التصبغات الجلدية
تنتج خلايا متخصصة في البشرة مادة بنيّة تعرف بصبغة الميلانين (بالإنجليزية: Melanin) المسؤولة عن منح الجلد لونه. تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى تلف هذه الخلايا، مما يؤثر على إنتاج الميلانين، وتعتبر تصبغات الجلد أو ما يعرف بـ (Hyperpigmentation) من الاضطرابات الجلدية الشائعة الناتجة عن فرط إنتاج الميلانين. تؤدي هذه الحالة إلى ظهور بقع أغمق من اللون الطبيعي للبشرة. للتوضيح، يمكن أن تظهر التصبغات الجلدية على الرجال والنساء من جميع الأعراق، إلا أنها غالبًا ما تكون أكثر شيوعًا لدى ذوي البشرة الداكنة. يُعد علاج التصبغات الجلدية أمرًا بالغ الأهمية حيث يسهم في تحسين مظهر المصاب وزيادة ثقته بنفسه، فضلاً عن دعم صحة الجلد.
أسباب تصبغات الجلد
يمكن تصنيف تصبغات الجلد إلى نوعين بناءً على طريقة انتشارها: التصبغات المركزية (بالإنجليزية: Focal Hyperpigmentation)، التي تظهر عادة بعد التعرض لالتهاب نتيجة إصابة مثل الحروق والجروح. أما النوع الثاني، فهو التصبغات المنتشرة (بالإنجليزية: Diffuse Hyperpigmentation)، التي تنتج غالبًا عن مشاكل صحية، أمراض، أو استخدام بعض الأدوية. فيما يلي بعض الأسباب البارزة لظهور التصبغات:
- التعرض لأشعة الشمس: عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس لفترات مطولة، يزيد من إنتاج الميلانين لحماية الجلد، مما يؤدي إلى ظهور بقع داكنة، مثل بقع التقدم في العمر (بالإنجليزية: Age Spots) أو النمش (بالإنجليزية: Lentigines) التي تظهر عادة على الوجه، اليدين، والمناطق الأخرى المعرضة للشمس. يبدأ ظهور هذه البقع بصورة شائعة في منتصف العمر وتزداد مع تقدم السن.
- التهاب الجلد: المعروف أيضًا بفرط التصبغ ما بعد الالتهاب (بالإنجليزية: Post-Inflammatory Hyperpigmentation)، يظهر بعد إصابة تسبب التهابًا مثل الجروح أو حب الشباب. يعد الالتهاب أحد طرق الجسم لحماية الجلد، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الميلانين خلال عملية الشفاء. يظهر هذا النوع من التصبغات بالألوان الوردي أو البني أو الأسود، ويتنوع حسب لون البشرة وشدة التصبغات. مع ذلك، فإن أصحاب البشرة الداكنة يكونون أكثر عرضة لهذا النوع، وتستغرق عملية الشفاء وقتًا أطول.
- التغيرات الهرمونية: تُعرف أيضًا بالكلف (بالإنجليزية: Melasma)، وهي بقع داكنة متناسقة تظهر على الوجه، غالبًا على الجبين، منطقة بين العنق والأذن، والخدود، وأعلى الشفاه والأنف. عادة ما تصاب النساء الحوامل بهذا الكلف، ونظيراتهن اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Oral Contraceptives) قد يتأثرن أيضاً. يمكن أن يؤدي التعرض للشمس إلى تفاقم الحالة، بالإضافة إلى بعض اضطرابات الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid) والأدوية التي تسبب حساسية للضوء (بالإنجليزية: Photosensitizing Drugs).
- تناول أدوية معينة: بعض المواد الكيميائية في الكريمات الموضعية قد تساهم في ظهور تصبغات، كما أن بعض الأدوية يمكن أن تسبب تصبغات رمادية، مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic Antidepressants)، وبعض المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics)، والمضادات الالتهابية غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non-Steroidal Anti-inflammatory Drugs)، والباربيتورات (بالإنجليزية: Barbiturates).
- اضطرابات صحية أخرى: هناك العديد من الاضطرابات الصحية التي قد تسبب ظهور التصبغات، وتظهر غالبًا بشكل منتشر، ومن بين هذه الاضطرابات:
- داء أديسون: (بالإنجليزية: Addison’s Disease) هو خلل في عمل الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Gland) يؤدي إلى تصبغات في الشفتين، الأكواع، الركب، مفاصل اليدين، وبطانة الخد. قد تظهر أيضًا أعراض أخرى مثل التعب والغثيان وفقدان الوزن.
- داء ترسب الأصبغة الدموية: (بالإنجليزية: Hemochromatosis) وهو حالة وراثية تؤدي إلى تضخم مستويات الحديد في الجسم، مما يسبب تصبغات بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل التعب وآلام المعدة والمفاصل وفقدان الوزن.
علاج تصبغات الجلد
يُنصح الأفراد الذين يعانون من التصبغات بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وارتداء الملابس الواقية والقبعات والنظارات الشمسية. يُفضل استخدام واقٍ من الشمس بعامل حماية 45 أو أكثر، وتجنب الدعك القوي للجلد. هناك العديد من العلاجات المنزلية والطبية المتاحة التي يمكن أن تساعد في التخلص من التصبغات.
العلاج الطبي
هناك مجموعة من العلاجات الطبية التي قد تساعد في معالجة مشكلة التصبغات، بما في ذلك ما يمكن استخدامه بشكل موضعي في المنزل أو من خلال إجراءات طبية يقوم بها مختص، ومن أبرز هذه العلاجات:
- كريمات التفتيح: (بالإنجليزية: Lightening Creams) وهي مستحضرات متاحة دون وصفة طبية، تستخدم عادة لعلاج الكلف والتصبغات الناتجة عن التعرض للشمس، حيث تحتوي على مواد فعالة مثل الهيدروكوينون (بالإنجليزية: Hydroquinone)، ومستخلص عرق السوس (بالإنجليزية: Licorice Extract)، وفيتامين ب 3.
- أحماض البشرة: (بالإنجليزية: Skin Acids) التي تُستعمل لتقشير الطبقات العليا من الجلد، وتعتبر مفيدة في حالات التصبغات الخفيفة لأصحاب البشرة الفاتحة. تشمل هذه الأحماض حمض الأزيليك (بالإنجليزية: Azelaic Acid)، وحمض الساليسيليك (بالإنجليزية: Salicylic Acid)، وفيتامين ج.
- الريتنويدات: (بالإنجليزية: Retinoids)، وهي مستخلصات فيتامين أ، ويشهد على فعاليتها قدرتها على التغلغل في الطبقات العميقة من الجلد، وتستخدم أيضًا في إزالة التجاعيد.
- الإجراءات الطبية: يمكن إجراء هذا النوع من العلاج في عيادة مختص الجلدية، مثل التقشير الكيميائي (بالإنجليزية: Chemical Peel)، التقشير بالليزر، العلاج بالضوء المكثف (بالإنجليزية: Intense Pulse Light Therapy)، التقشير السطحي (بالإنجليزية: Microdermabrasion)، وتسحيج الجلد (بالإنجليزية: Dermabrasion).
العلاج المنزلي
إليك بعض العلاجات المنزلية والمواد الطبيعية التي يمكن استخدامها للمساعدة في علاج التصبغات الجلدية:
- خل التفاح: يتم استخدامه بتخفيفه بالماء، ثم تطبيقه على البقع مرتين يومياً. يُعزى تأثيره في التفتيح لاحتوائه على حمض الأسيتيك (بالإنجليزية: Acetic Acid).
- الألوفيرا: يُستخدم التطبيق يومياً على الوجه قبل النوم، ثم يغسل الوجه في الصباح، حيث تنعش الألوفيرا البشرة بفضل مادة الألوين (بالإنجليزية: Aloin) الموجودة فيها.
- البصل الأحمر: تشير بعض الدراسات إلى فعالية قشور البصل الأحمر المجففة في تفتيح البشرة، والعديد من المستحضرات الطبية للرعاية الجلدية تحتوي على مستخلص من البصل الأحمر.
- الشاي الأخضر: يُستخدم أكياس الشاي الأخضر بعد نقعها في الماء المغلي لبضع دقائق، ثم تطبيقها على التصبغات الجلدية بعد تبريدها مرتين يومياً.
- الحليب: يُعتبر الحليب علاجًا فعالًا لإزالة البقع الداكنة بفضل احتوائه على حمض اللاكتيك (بالإنجليزية: Lactic Acid)، ويستخدم عن طريق نقع قطعة قطن في الحليب ومسح البقع الداكنة بها.
فيديو حول أسباب تصبغات الوجه
يتناول الفيديو الأسباب المحتملة لتصبغات الوجه.