أسباب المشكلة الاقتصادية
تعرف المشكلة الاقتصادية بالندرة، والتي تعكس ببساطة التحدي في كيفية الاستخدام الأكثر فعالية للموارد المحدودة، بالمقارنة مع الرغبات اللامحدودة. أما العوامل التي تسهم في المشكلة الاقتصادية، فهي تتلخص في النقاط التالية:
ندرة الموارد
تشير ندرة الموارد إلى كونها محدودة مقارنة بالاحتياجات البشرية المنتشرة عالمياً، حيث إن الاقتصاد لا يمكنه إنتاج كل ما يتطلع إليه الأفراد. وتندرج أنواع الموارد التي تعاني من الندرة كما يلي:
- الموارد الطبيعية
تتضمن الموارد الطبيعية تلك الموجودة على سطح الأرض بشكل طبيعي، مثل المعادن، والحقول الزراعية، والمسطحات المائية كالبحار والأنهار، وغيرها.
- الموارد الاقتصادية
تشمل الموارد الاقتصادية التي تجمع بين الموارد الطبيعية والموارد البشرية لأغراض الإنتاج، مثل الآلات والمعدات وما إلى ذلك.
- الموارد البشرية
تتمثل الموارد البشرية في القدرات الجسدية والعقلية للفرد، مما يسهم في تحقيق عملية الإنتاج.
تعتبر ندرة الموارد السبب الرئيسي وراء ظهور المشاكل الاقتصادية في مختلف الاقتصادات. وينظر الكثير إلى أنه إذا كانت الموارد متاحة وغير محدودة، فلن توجد مشكلة اقتصادية، حيث لا تُعتبر الموارد شحيحة أمام الرغبات المتزايدة والمتطلبات التي تتطور، وهنا يظهر جوهر المشكلة الاقتصادية.
ارتفاع الطلب
يشير ارتفاع الطلب إلى تزايد الرغبة في الحصول على المنتجات، والسلع، والخدمات، حيث إن رغبات البشر لا تُحد. ويعزى ذلك إلى النمو السكاني مع زيادة التنوع في هذه الرغبات. من المهم الإشارة إلى أن تلبية جميع الأفراد لاحتياجاتهم ليس دائمًا ممكنًا بسبب اختلاف الأذواق والميول الشخصية؛ حيث توجد سلع تلبي رغبات بعض الأشخاص، بينما لا تروق لآخرين، مما يستدعي إنتاج المزيد من السلع والخدمات لتلبية الاحتياجات المختلفة.
ولا يمكن تجاهل أن الرغبات البشرية تزداد بمرور الوقت، مدفوعة بالتقدم العلمي واكتشافات التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى الاتجاه المتزايد نحو المعرفة والحضارة.
الاستخدامات الأخرى للموارد
تشير هذه النقطة إلى أن الموارد ليست مقصورة فقط على تلبية احتياجات الإنسان، بل تتجاوز ذلك لتشمل استخدامات أخرى. وهذا يؤثر على ندرتها، مما يؤدي إلى حدوث مشكلة اقتصادية. لذا، يصبح من الضروري إجراء دراسات تمهيدية لفهم الأسباب والاحتياجات التي تتطلب استخدام هذه الموارد، مع البحث عن حلول بديلة تعزز توجيه الموارد لتلبية احتياجات الأفراد والمجتمع.
مشكلة الاختيار
تنجم مشكلة الاختيار عن تعدد وتنوع الحاجات البشرية التي لا حدود لها. وهذا يفرض على المستهلكين اختيار بعض الرغبات من بين الكثير بسبب محدودية الموارد، مما يجعل اتخاذ القرارات أمراً ضرورياً. وتعتبر مشكلة الاختيار نتيجة لندرة الموارد مقارنة باحتياجات البشر ورغباتهم، وكلاهما يلعب دوراً مهماً في تكوين المشكلة الاقتصادية.
ينتج عن مشكلة الاختيار التضحية ببعض الرغبات، حيث يؤدي ذلك إلى استخدام أفراد لموارد إنتاجية لإشباع حاجة معينة، مما يعني التخلي عن احتياجات أخرى. وهنا تظهر في علم الاقتصاد مفاهيم مثل “التكلفة البديلة” التي تعبر عن ما يفقده الفرد عند اتخاذ قرار معين بدلاً من خيار آخر.