أحاديث نبوية تتعلق بالأخلاق الحسنة
تعتبر الأخلاق الحسنة مجموعة من الصفات والسلوكيات الإيجابية التي تعكس مدى التزام الإنسان بالتعاليم الشرعية في تعامله مع النفس والآخرين. تتجلى الأخلاق الحميدة في التمسك بالفضائل والابتعاد عن الرذائل، وقد حث الإسلام على الالتزام بها. فقد قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (إن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم). تضم الأخلاق المحمودة مجموعة من الفضائل، مثل الإحسان، الصبر، الكرم، والصدق، حيث وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تحث على التحلي بهذه الأخلاق.
أحاديث نبوية عن خلق الإحسان
- عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- قال: (ثنتان حفظتهما عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحِدَّ أحدكم شفرته، فليُرِح ذبيحته).
- عن أبي شريح العدوي خويلد بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (جاء رجل يتقاضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعيرًا، فقال: أعطوه سنًّا فوق سنّه، وقال: خيركم أحسنكم قضاءً).
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (قلنا: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أُخذ بالأول والآخر).
- عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: (أقبل رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله، قال: فهل من والديك أحدٌ حي؟ قال: نعم، بل كلاهما، قال: فابتغِ الأجر من الله؟ قال: نعم، قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما).
أحاديث نبوية عن خلق الألفة
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الناس معادن، كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
- عن عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم).
أحاديث نبوية عن خلق الأمانة
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- قال: (حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثين، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: حدثنا: أن الأمانة نزلت في جذع قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة، وحدّثنا عن رفعها، قال: ينام الرجل النومة فتُقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتُقبض، فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجلة، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فترى مُنتبِرًا وليس فيه شيء، ويصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدى الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلًا أمينًا، ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجدله، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولقد أتى عليّ زمانٌ، ولا أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلمًا ردّه عليّ الإسلام، وإن كان نصرانيًا ردّه عليّ ساعيه، وأما اليوم: فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان).
- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: (قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منطقي، ثم قال: يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزًي وندامة، إلا من أخذها بحقه، وأدى الذي عليه فيها).
أحاديث نبوية عن خلق الإيثار
- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية).
- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الأشعريين إذا أُرمِلوا في الغزو، أو قلّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أيّ الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان).
- عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه-: (أن امرأة جاءت النبي -صلى الله عليه وسلم- ببردة منسوجة، فيها حاشيتها، أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة، قال: نعم، قالت: نسجتها بيدي فجئت لأكسوكها، فأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم- محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره، فحسنها فلان، فقال: اكسنيها، ما أحسنها، قال القوم: ما أحسنت، لبسها النبي -صلى الله عليه وسلم- محتاجًا إليها، ثم سألتَه، وعلمت أنك لا ترد، قال: إني والله ما سألته لألبسها، إنما سألتُه لتكون كفني، قال سهل: فكانت كفنه).
أحاديث نبوية عن خلق التأني
- عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للأشج عبد القيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي).
- عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من حرم الرفق، حرم الخير، أو من يُحرم الرفق، يُحرم الخير).
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا ينزع من شيءٍ إلا شانه).
أحاديث نبوية عن الكرم والسخاء والبذل
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفِقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسِكًا تَلَفًا).
- عن طلحة بن عبيد الله وابن عباس -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تعالى جوادٌ يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفاسفها).
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس، وأشجع الناس، وأجود الناس).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه).
أحاديث نبوية عن الأخلاق السيئة
الأخلاق السيئة هي تلك التي تنبع من نبذ القيم الحميدة وفعل الرذائل، وقد حذر منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (إن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني في الآخرة: أسوؤكم أخلاقًا). كما أن الأخلاق المذمومة كثرة ومتنوعة، حيث يوجد لكل خلق حسن خلق يناقضه. من الأمثلة على الأخلاق المذمومة الكذب، البخل، الحسد، والجبن، وغيرها.
أحاديث نبوية عن الحسد
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث).
أحاديث نبوية عن البخل والشح
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال).
- عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم والشح، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقَطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل البخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد، قد اضطرت أيديهما إلى ثدييهما وتراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه، حتى تغشي أنامله وتتعفو أثره، وجعل البخيل كلما هم بصدقة تقلصت، وأخذت كل حلقة مكانها).
أحاديث نبوية عن الجدال والمراء
- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدال، ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}).
- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه).
أحاديث نبوية عن الافتراء والبهتان
- عن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أأتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيهما تقول فقد اغتبتهم، وإن لم يكن فيه، فقد بهتته).
أحاديث نبوية عن سوء الظن
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا).
أحاديث نبوية عن الكذب
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب كذابًا).
- عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أربع من كُنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خلة منهنّ كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر).