الكتب البارزة في التفسير بالمأثور
يُعتبر التفسير بالمأثور أحد المصادر الأساسية لتفسير القرآن الكريم، حيث يُعرف بأنه تفسير القرآن استنادًا إلى نصوص القرآن نفسه، أو لما وُصف وثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو ما ورد عن الصحابة أو التابعين -رضوان الله عليهم أجمعين-.
لقد بذل العلماء جهودًا كبيرة في هذا النوع من التفسير، واعتبروه من أرفع مستويات التفاسير؛ إذ إن الله -تعالى- قد كلف الرسول -عليه الصلاة والسلام- بمهمة تفسير القرآن، وشرح أحكامه وأبعاد آياته. وقد تلقى الصحابة -رضوان الله عليهم- هذا العلم مباشرة من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، واعتُبروا من أهل اللغة والفصاحة والرواية والدراية.
بسبب مكانة التفسير بالمأثور، وُجدت العديد من الكتب والمؤلفات والمحاضرات، التي اتخذت أساليب متنوعة في إبراز هذا النوع من التفاسير، ومن أبرزها:
- جامع البيان في تفسير القرآن لابن جرير الطبري
هذا الكتاب يُعدُّ من أقدم المؤلفات في مجال التفسير، وقد حقق انتشارًا واسعًا. يتكون الكتاب من ثلاثين جزءًا بحجم كبير، ويشتهر بجمعه للعديد من الروايات بمختلف مراتبها، ويعتمد على الأسانيد مما يسهل التفريق بين الرواية الصحيحة والضعيفة.
- معالم التنزيل للإمام البغوي
ركز الإمام البغوي في هذا الكتاب على نقل الروايات التي تُعين على فهم المعاني، فقد استند إلى ما ثبت عن السلف الصالح، وتجنب ذكر ما أُنكر عليهم، مما جعل أسلوبه سهلًا وميسرًا.
- تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير
يُعتبر هذا التفسير من بين الأكثر شهرة، حيث اعتمد ابن كثير على الإكثار من الأحاديث مع إسنادها بشكل مختصر إلى مؤلفي الكتب المعروفة، كما عرج على تصحيح أو تضعيف تلك الأحاديث.
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي
اتبَع الإمام السيوطي طريقة مبتكرة في كتابه، حيث ذكر الآيات وقدم ما وُجد فيها من أحاديث نبوية وملاحظات للصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم-. ويُذكر أن الإمام وثّق ما يُقارب من خمسة عشر ألف حديث، سواء كانت مرفوعة أو موقوفة، جميعها تتعلق بتفسير القرآن.
- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطيّة
تميز هذا التفسير بأسلوبه الأدبي الفريد، حيث جاءت عباراته سهلة ومرنة. كما أعطى اهتمامًا خاصًا للقواعد النحوية ووفّر العديد من الأشعار في شروحاته.
- زاد المسير في علم التفسير للإمام ابن الجوزي
تميز الإمام ابن الجوزي في كتابه بإسهاب في معاني الآيات، حيث أوضح العديد من المعاني لكل آية. وقد أبدى اهتمامًا ملحوظًا بالجوانب الفقهية، حيث تناول العديد من المسائل الفقهية والاشتقاقات اللغوية.
أهم المفسرين من الصحابة
برز عدد من الصحابة في مجال تفسير القرآن الكريم بشكل ملحوظ، وقد ذكر الإمام السيوطي في كتابه “الإتقان” عشرة مفسرين من الصحابة، وهم: الخلفاء الأربعة، ابن مسعود، ابن عباس، أُبيّ بن كعب، زيد بن ثابت، أبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير.
أهم المفسرين من التابعين
تميزت هذه الفترة بظهور العديد من الكتب التفسيرية الكبرى، وكان هناك عدد من علماء التفسير من التابعين مثل: عطاء بن أبي رباح، علقمة بن قيس، الأسود بن يزيد، رفيع بن مهران، سعيد بن جبير، إبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر.