معايير اختيار الزوج والزوجة
يمكن اختيار الزوج أو الزوجة الجيدين اعتماداً على معايير وصفات ضرورية لبناء علاقة صحية وزواج سعيد في المستقبل. يمكن التعرف على هذه الصفات وفحصها خلال فترة الخطوبة، ومن أبرزها ما يلي:
الثقة والإخلاص
تُعتبر الثقة والإخلاص من الركائز الأساسية للزواج، وهي معيار مهم عند اختيار شريك الحياة المستقبلي. يجب أن تُبنى العلاقة بين الزوجين على الثقة المتبادلة والإيمان بصدق كل منهما تجاه الآخر. يظهر ذلك من خلال الصراحة وإخبار الشريك بالحقيقة، وتجنب الغش والخداع، اللذان يمكن أن يدمروا الثقة. من المهم أيضاً عدم إخفاء تفاصيل عن العلاقات السابقة والتي قد تتسبب في مشكلات لاحقة. ينبغي على كل منهما إظهار مبادئ الثقة منذ البداية، مما يجعل الآخر يؤمن بشريكه إلا إذا صدرت منه تصرفات تثير الشكوك. بالإضافة إلى ذلك، يجب عدم انتهاك خصوصية الآخر أو العبث بممتلكاته الشخصية دون الحصول على إذن.
النضج وتحمل المسؤولية
يجب أن يدرك الشخص المقبل على الزواج أهدافه وأهميته، ويتسم بالوعي والنضج الكافيين الذي يمكّنه من الفهم الجيد لما يريده من هذه العلاقة. ومن ثم، يبحث عن شريك يتشارك معه التفكير الجاد في هذا الاختيار. يمكن اعتبار الزواج كمهمة يحتاج الشخص فيها إلى الاستمرار في تحمل المسؤولية بغية الوصول إلى السعادة. لذا، ينبغي أن يتم اختيار الشريك بدقة، مع اختبار قدرته على تحمل متطلبات الزواج، فضلاً عن النضج العاطفي الذي يحرره من تجارب الماضي ويمكنه من التعلم من أخطائه.
شخصية مميزة وجذابة
تختلف الصفات الشخصية التي يرغب بها كل زوجين في شريكهما المستقبلي، وتشمل:
- الاستقلالية: يفضل بعض الأزواج البحث عن شريك مستقل يتمتع بشخصية جذابة. هذا يتيح لهما مشاركة الحياة الزوجية بسعادة دون فقدان هويتهما الخاصة.
- خفّة الدم وروح الدعابة: يرغب الأزواج في قضاء حياة عاطفية مليئة بالمرح والتسلية، لذا فإن التعاون مع شريك لديه حس فكاهي وطريقة لطيفة في المزاح يُعد مؤشراً جيداً.
- الشعور بالرضا والقبول: يعتبر رضا كل طرف عن الآخر ومشاعره نحو الشريك من القيم المهمة. لا يعني هذا التجاهل للعيوب، ولكن يتعلق الأمر بتقبلها والعمل على تحسينها لاحقاً.
قدرة التواصل الجيد مع الشريك
يُعد التواصل من المفاتيح الأساسية لتعزيز العلاقة، مما يتطلب قدرة على التفاهم والتواصل بفعالية بين الزوجين. ويظهر ذلك من خلال الأمور التالية:
- التفاهم والتوافق: يعتمد على وجود قواسم مشتركة تتيح الزوجين لتطوير انسجام فكري وعاطفي، مما يعزز العلاقة.
- الانفتاح وتقبل النقد: يجب أن يكون الأزواج قادرين على استقبال النقد البناء بتوجه إيجابي، مما يساعد على تطوير وتحسين العلاقة.
- تبادل الاحترام: رغم عدم التوافق في وجهات النظر، فإن الاحترام المتبادل يظل أساساً لنجاح العلاقة.
- التعبير عن العواطف: يعكس الحب والعاطفة في العلاقة أهمية كبيرة، ما يتطلب من كلا الزوجين القدرة على تبادل هذه المشاعر الصادقة.
معايير إضافية لاختيار الأزواج المناسبين
هناك معايير وصفات أخرى مهمة لاختيار الأزواج، منها:
- القدرة على التعامل بلطف مع عائلة الشريك، مما يعزز تقبلهم واندماجهم كفرد جديد في العائلة.
- استخدام الحوار الهادئ مع إعطاء الفرصة للتحدّث والاستماع بشكل فعال.
- وجود بعض الاختلافات البسيطة في الاهتمامات والتي يمكن أن تضيف لمسة من التجديد للعلاقة، دون أن تؤثر على قيم ومبادئ الطرفين.
- التحلي ببعض الصفات المحددة أو تجنب البعض الآخر، مثل عدم التدخين.
- إظهار الإعجاب والتقدير، حيث يساهم ذلك في استمرار العلاقة.
- وجود معايير مشتركة في قرارات الحياة مثل:
- رغبة الزوجين في إنجاب الأطفال مباشرة بعد الزواج.
- تحديد الأوضاع المادية والشؤون المالية قبل الارتباط.
- الرغبة في التعارف وتحديد فترة الخطوبة قبل الزواج.
آلية اختيار الأزواج المناسبين
يساهم اختيار الشريك المناسب بشكل كبير في تعزيز السعادة والانسجام بين الزوجين، ويساعد على تجاوز المخاوف والشكوك بشأن مستقبل العلاقة. يجب على كل طرف التحلي بالوعي والنضج عند اتخاذ هذا القرار ودرك تأثيره على حياتهم المستقبلية. لذلك، ينبغي منح الوقت الكافي للتفكير بعناية في الصفات والمعايير المذكورة والتي ينبغي أن تتوفر في الشريك المناسب، مما يسهم في إيجاد تناسق بينهما وقدرتهما على تحمل المسؤوليات والعمل سوياً على نجاح العلاقة.