التوحيد يُعتبر جوهر الحياة وأساس وجودها، فقد خلق الله سبحانه وتعالى البشر ووجههم نحو عبادة التوحيد والإيمان به، وبمَلَائِكَتِه وكتبه ورسله، مُشددًا على عدم إشراكه في العبادة. من خلال هذه المقالة سنستعرض مثالاً يوضح مفهوم التوحيد تحت عنوان “لا ندعو إلا الله”.
لا ندعو إلا الله مثال على التوحيد
عندما نقول “لا ندعو إلا الله”، فإننا نشير إلى أن الله سبحانه وتعالى هو ليس فقط خالق الدنيا والآخرة، ولكن أيضًا هو وحده الذي يجب أن يُعبد. وقد أُوحي للناس بعدم اتباع وعبادة غير الله. قال الله تعالى في كتابه العزيز: “قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ” [يونس: 104].
فالله هو الواحد الصمد، القادر على كل شيء، ونحن نعتمد عليه في عبادتنا وطلب العون. على الرغم من محاولات المشركين إنكار هذا المفهوم، فإن التوحيد يظل راسخًا في قلوب المؤمنين، كجبال ثابتة لا تزعزعها الرياح.
لا نصلي إلا لله مثال على التوحيد
إن الصلاة هي أحد أنواع التوحيد، حيث تؤكد أن الله وحده هو الإله الذي لا شريك له، وأن العبادة يجب أن تكون له فقط. وتعتبر هذه القناعة جزءًا أساسيًا من الإسلام؛ إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان”.
توحيد الألوهية في القرآن الكريم
أرسل الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم ليُرشد الناس نحو عبادة الله الواحد، بعد أن كانت عبادة الأصنام متبعة في قريش وبلاد العرب. أنزل عليه القرآن الكريم ليبيّن ضرورة نبذ الشرك والدعوة إلى التوحيد.
من الآيات التي تدعو إلى التوحيد: “شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” [آل عمران: 18].
وهذا يشير إلى أن الله يشهد بوحدانيته، والشهادة تأتي أيضًا من الملائكة والمؤمنين.
ويقول تعالى: “هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ” [الحشر: 23]، حيث تؤكد هذه الآية على علم الله بكل ما هو غيبي، وتجمع بين أوجه التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
تأثير توحيد الألوهية على حياة الفرد المسلم
يمتلك التوحيد تأثيرات إيجابية عديدة على حياة المسلم، منها:
- يعد توحيد الألوهية سببًا في تفريج الكرب، كما حصل مع نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت.
- يُسهم توحيد الألوهية في إنقاذ المسلم من عذاب النار.
- المؤمن الذي يحقق التوحيد الكامل ينعم بالأمن والطمأنينة، كما جاء في قوله تعالى: “الَّذينَ آمَنوا وَلَم يَلبِسوا إيمانَهُم بِظُلمٍ أُولـئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدونَ” [الأنعام: 82].
- يساعد تحقيق توحيد الألوهية المسلم على الالتزام بالطاعات وتجنب المعاصي.
- يزيد من توكل المسلم واعتماده على الله سبحانه وتعالى.
توحيد الربوبية يعكس الاعتراف بأن الله هو رب كل شيء وخالقه، وأنه وحده من يملك القدرة على النفع والضر، وإحياء الموات، وهو المتصرف في أمور الكون برمته، وأن الخير بيده وحده وإليه تعود كل الأمور، وهو على كل شيء قدير وغير معذور في شركه لأي كائن.