تتنوع أعراض مرض التصلب المتعدد (ام اس) وطريقة علاجه من مريض لآخر.
نظراً لطبيعته المتغيرة والأعراض غير الثابتة، يعرف هذا المرض أيضاً بالتصلب المتعدد.
يُعتبر هذا المرض من الأمراض التي تظهر تأثيراتها على المنطقة المصابة فقط في الجهاز العصبي المركزي.
يمتاز المرض بأنماط متعددة من حيث شدة ومدى التأثير، لذا يعتبر كل مريض حالة فريدة بحد ذاتها.
هناك العديد من الأعراض المتمثلة في اضطراب الإحساس، وتأثر القدرة البصرية.
بالإضافة إلى الاضطرابات العقلية وصعوبات الحركة في أجزاء معينة من الجسم.
سنتناول في هذا المقال الأعراض الشائعة وغير الشائعة، إضافة إلى علاج مرض التصلب المتعدد.
الأعراض الشائعة
أولًا: اعتلال العصب البصري
الشخص المصاب قد يشعر بألم في العين يتفاوت من خفيف إلى شديد، بالإضافة لوجود زغللة في إحدى العينين أو كلتاهما، مما يجعل الرؤية ضبابية.
في بعض الحالات، قد يتدهور وضع العين ويتحول إلى العمى الكلي، لكن ذلك نادر الحدوث. تُعتبر درجة حرارة الجسم أحد العوامل المؤثرة على صحة العصب البصري؛ إذ إن ارتفاع درجة الحرارة قد يؤثر سلباً على القدرة البصرية، وهو ما يُعرف بظاهرة أوثوف. يتفاوت ظهور الأعراض بين المرضى، حيث قد تبدو الحالة البصرية طبيعية في بعض الأحيان. مع مرور الوقت، قد يستعيد المريض جزءاً من قدرته على الإبصار، رغم استمرار الشعور بالظلمة.
ثانيًا: اعتلال جذع المخ
قد يظهر على المريض ازدواج الرؤية بصورة مفاجئة، وكذلك رعشة غير إرادية في العين، والدوار الذي يعد من علامات هذا الاعتلال.
ما هي الرأرأة؟
تشمل الأعراض تخديرًا في الوجه إلى جانب ضعف عام في منطقة الرأس وعضلات الوجه والبلعوم، مما يسبب صعوبة في البلع والنطق. في حالة تفاقم الأعراض، قد يلاحظ المريض ضعفاً في الحركة في الأطراف العلوية والسفلية. ومع مرور الوقت، قد تتناقص هذه الأعراض بشكل جزئي أو كلي.
ثالثًا: اعتلال الحبل الشوكي
إذا واجه المريض ضعفاً أو تشنجات في أحد الأطراف السفلية واختلالًا في الإحساس، فقد يرجع ذلك إلى خلل في الحبل الشوكي العنقي بسبب اللويحات. تكشف فحوصات الرنين المغناطيسي عن وجود هذه اللويحات. كما قد تتزامن مع هذه الأعراض مشاكل مثل الإمساك وسلس البول وضعف التحكم في المثانة.
رابعًا: اعتلال المخ
في الحالات الشديدة، قد يظهر اعتلال المخ، والذي يتضمن عرجًا في الأطراف وحركات غير إرادية، فضلاً عن صعوبات في التوازن والدوار والانفعال المفرط.
خامسًا: الإرهاق
يعاني مريض التصلب المتعدد من ضعف عام وإرهاق بسيط عند القيام بأبسط الأنشطة، مما يرتبك لديه شعور بعدم القدرة على الاستمرار.
الأعراض غير الشائعة أو الأقل حدوثًا
اضطرابات إدراكية وعاطفية
يعاني مريض التصلب المتعدد من اضطرابات عاطفية وإدراكية، وهو عرض نادر ولكنه قد يظهر.
مشاكل جنسية
تعتبر هذه مشكلة غير شائعة لدى مرضى التصلب المتعدد، لكنها تبرز في بعض الحالات، مما يستدعي الإشارة إليها.
التفريغ اللاإرادي
يعتبر هذا العرض من الأعراض الأقل شيوعًا ويعد سببًا للإرباك بين الأطباء، لكنه يعد من أبرز أعراض التصلب المتعدد.
العجز الجنسي
يمكن أن يصاب مريض التصلب المتعدد بالعجز الجنسي، إلا أن هذا العرض نادر الحدوث في معظم الحالات.
فقدان الذاكرة
يمكن أن يعاني مريض التصلب المتعدد من فقدان جزئي أو كلي للذاكرة نتيجة اختلافات جزئية في المخيخ.
الشعور بالحرقان: يشتكي مرضى التصلب المتعدد من الشعور بالحرقان والحكة في بعض مناطق الجسم، نتيجة الاضطرابات الجلدية.
الرعاش
يعاني مرضى التصلب المتعدد من الرعاش، الذي يمكن اعتباره عرضًا شائعًا نسبياً نظرًا لكثرة وجوده بين المرضى، حيث يشعر المريض برعشة في جزء من جسمه أو في جانب كامل.
فقدان البصر
قد يتعرض بعض المرضى لفقدان البصر في الحالات الشديدة.
أعراض مرض إم إس وعلاجه وعلاقته بالجهاز المناعي
يعتبر الجهاز المناعي مسؤولاً عن محاربة الفيروسات والميكروبات التي تهاجم الجسم.
عندما يتعرض جسم الإنسان لميكروب غريب، يحدث ضعف في الأغشية البيضاء، والتي تعتبر غلافاً لأعصاب الجسم، مما يؤدي إلى تطور مرض إم إس.
يعكس مرض إم إس بشكل أساسي خللاً في جهاز المناعة، حيث يظل ثابتًا دون زيادة أو نقصان، لكنه لا يميز بين خلايا الجسم والميكروبات.
يصيب هذا المرض الفئات العمرية بين 18 و 40 عامًا، ويقل حدوثه عند من هم الأكبر أو الأقل من هذا العمر رغم وجود احتمالات للظهور.
يعتبر مرض إم إس عبارة عن نوبات تحدث للمريض على مدار أسابيع وشهور، حيث تبدأ بالتراجع ثم تعاود الظهور.
علاج مرض التصلب المتعدد
استراتيجيات العلاج
تتضمن علاجات مرض التصلب المتعدد استخدام الإنترفيرون، حيث يتطلب الأمر إجراء أشعة لموجات العصب البصري وأخذ عينة من السائل النخاعي.
تختلف طرق العلاج من مريض لآخر بناءً على شدة المرض والتاريخ الصحي. من المهم التأكد من خلو المريض من أمراض أخرى مثل السكري وأمراض القلب والكبد.
تُعتبر حالات مرض التصلب المتعدد أكثر شيوعًا بين النساء، ويُعتبر العلاج بالدوافع من الجوانب المكلفة للكثير من المرضى.
يتلقى المريض الحقن بصورة منتظمة، سواء بشكل أسبوعي أو يومي في الحالات الأكثر شدة.
يمكن تناول دواء مثل “بيتا فيرون” في المراحل المبكرة للمرض، حيث يعد هذا العلاج أقل تأثيراً جانبيًا مقارنة بأدوية أخرى.
توفر أدوية مثل “جيلينيا” و”تيسابري” خيارات لعلاج المراحل المتوسطة للحالة المرضية.
يجب تجنب الاعتماد على أدوية الكورتزون فقط في علاج المرض، نظرًا للآثار الجانبية السلبية المحتملة. من الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية.
أهمية التوعية والتشخيص المبكر
تعتبر قلة الوعي والتشخيص غير الدقيق سببًا رئيسيًا في تفاقم الحالات. تسهم المعرفة القليلة عن المرض في سوء تشخيصه، مما يؤكد أهمية التوعية بأعراضه وطرق العلاج.