أسباب زيادة إفراز اللعاب في الفم وطرق العلاج

أسباب زيادة إفراز اللعاب في الفم

يُعتبر تغيير مستوى اللعاب في الفم نتيجة لتناول الطعام والشراب أمرًا طبيعيًا. لذا، فإنّ الزيادة في إفراز اللعاب، المعروفة بفرط الإلعاب (بالإنجليزية: Hypersalivation)، لا تشكل مصدرًا للقلق في العديد من الحالات. حيث تقوم الغدد اللعابية في بعض الأحيان بإنتاج كميات أكبر من المعتاد، وقد يؤدي تراكم اللعاب في الفم إلى سيلانه دون إرادة الشخص. ومن الجدير بالذكر أن فرط الإلعاب يمكن أن يكون مؤقتًا أو مزمنًا حسب الأسباب المرتبطة به. وغالبًا ما يُعتبر حدوثه لدى البالغين والأطفال الأكبر سنًا علامة على وجود حالات صحية كامنة. يمكن أن تُعزى أسباب زيادة اللعاب في الفم إلى مشاكل صحية تؤدي إلى زيادة الإنتاج، أو صعوبات في التخلص من اللعاب، أو حتى عدم القدرة على إغلاق الفم بشكل صحيح. فيما يلي نقدم تفصيلًا لهذه الأسباب:

أسباب طبيعية

تميل بعض الأطعمة الحمضية أو الحارة إلى تحفيز إفراز المزيد من اللعاب مقارنة بالأطعمة الحلوة. تعتبر براعم التذوق (بالإنجليزية: Taste buds) الموجودة على اللسان عنصرًا رئيسيًا في تحديد كمية اللعاب المُنتَج. وبالتالي، يمكن أن يُسهم تغيير النظام الغذائي في تقليل فرط إنتاج اللعاب إذا كان مزعجًا للشخص.

الإنتاج الزائد للعاب

تؤدي بعض الحالات الصحية إلى زيادة إفراز اللعاب، مما يزيد من كمية اللعاب في الفم. وفيما يلي أهم الأسباب المرتبطة بذلك:

  • إصابات كسر أو خلع الفك.
  • عدوى مزمنة، مثل داء الكلب (بالإنجليزية: Rabies) أو السل (بالإنجليزية: Tuberculosis).
  • التهابات في الحلق، أو الجيوب الأنفية، أو جوار اللوزتين (بالإنجليزية: Peritonsillar infections).
  • غثيان الصباح (بالإنجليزية: Morning sickness) أو الغثيان خلال الحمل.
  • تقرحات الفم الناجمة عن استخدام أطقم الأسنان.
  • سوء نظافة الفم، أو المعاناة من آلام أو عدوى في الفم.
  • التعرض لأنواع سامة من الفطريات أو لدغات العناكب السامة أو سموم بعض الزواحف.
  • ارتجاع اللعاب أثناء الشكوى من حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn).
  • تناول بعض الأدوية، حيث يمكن أن تسبب بعض الأدوية زيادة في إفراز اللعاب كأثر جانبي، خاصةً الأدوية المستخدمة لعلاج
    • حالات جفاف الفم لدى الأشخاص الخاضعين للعلاج الإشعاعي، مثل دواء بيلوكاربين (بالإنجليزية: Pilocarpine).
    • الاضطرابات النفسية (بالإنجليزية: Psychiatric disorders)، مثل دواء كلوزابين (بالإنجليزية: Clozapine) المستخدم في علاج الفصام (بالإنجليزية: Schizophrenia).
    • مرض ألزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s disease).
    • الوهن العضلي الشديد (بالإنجليزية: Myasthenia gravis).
    • نوبات الصرع، مثل دواء كلونازيبام (بالإنجليزية: Clonazepam).

صعوبة التخلص من اللعاب

يمكن أن يعاني بعض الأفراد من صعوبة في التخلص من اللعاب كأحد أعراض بعض الحالات المرضية، ومن أبرزها:

  • السكتة الدماغية.
  • مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s disease).
  • متلازمة داون.
  • التوحد (بالإنجليزية: Autism).
  • اختلال حسي، حيث قد لا يدرك الشخص سيلان اللعاب من فمه.
  • التصلب الجانبي الضموري (بالإنجليزية: Amyotrophic lateral sclerosis).

عدم القدرة على إغلاق الفم

تشمل الأسباب التي تؤدي إلى عدم القدرة على إبقاء الفم مغلقًا وبالتالي تسبب سيلان اللعاب:

  • انسداد الأنف.
  • البقاء في حالة فتح الفم باستمرار.
  • ضعف حركة اللسان أو تضخمه.
  • وجود مشاكل في محاذاة الأسنان.
  • ضعف الإحساس باللمس.
  • ضعف السيطرة العصبية والعضلية على العضلات المحيطة بالفم، مثل الشلل الدماغي (بالإنجليزية: Cerebral palsy).
  • ضعف التحكم في الرأس والشفتين.

علاج فرط الإلعاب

هناك العديد من الخيارات لعلاج فرط الإلعاب، ويعتمد اختيار الطريقة الأنسب على السبب والعوامل المساهمة. لذا، يتم تخصيص خطة العلاج لكل حالة على حدة. بوجه عام، يشمل العلاج واحدة أو أكثر من الفئات التالية:

  • العلاجات المنزلية: يمكن أن تساعد الغسولات الفموية الملائمة وتنظيف الأسنان بالفرشاة في جفاف الفم بشكل مؤقت. كما أن شرب كميات كافية من الماء قد يساهم في تقليل إنتاج اللعاب.
  • تعديل السلوك والعلاج النفسي: تهدف هذه العلاجات إلى تحسين الوضعية الجسدية وتعليم المرضى طرقًا صحيحة لإغلاق الشفاه وتحسين التحكم في البلع واللسان.
  • الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تُقلل من إنتاج اللعاب، ومنها:
    • غليكوبيرولات (بالإنجليزية: Glycopyrrolate) الذي يمنع الإشارات العصبية الموجهة إلى الغدد اللعابية، مما يقلل من كمية اللعاب المُنتَج. ويعتبر هذا الخيار شائع الاستخدام.
    • سكوبولامين (بالإنجليزية: Scopolamine)، الذي يعمل بالطريقة ذاتها ولكن يأتي على شكل لصقة جلدية توضع خلف الأذن.
  • الحقن: في حالات فرط إنتاج اللعاب المستمرة، يُمكن اللجوء إلى حقن الغدد اللعابية الرئيسية بمادة البوتوكس أو توكسين البوتولينوم (بالإنجليزية: Botulinum Toxin)، التي تقوم بشل العضلات والأعصاب في منطقة الحقن.
  • العمليات الجراحية: قد يُوصى بإجراء جراحة في الغدد اللعابية الرئيسية، إما من خلال إزالة الغدد بالكامل أو تحويل إفرازها إلى الجزء الخلفي من الفم، مما يُسهّل ابتلاع اللعاب. وعادة ما يتم ذلك في الحالات الشديدة من زيادة إفراز اللعاب.
  • العلاج بالأشعة: تُعالج الغدد اللعابية الرئيسية بإشعاع يسبب جفاف الفم، حيث يُلجأ لهذه الطريقة عندما تكون الجراحة غير مناسبة للحالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top