أسباب رائحة العرق غير المستحبة
تُعرف رائحة العرق، أو ما يُطلق عليه رائحة الجسم (بالإنجليزية: Body odor)، بأنها تلك الرائحة غير المحببة والغير مستحبة التي تنتج عن تحويل العرق الناتج من الجلد إلى أحماض بواسطة البكتيريا المتواجدة على سطح الجلد. ومن الجدير بالذكر أن رائحة العرق البسيطة تظهر لدى جميع الأفراد في مراحل معينة من حياتهم، ولكن الرائحة الشديدة قد تشير إلى وجود مشكلة صحية، ويُطلق عليها البعض اسم الصُّنان (بالإنجليزية: Bromhidrosis).
يتم إفراز العرق من الغدد العرقية (بالإنجليزية: Sweat glands) التي تنقسم إلى نوعين رئيسيين تم توضيحهما فيما يلي:
- الغدد المفرزة: تُعرف أيضًا بالغدد الناتِحَة (بالإنجليزية: Eccrine glands) والتي تتوزع تحت معظم أجزاء الجسم. تقوم هذه الغدد بإفراز العرق مباشرة إلى سطح الجلد، حيث تلعب دورًا حيويًا في تنظيم درجة حرارة الجسم عند ارتفاعها، ويساعد تبخر العرق في خفض الحرارة. عادةً، لا تنبعث من هذا العرق رائحة كريهة إلا عندما تتمكن البكتيريا من تحليل الجزيئات العالقة في الجلد.
- الغدد المفترزة: تُعرف أيضًا بالغدد الفالذة، أو الغدد الخارجية الإفراز (بالإنجليزية: Apocrine glands)، وتتواجد هذه الغدد بشكل أساسي في المناطق التي تنمو فيها الشعر مثل الإبطين والمغبن. تُفرز عرقًا ذا لون حليبي خلال فترات التوتر، ويكون هذا العرق في البداية غير مُصاحب لرائحة لمدة تتراوح حول الساعة، إلا أنه يصبح كريه الرائحة بفعل تأثير البكتيريا المتواجدة في المنطقة، وتزداد شدة هذه الرائحة عند زيادة إنتاج العرق أو عدد البكتيريا في هذه المناطق.
أسباب رائحة القدم
تنبعث رائحة القدم الكريهة نتيجة إنتاج البكتيريا لمستويات عالية من المركبات ذات الروائح غير المستحبة من العرق، خاصةً في ظل وجود صعوبة في تبخر هذا العرق عند ارتداء الجوارب والأحذية. كما أن ارتفاع رطوبة القدم يُزيد من خطر نمو الفطريات، مما يسهم في ظهور رائحة كريهة أيضًا.
عوامل الخطورة
يوجد عدد من العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة برائحة العرق الكريهة، منها:
- الوزن الزائد: حيث قد يؤدي وجود الوزن الزائد إلى تجمع العرق والبكتيريا تحت الطيات الجلدية، مما يُوفر بيئة مناسبة لتكون الرائحة الكريهة.
- تناول الأطعمة الحارة: رغم أن الأطعمة الحارة لا تُسهم في زيادة العرق بصورة مباشرة، إلا أن نفاذ رائحتها عبر الجلد يُمكن أن يُفاقم من سوء رائحة العرق.
- التوتر والضغط النفسي: حيث يؤدي ذلك إلى تنشيط الغدد المفترزة مما يزيد من شدة رائحة العرق، مثل ما يحدث قبل تقديم عرض مهم.
- العوامل الوراثية: قد تكون رائحة العرق الكريهة نتيجة لبعض الصفات الوراثية التي تجعل الشخص أكثر عرضة للرائحة الكريهة.
- بعض الاضطرابات الصحية: مثل أمراض الكلى والكبد، وجرثومة الغدة الدرقية، وداء السكري. وفي حالات نادرة، قد تؤدي بعض الاضطرابات الجينية إلى تغير في طبيعة رائحة الجسم، وقد تُشير رائحة العرق الكريهة إلى مشكلات صحية أكثر خطورة.
- كثرة التعرق: مثل ما يحدث أثناء انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause) أو فرط التعرق الأولي (بالإنجليزية: Hyperhidrosis) أو التعرق الطبيعي غير المرتبط بمشكلات صحية.
- عوامل أخرى: قد تُساهم بعض العوامل في تفاقم رائحة العرق، منها:
- الطقس الحار.
- التغيرات الهرمونية.
- ممارسة النشاطات الرياضية.
- بعض أنواع الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants).
متى يجب استشارة الطبيب؟
هناك بعض الاضطرابات الصحية التي قد تؤثر على كمية وطبيعة التعرق، أو قدرة حاسة الشم، لذا من الضروري مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- التعرق الليلي المفاجئ.
- التعرق البارد.
- تأثير التعرق على الأنشطة اليومية.
- فرط التعرق غير المعتاد بدون سبب واضح.
- تغيير ملحوظ في رائحة العرق. فعلى سبيل المثال، قد تؤدي بعض أمراض الكلى والكبد إلى إصدار رائحة عرق تشبه المبيض نتيجة لتراكم السموم في الجسم، بينما رائحة العرق التي تشبه الفواكه قد تكون إشارة للإصابة بمرض السكري وارتفاع نسب الكيتونات (بالإنجليزية: Ketones) في الدم.