهِ يَومَ أُحُدٍ رَجُلَيْنِ عليهما ثِيَابُ بَيَاضٍ).
- إسرافيل
كُلّف إسرافيل بالنفخ في الصور مرتين: الأولى للموت والثانية لبث الأرواح بعد الموت، كما ذكر في قوله -تعالى-: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ).
- ملك الموت
يُعتبر ملك الموت آخر المخلوقات التي تموت، ويكلفه الله -عز وجل- بقَبض أرواح الناس عند وفاتهم، كما تبين ذلك في نصوص القرآن والسنة مثل قوله -تعالى-: (وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ).
لا يُذكر اسم ملك الموت في القرآن أو السنة، واسم “عزرائيل” ليس له أصل، كما جاء في قوله: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ).
- ملك الأرحام
يتولى ملك الأرحام الأمور المتعلقة بالأجنة، حيث يُسجل في بطن الأم ما يتعلق بذكور أو إناث، كما ورد في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وكَّلَ بالرَّحِمِ مَلَكًا، يقولُ: يا رَبِّ نُطْفَةٌ، يا رَبِّ عَلَقَةٌ، يا رَبِّ مُضْغَةٌ).
- ملك الجبال
تم تكليف ملك الجبال بأمر الجبال وما يتعلق بها، כפי ذكر في حديث جبريل -عليه السلام- للنبي عندما قال: (قدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم).
- ملكا القبر
يُذكر أن ملكي القبر هما منكر ونكير، ويقوم الإثنان بسؤال الميت في قبره، كما روى النبي -عليه الصلاة والسلام- أن كائنين يأتون فيذهبون للسؤال عن هويته في الدنيا.
- مالك
مالك هو الذي يتولى أمر النار، كما ذكر الله -تعالى-: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ).
- هاروت وماروت
وُرد ذكر هاروت وماروت في قوله -تعالى-: (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ).
أسماء بعض الطوائف من الملائكة
ذُكرت بعض الطوائف من الملائكة في القرآن والسنة، ومنها:
- حملة العرش*
عدد حملة العرش هو ثمانية كما ورد في القرآن: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ).
- الحفظة
تُكلف الحفظة بحفظ المؤمنين وحراستهم، كما ورد في قوله: (وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً).
- خزنة الجنة
يتمثل دور خزنة الجنة في الترحيب بالمؤمنين بعبارات طيبة، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا).
- خزنة النار
تُعتبر خزنة النار مسؤولة عن توجيه أهل النار في الآخرة، وتفسير ذلك في قوله: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ).
- السياحون
وتشمل الملائكة الذين يتجولون بين الناس في الأرض، ويتواجدون في حلقات الذكر.
- المُعقِّبات
تُطلق عليهم هذا الاسم بسبب تعاقبهم على العباد في الليل والنهار، كما نص عليه في الآية: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ).
- زوار البيت المعمور
هم الملائكة الذين يزورون البيت المعمور، البيت الذي في السماء السابعة.
- السفرة
السفرة تعني الكتابة، حيث يقوم هؤلاء الملائكة بكتابة الأعمال كما ورد في القرآن: (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ*كِرَامٍ بَرَرَةٍ).
ملائكة ذُكِرت أعمالهم دون أسمائهم
هناك ملائكة أُشير إلى أعمالهم، ولم يتم ذكر أسماءهم، ومن هذه الأعمال:
- نفخ الأرواح وكتابة أجله وعمله ورزقه.
ويتضح ذلك في حديث البخاريّ، حيث أُخبر أن الله يبعث ملكًا بأوامر تتعلق بالأرواح.
- مراقبة الإنسان وإحصاء أعماله وتسجيلها.
- تثبيت المؤمنين في المعارك وتقديم الدعم لهم.
- تولي أمر النبات والرياح وفق أوامر الله.
- النزول إلى الأرض في أوقات معينة، كما حصل في ليلة القدر.
صفات الملائكة
صفات الملائكة الخَلقيّة
بين الله -سبحانه- الهيئة التي خُلقت عليها الملائكة، ومنها:
- لا يحملون صفات الذكر أو الأنثى.
- القدرة على التشكُّل في صور مختلفة، كظهور جبريل على هيئة بشر.
- يمتلكون أجنحة بعدد مختلف، كما ذُكر في قوله: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ).
صفات الملائكة الخُلقيّة
تتميز الملائكة بصفات أخلاقية نبيلة، مثل:
- الحياء والشعور بالاحترام.
- الخشية من الله -سبحانه- والالتزام بأوامره.
صفاتٌ أخرى
- عبادة الله وطاعته بلا كلل، وتكرار تسبيحهم له.
- علمهم النظيف والواسع؛ فهم يتلقون علمهم مباشرة من الله.
- تنظيم الأمور كما يؤدي الملائكة الصلوات بشكل مرتب.
- السرعة الفائقة في تنفيذ أوامر الله.
- تطهيرهم من العواطف البشرية مثل الجوع أو النوم.