أسباب تعدد الزوجات في الدين الإسلامي

الشريعة الإسلامية

تتميز الشريعة الإسلامية بحكمتها العميقة التي تتناول كافة جوانب الحياة الإنسانية، حيث لم تغفل أي موضوع إلا وقد وضعت له نظامًا شاملًا. كما أن الشريعة تقدم حلولاً فعالة لكل مشكلة أو معضلة تواجه الناس من خلال أحكام ربانية وتوجيهات أخلاقية، تضمن لهم حياة كريمة وسعيدة خالية من الضيق أو المعاناة. وتتميز الشريعة أيضًا بقدرتها على التكيف مع كل زمان ومكان، فلا يمكن القول أن بعض أحكامها ملائمة لزمان دون آخر، لأن الله سبحانه وتعالى هو المشرّع الذي يعلم ما يصلح أحوال الناس ويحقق لهم السعادة في الحياة الآخرة.

قضية تعدد الزوجات

تعتبر قضية تعدد الزوجات إحدى المسائل التي أقرتها الشريعة الإسلامية. حيث تؤكد الآيات في سورة النساء مشروعية هذا الأمر، مما يعني جواز زواج الرجل المسلم بأكثر من زوجة، حيث قال الله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا). وقد نزلت هذه الآية الكريمة بشأن الرجل الذي لديه يتيمة ويرغب في الزواج منها، معتقدًا أن كفالته لها تعفيه من دفع المهر. لذا، جاءت الآيات لتشرع تعدد الزوجات وتخفف من حرج الرجل في هذا السياق.

أسباب تعدد الزوجات في الإسلام

لا شك أن الشريعة الإسلامية لم تشرع أي حكم أو مسألة إلا لدوافع وأسباب واضحة، وقد يتبين للبشر في بعض الأوقات هذه الأسباب، أو يفتقدون إدراكها. ولتفسير مشروعية تعدد الزوجات، يمكن إلقاء الضوء على بعض الأسباب المهمة:

• قد تكون الزوجة غير قادرة على الإنجاب، مما يجعل تعدد الزوجات ضروريًا لتلبية رغبة الزوج في الحصول على الأبناء مع الحفاظ على العلاقة مع الزوجة الحالية.
• تؤدي الحروب والصراعات إلى فقدان عدد كبير من الرجال، مما يتسبب في اختلال التوازن بين عدد الذكور والإناث في المجتمع. وفي بعض الأحيان، قد يزيد عدد الإناث، فيصبح تعدد الزوجات حلاً مناسبًا لهذه المشكلة التي قد تؤدي إلى انحراف الفتيات اللواتي يبحثن عن أزواج.
• إذا كانت الزوجة تعاني من مرض يمنعها من تلبية احتياجات زوجها، فإن التعدد يوفر فرصة للزوج لتلبية احتياجاته بطرق مشروعة، مما يحميه من الانزلاق في الفواحش.
• قد يكون للزوج شهوة قوية لا تكفيها امرأة واحدة، وبالتالي، فإن عدم إباحة التعدد قد يؤدي به إلى معاناة أو على الأقل إلى ارتكاب محرمات.