أشكال التنشئة الاجتماعية
تعد التنشئة الاجتماعية عملية منهجية تهدف إلى تشكيل الشخصية، مُهيئة الأفراد للمشاركة الفعّالة في الحياة العامة والإنتاجية. تتضمن هذه العملية مساهمات منظمة من الأسرة والمدرسة، بالإضافة إلى مؤسسات التعليم المبكر، والمجتمع بشكل عام. تشكيل الشخصية ليس مسؤولية فردية، بل هو جهد جماعي يتضمن منظمات الأطفال والشباب؛ وللتنشئة الاجتماعية عدة أشكال، من أبرزها ما يلي:
التنشئة الأولية
ت始 التنشئة الأولية من لحظة الولادة وتستمر عبر مراحل الحياة، حيث يلعب الوالدان دورًا أساسيًا فيها من خلال التربية في المنزل، إلى جانب المعلمين والمدربين في المدارس. كما يمكن أن يُساهم الأقران وزملاء الدراسة أيضًا في هذه العملية بشكل فعال.
التنشئة الثانوية
تشير التنشئة الثانوية إلى التغييرات التي تطرأ على معتقدات وسلوكيات الأفراد، مما يسهل عليهم الانخراط في مجتمعات جديدة. تحدث هذه العمليات من خلال التجارب مثل السفر، الدراسة في الجامعات، أو الانتقال إلى بيئات عمل جديدة، حيث يكتسب الأفراد عادات وتقاليد جديدة ويتعلمون كيفية التكيف معها.
التنشئة الاجتماعية الجماعية
تُعتبر التنشئة الاجتماعية الجماعية العملية التي من خلالها يكتسب الأفراد معتقدات ومهارات اجتماعية وسلوكيات من خلال التفاعل مع مجموعة معينة. تحدث هذه العملية خلال مختلف مراحل الحياة، حيث يمكن للأطفال تعلم سلوكياتها الاجتماعية وفقًا لجنسهم، مما يُظهر كيف أن التنشئة تتفاعل مع الخصائص الاجتماعية والثقافية.
التنشئة الاجتماعية التنظيمية
تشير التنشئة الاجتماعية التنظيمية إلى عملية التعلم والتكيف التي تسمح للأفراد بأداء وظائف معينة ضمن المؤسسات والمنظمات. يتم ذلك من خلال فهم القواعد والسلوكيات والمعايير التي تحكم البيئة العملية، مما يتطلب من الموظفين الجدد تعلم كيفية التعاون وتلبية أهداف الإدارة، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع القضايا الاجتماعية بشكل يعكس أهداف المنظمة.
التنشئة الاجتماعية الاستباقية
تمثل التنشئة الاجتماعية الاستباقية جهدًا ذاتيًا يُبذل من قبل الأفراد للتحضير لأدوار أو وظائف جديدة. ويتضمن ذلك مراقبة سلوكيات الأشخاص الذين يشغلون المناصب المطلوبة، بالإضافة إلى طلب التوجيه من ذوي الخبرة. باختصار، هذه العملية تساعد الأشخاص على استكشاف الأدوار الجديدة قبل الالتحاق بها رسميًا.
التنشئة الاجتماعية القسرية
تظهر التنشئة الاجتماعية القسرية في مؤسسات مثل السجون ومستشفيات الأمراض العقلية والوحدات العسكرية وبعض المدارس الداخلية. في هذا النوع من التنشئة، تُستخدم أساليب الإكراه لإعادة تشكيل سلوك الأفراد بما يتماشى مع المعايير والقيم المتبعة في المؤسسة، بهدف ترسيخ هوية جديدة للأشخاص المعنيين.
أضرار التنشئة الاجتماعية
على الرغم من أن التنشئة الاجتماعية تهدف إلى نشر القيم والعادات المفيدة في المجتمع، فإن لها أيضًا بعض السلبيات. من بين هذه الأضرار:
- قد تؤدي إلى تعزيز العادات الضارة التي تسهم في الظلم الاجتماعي وعدم المساواة.
- تشتمل بعض سلوكيات التنشئة الاجتماعية على التمييز العنصري، مما يُورث للأجيال القادمة.