أسباب انسداد الأذن
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انسداد الأذن (بالإنجليزية: Clogged ear)، وقد ترجع بعض هذه الأسباب إلى اضطرابات في أجزاء الأذن المختلفة أو في المناطق المحيطة بها في بعض الحالات. تعتبر اضطرابات الأذن الوسطى من أكثر الأسباب انتشاراً، وفيما يلي نستعرض أبرز هذه الأسباب:
انسداد القناة السمعية
توجد القناة السمعية، أو قناة استاكيوس (بالإنجليزية: Eustachian tube)، على جانبي الوجه، وتمتد من الأذن الوسطى إلى الجزء الخلفي من الأنف والجزء العلوي من الحلق. تعتبر وظيفتها تنظيم ضغط الأذن وتصريف السوائل الزائدة نحو الحلق. في الحالة الطبيعية، تبقى هذه القناة مغلقة إلا أنها تفتح أثناء البلع أو المضغ أو التثاؤب. تحتوي هذه القناة على أنابيب صغيرة جداً وقد تتعرض للاحتقان بسبب عوامل عدة مثل الحساسية الموسمية، وإنفلونزا ونزلات البرد التي قد تؤدي إلى التهاب الأذن، والتهاب الجيوب الأنفية الذي قد يسد القناة بالإفرازات المخاطية. كما أن التغيرات في الارتفاع أو ضغط الهواء المحيط، مثل صعود الجبال أو ركوب الطائرة، يمكن أن تؤدي أيضاً إلى انسدادها. ومن الأعراض المرتبطة بذلك: الشعور بالانسداد، الطنين، ضعف السمع جزئياً، والألم عند لمس الأجزاء المحيطة بالأذن.
التهاب الأذن الوسطى
ينجم التهاب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis media) عادةً عن عدوى فيروسية أو بكتيرية. غالباً ما يحدث هذا الالتهاب كأحد مضاعفات الحساسية أو نزلات البرد أو عدوى الحلق والأنف، حيث يمكن أن تسد هذه الحالات الجزء السفلي من قناة استاكيوس، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأذن الوسطى. نتيجة لذلك، يمكن أن تتكاثر البكتيريا أو الفيروسات، مما يسبب ألماً وانتفاخاً في طبلة الأذن، بالإضافة إلى ظهور أعراض أخرى مثل فقدان الشهية (خصوصاً عند الأطفال)، التهيج، الحمى، واضطراب السمع. من المهم الإشارة إلى أن نوعاً معيناً يُعرف بالتهاب الأذن الوسطى الانصبابي (بالإنجليزية: Otitis media with effusion) يمكن أن يحدث بعد زوال أعراض التهاب الأذن الحاد، مما يسبب ضعفاً مؤقتاً في السمع. يعتبر التهاب الأذن الوسطى أكثر شيوعاً في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و3 سنوات، وتساهم عوامل كالربو والحساسية ونزلات البرد في زيادة خطر الإصابة.
انسداد الأذن بالشمع
يعتبر شمع الأذن جزءاً هاماً من آلية الدفاع الطبيعي للجسم حيث يقوم بتنظيف وحماية قناة الأذن من الأوساخ والجراثيم. في الوضع الطبيعي، يخرج الجسم كميات بسيطة من الشمع بصورة مستمرة. لكن، في بعض الأحيان قد تتراكم كميات كبيرة من الشمع، مما يؤدي إلى الشعور بانسداد الأذن. يحدث ذلك عادة نتيجة لإفراز كميات زائدة من الشمع أو استخدام طرق غير صحيحة لتنظيف الأذن، مثل استخدام القطن الذي قد يدفع الشمع إلى الداخل. من الأعراض المرتبطة بهذا الانسداد: الألم، والشعور بالامتلاء، وطنين الأذن، وضعف السمع، والدوخة، والسعال.
ثقب طبلة الأذن
ثقب طبلة الأذن (بالإنجليزية: Perforated eardrum) هو عبارة عن وجود ثقب في الغشاء الطبلي الذي يفصل بين قناة الأذن والأذن الوسطى. يؤدي الثقب إلى ظهور أعراض مثل الألم، خروج سوائل دموية أو قيحية من الأذن، ضعف السمع، وطنين الأذن. قد يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بعدوى الأذن الوسطى عند وجود ثقب، ورغم أن معظم الحالات تتعافى بشكل طبيعي خلال أسابيع، قد تحتاج بعض الحالات لتدخل طبي. أسباب ثقب طبلة الأذن تشمل العدوى الحادة، الضغوط المفاجئة، أو التعرض لأصوات مرتفعة.
تغير الارتفاع (الضغط الجوي)
يحدث انسداد الأذن نتيجة اختلال التوازن بين ضغط الهواء في الأذن الوسطى وضغط الهواء الخارجي، مما يمنع طبلة الأذن من الاهتزاز بشكل طبيعي. هذه الحالة تؤدي إلى شعور بالألم والانزعاج، وقد تشمل أعراض أخرى مثل الضعف المؤقت في السمع. في الحالات الشديدة، يمكن أن يعاني الشخص من ألم شديد، وضغط في الأذن، وطنين، ودوران. تتسبب عوامل مثل الطيران، الغوص، وأصوات الانفجارات في هذه الحالة، بينما يمكن أن يساعد التثاؤب أو البلع في تخفيف الأعراض.
طنين الأذن
طنين الأذن هو شعور بسماع أصوات داخل الأذن على شكل رنين أو أزيز، قد يحدث في إحدى الأذنين أو كليهما، وقد يكون مؤقتاً أو دائماً. غالباً لا يشير طنين الأذن إلى مشكلة طبية خطيرة، ويتحسن عادةً بمرور الوقت. قد يرتبط ببعض الحالات مثل ضعف السمع، داء منيير (بالإنجليزية: Meniere’s disease)، أو اضطرابات الغدة الدرقية، وكذلك القلق والاكتئاب.
فقدان السمع الحسي العصبي
هو نوع من فقدان السمع الدائم ناجم عن تلف أعصاب الأذن الداخلية، مما يمنع نقل الإشارات إلى الدماغ بشكل سليم. قد يواجه الشخص صعوبة في فهم ما يقوله الغير، ويعتبر التقدم في العمر من الأسباب الرئيسية لهذا النوع من فقدان السمع. تشمل الأسباب الأخرى الإصابات، التعرض للأصوات العالية، والسكتة الدماغية. في بعض الحالات، يكون فقدان السمع مفاجئاً ويصاحب الأعراض الأخرى مثل طنين الأذن.
داء منيير
يعتبر داء منيير (بالإنجليزية: Ménière’s disease) من اضطرابات الأذن الداخلية التي قد تؤدي إلى دوار شديد وطمين وضعف السمع. غالباً ما يؤثر على أذن واحدة وينشأ نتيجة تراكم السوائل في الأذن الداخلية، مما يؤثر على جهاز السمع والتوازن. يمكن أن تتسم نوبات الدوار المفاجئ بالشدة أو تحدث بعد فترة من الأعراض الأخرى.
التهاب العصب الدهليزي
يتسبب التهاب العصب الدهليزي في انتفاخ العصب المسؤول عن التوازن في الأذن الداخلية، مما يؤثر على قدرة الدماغ على معالجة المعلومات. على الرغم من أن هذا الشرط نادر في الأطفال، إلا أنه قد يظهر في جميع الأعمار، ويشمل أعراضاً مثل الدوار والغثيان وصعوبة التوازن.
التهاب الجلد في قناة الأذن
ينجم التهاب الجلد في قناة الأذن الخارجية (بالإنجليزية: Dermatitis of the Ear Canal) عن التعرض لمسببات الحساسية أو الأدوية، ويؤدي إلى ظهور أعراض مثل الحكة وتقشّر الجلد. في حال تطور العدوى البكتيرية الثانوية، قد يزداد الألم.
- إدخال أجسام غريبة في الأذن: يمكن أن يكون السبب خلف انسداد الأذن إدخال أجسام صغيرة إلى قناة الأذن، خاصة في حالات الأطفال.
أسباب أخرى أقل شيوعاً
تشمل الأسباب الأخرى الأقل شيوعاً والتي لا ترتبط بمشاكل صحية، ولكن قد تؤثر على الأذن وتسبب الشعور بانسدادها ما يلي:
- اضطرابات المفصل الصدغي الفكي: يربط هذا المفصل (بالإنجليزية: Temporomandibular joint) عظام الفك بالجمل، وأي اضطراب فيه قد يؤدي إلى أعراض تشمل الألم في الفك والأذن.
- سرطان البلعوم الأنفي: (بالإنجليزية: Nasopharyngeal carcinoma) وهو نادر جداً، يؤثر عادةً في شخص واحد من كل 100,000. قد يكون من الأعراض الممكنة وجود كتلة في الرقبة، ودم في اللعاب، وضعف السمع.
معلومات حول انسداد الأذن
يشير انسداد الأذن إلى شعور بعدم الراحة في منطقة الأذن وصعوبة في السمع. يعود السبب غالباً إلى اختلال وظيفة قناة استاكيوس، مما يؤدي إلى ضغط غير متوازن بين الأذن وضغط الهواء الخارجي. يمكن لأي شخص أن يعاني من هذه الحالة، لكنها تبدو أكثر شيوعاً لدى الأطفال أثناء إصابتهم بنزلات البرد أو بالحساسية. تشمل الأعراض الشائعة الألم والضغط داخل الأذن، وضعف السمع والتوازن. عادةً ما تكون مشكلة انسداد الأذن مؤقتة، إلا أن مدتها تعتمد على السبب. قد تحتاج بعض الحالات إلى تدخل طبي لتصحيح المشكلة.