تُعتبر الكثير من عمليات البحث مُركّزة على سؤال ما هو شعر الفتوح وما هي خصائصه؟ يُعتبر شعر الفتوح أحد الألوان الأدبية الهامة التي ظهرت في مراحل محددة من التاريخ، حيث يتشابه مع شعر الملاحم ولكن توجد فوارق ملحوظة بينهما، سنتناول ذلك بالتفصيل في هذا المقال بالإضافة إلى الإجابة عن الأسئلة سابق ذكرها، وكل هذا عبر موقعنا.
تعريف شعر الفتوح وخصائصه
شعر الفتوح هو أحد أنواع الشعر العربي الذي برز أثناء ازدهار الدين الإسلامي وكثافة الغزوات والفتوحات. كان يُستخدم للدفاع عن العقيدة الإسلامية ضد الكفار، كما عبر عن انتصارات الإسلام ورسوله – صلى الله عليه وسلم – فقد سُجلت الكلمات من قلوب الشعراء وألسنتهم كخواتم السيوف التي تضرب أجساد أعداء الله تعالى.
يُعرف عن العرب تفوقهم في استخدام اللغة، مما منح هذا النوع من الشعر قوة وهيبة وتقديرًا كبيرًا. تتميز خصائص شعر الفتوح بعدة جوانب يمكن تلخيصها فيما يلي:
- التعبير عن قيم الإسلام والرعاية العقلانية للحديث حول العقيدة الإسلامية.
- عادةً ما تركز قصائد شعر الفتوح على موضوع واحد، مع غرض محدد في الأبيات.
- انعدمت المقدمات كما كانت في الشعر الجاهلي، مما يعكس اقتصادية في الألفاظ وتجنب الإسهاب غير الضروري.
- انعكست أشعار الفتوح روح الجماعة، مما أسهم في إلغاء التعصبات القبلية.
- تميز الشعر بالعاطفة الصادقة والروح الجهادية.
- جاءت المعاني في هذا الشعر بسيطة وسهلة، بعيدة عن التعقيد والاصطناع.
- تناولت القصائد أخبار الجيوش والخطط الحربية، وعادات البلاد المفتوحة، والدين السابق لها، إضافةً إلى أسباب النصر والهزيمة.
الفرق بين شعر الفتوح وشعر الملاحم
بعد التعريف بشعر الفتوح وذكر خصائصه، يصبح من الضروري توضيح الفرق بينه وبين شعر الملاحم. يتميز شعر الفتوح بالواقعية والصراحة في تناول الأحداث التي وقعت فعلاً في سياق الحروب والغزوات، بينما يتضمن شعر الملاحم بعض المبالغة والخيال في تصوير الأحداث.
أبرز شعراء الفتوح في الإسلام
هناك عدد من شعراء الفتوح الذين اشتهروا بقصائدهم، ومن بينهم أبو محجن الثقفي المعروف أيضًا بعمرو بن حبيب أو مالك بن حبيب، الذي كان فارسًا وشاعرًا، وله قصة مشهورة في معركة القادسية حيث كان مُقيدًا كعقوبة لشربه الخمر، ومع ذلك رغب في المشاركة في القتال وأنشد بعض الأبيات تعبر عن حزنه لفراقه عن المعركة. ومن ذلك الأبيات ما يلي:
كَفَى حزنًا أن تلتقي الخيلُ بالقَنَا
وأُتركُ مشدودًا عليَّ وِثَاقيا
إذا قُمتُ غنَّانِي الحديدُ وغُلِّقَت
مصارعُ دُونِي قَد تُصمُّ المُنَاديا
أيضًا، يُذكر الشاعر عمر بن معد يكرب الزبيدي، الذي كان شاعراً وفارساً وأميراً في قبيلة زبيد، وقد عُرف بشجاعته وبسالته في المعارك. وكان له قصائد في شعر الفتوح، ومن أمثلتها:
ليسَ الجَمالُ بِمئزَرٍ
فاعلمْ وإنْ رُدِّيتَ بُردا
إنَّ الجمالَ معادنٌ
ومناقبٌ أُورثنَ مجدًا
إن استيضاح ما هو شعر الفتوح وخصائصه يُعد من الأسئلة القيمة التي تستحق البحث والإجابة، فهو يعكس أحد الألوان الأدبية في العصر الإسلامي ويشير إلى العديد من الأحداث التاريخية التي شهدها.