أصغر دولة في قارة أوروبا

قارة أوروبا

تُعتبر قارة أوروبا (بالإنجليزية: Europe) واحدة من القارات السبع في العالم، وهي القارة الثانية من حيث الحجم، إذ تبلغ مساحتها حوالي 10,180,000 كيلومتر مربع. بلغ تعداد سكانها نحو 740 مليون نسمة في عام 2016. تُلقب أوروبا بـ “القارة العجوز”، حيث تُعد رمزاً للعالم القديم، وهذا يُقابل مصطلح “العالم الجديد” الذي يُستخدم للإشارة إلى قارة أمريكا الشمالية والجنوبية بعد اكتشافها. تقع قارة أوروبا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وقريبة من خط الاستواء.

من الناحية التاريخية، لعبت أوروبا دوراً مهماً في التاريخ المعاصر، فقد شهدت القارة العديد من الأحداث الكبرى عبر الزمن. ففي بداية القرن الخامس عشر، هيمنت أوروبا على القارتين الأمريكيتين بالإضافة إلى مجموعة من الدول الأخرى حول العالم. كما كانت المصدر الذي انطلقت منه الثورة الصناعية والاقتصادية التي انتشرت بعد ذلك في مختلف أنحاء العالم، وكانت أيضاً مسرحاً للصراعات العنيفة خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية.

الدول الأوروبية

تتألف قارة أوروبا من 49 دولة، حيث تتميز كل دولة بمجموعة من الخصائص التي تجعلها محط اهتمام للزوار. تشمل هذه الدول: ألبانيا، أندورا، روسيا البيضاء، بلجيكا، أرمينيا، النمسا، البوسنة والهرسك، قبرص، جمهورية التشيك، بلغاريا، كرواتيا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، الدنمارك، إستونيا، فنلندا، المجر، آيسلندا، ليختنشتاين، ليتوانيا، لوكسمبورغ، أيرلندا، إيطاليا، لاتفيا، مقدونيا، مالطا، النرويج، بولندا، البرتغال، مولدافيا، موناكو، الجبل الأسود، رومانيا، سان مارينو، إسبانيا، السويد، سويسرا، صربيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، أوكرانيا، المملكة المتحدة، والفاتيكان. إضافةً إلى ذلك، تشترك بعض الدول بين قارتي أوروبا وآسيا مثل أذربيجان، روسيا، تركيا، جورجيا وكازاخستان.

الفاتيكان: أصغر دولة في أوروبا

دولة الفاتيكان (بالإنجليزية: Vatican City State)، المعروفة أيضاً بالكرسي الرسولي، هي أصغر دولة في أوروبا وفي العالم من حيث عدد السكان والمساحة. تعتبر الفاتيكان دولة مستقلة بالكامل ولديها قوانينها الخاصة، كما أنها تمتلك علمها الخاص وجيشها. تعد الفاتيكان بمثابة المقر الروحي للبطريركية الكاثوليكية، وهي المركز الرئيسي للكنيسة الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم.

يتكون سكان الفاتيكان الدائمون من البابا الحاكم، و71 كاردينال، و109 أعضاء من الحرس السويسري، و51 من رجال الدين، وراهب واحدة، وفقاً لإحصاءات عام 2011.

تم الاعتراف بالفاتيكان كدولة مستقلة عن إيطاليا في عام 1929، عندما تم توقيع اتفاقية لاتران من قبل نائب البابا في ذلك الوقت، بيوس الحادي عشر، مع الرئيس الإيطالي موسوليني. تضمنت هذه الاتفاقية إشراف الفاتيكان على جميع الكنائس والأديرة في إيطاليا، فضلاً عن الحصول على تعويض قدره 92 مليون دولار.

تعود تسمية “الفاتيكان” إلى التلة المعروفة باسم (Mons Vaticanus) التي تقع عليها الفاتيكان، والتي اشتق اسمها من الكلمة اللاتينية (vaticinari) بمعنى “التنبؤ”. وكان العرَّافون والكهنة يتوجهون إلى هذه المنطقة بكثرة خلال العهد الروماني. بينما يشتق اسم “الكرسي الرسولي” (بالإنجليزية: The Holy See) من اللغة الإغريقية، حيث “holy” تعني مُقدس، و”see” تعني المقعد، مما يشير إلى كرسي الأسقفية.

المعالم التاريخية في الفاتيكان

تحتوي الفاتيكان على العديد من المعالم التاريخية والدينية البارزة، وبالتالي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونيسكو في عام 1984. من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في الفاتيكان:

  • ساحة القديس بطرس: تُعتبر نقطة استقبال الزوار عند دخولهم إلى الفاتيكان. أُنشئت الساحة في فترة البابا إسكندر السابع (1657-1667) بتصميم النحات برنيني. تحيط بالساحة 248 عموداً مرتبة في أربعة صفوف، ويعلوها 140 تمثالاً للقديسين. في وسط الساحة، توجد مسلة مصرية بطول 25.31 متراً، والتي تم إحضارها من مصر في عام 38 ميلادي من قبل الإمبراطور كاليجولا.
  • كاتدرائية القديس بطرس: تُعتبر من أهم الكنائس في العالم وأبرز المعالم في الدين المسيحي. تحتوي على العديد من المذابح والمعالم الفنية المعمارية الرائعة. أُسست الكنيسة عام 1506، وقام الرسام الشهير مايكل آنجلو بتصميم قبتها، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بأجمل إطلالة على مدينة روما.
  • مجموعة متاحف الفاتيكان: تحتوي الفاتيكان على مجمع يضم أربعة متاحف، وهي متحف بيو-كليمنتين، ومتحف كيارامونتي، ومتحف غريغوريان اتروسكو، ومتحف غريغوريان المصري. تحتوي هذه المتاحف على مجموعة متنوعة من الفنون واللوحات والمنحوتات والتفاصيل الفنية. تم تأسيس متاحف الفاتيكان تحت رعاية اثنين من باباوات القرن الثامن عشر، وهما البابا كليمنت الرابع عشر (1769-1774) وبيوس السادس (1775-1799).

تاريخ الفاتيكان

تعود أصول الفاتيكان إلى العصور القديمة، حيث كانت قد أُنشئت كمدينة صغيرة خلال العهد الروماني، وعمل الرومان على استيطان المنطقة وبناء مبانٍ لخدمتهم. اعترض القديس بطرس، أحد تلاميذ المسيح، على هذا الاحتلال واستشهد في المنطقة عام 64 ميلادي. اليوم، يُعتبر قبر القديس بطرس هو مركز الدولة. في عام 313، تم الاعتراف رسمياً بالدين المسيحي من قبل الإمبراطور قسطنطين الذي قام ببناء الكنيسة الكبيرة في الفاتيكان عام 324.

في عام 1870، تم إعلان توحيد المملكة الإيطالية، وفرضت الحكومة السيطرة على الأراضي التابعة للكنيسة، مما أدى إلى نزاعات كبيرة بين الكنيسة الكاثوليكية والحكومة. في البداية، رفضت الكنيسة الاعتراف بالحكومة الإيطالية، وأعلن البابا بيوس التاسع عن نفسه باعتباره سجين الفاتيكان، رافضاً مغادرتها لنحو 60 عاماً. كان السبب الأساسي وراء النزاع هو الاختلاف حول إدارة الشؤون السياسية والدينية.

بتاريخ 11 فبراير 1929، تم حل النزاع بين الكنيسة الكاثوليكية والمملكة الإيطالية، وتم توقيع اتفاقية لاتران، التي تم التصديق عليها رسمياً في 7 يونيو 1929. وتضمنت الاتفاقية الاعتراف بدولة الفاتيكان كدولة مستقلة ضمن الحدود الإيطالية، مع تمتّعها بحكم ذاتي مستقل. ومن الجدير بالذكر أن موسوليني هو الذي وقع الاتفاقية مع الكنيسة الكاثوليكية، وتم تعويض الأخيرة بمبلغ 92 مليون دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top