نقدم إليكم اليوم بعض من أقوال ابن القيم حول الحب والأخلاق، حيث أنّ الأخلاق والحب هما أساس حياة الإنسان، فالحب يعد إحدى أروع العلاقات والمشاعر الإنسانية.
لا سيما عندما تكون علاقة الحب قائمة مع الله عز وجل، مما يستدعي مراقبة الإنسان لأفعاله ومحاولة تجنب ما يسيء إليه أو يغضبه، من أجل السعي إلى نيل رضاه. كما أنه يتوجب على الإنسان التحلي بالأخلاق الحميدة كتعبير عن قربه من الله عز وجل.
تتعدد الأقوال والحكم المتعلقة بالحب والأخلاق، ومن أبرز هذه الأقوال ما ورد عن الإمام ابن القيم الجوزية، الذي يعتبر شيخ الإسلام الثاني وأحد أعظم علماء السلف. سنستعرض في هذا المقال بعضًا من تلك المقولات.
نأمل أن تنال إعجابكم وتحققوا الاستفادة المطلوبة من هذا الموضوع.
أهمية الاطلاع على أقوال ابن القيم بشأن الحب والأخلاق
يعد الاطلاع على أقوال الأئمة وعلماء الفقه والدين الإسلامي أمرًا ضروريًا لتعميق المعرفة حول أمور الدين وتعاليم الله ورسوله الكريم.
كما أنّ هناك نواهي يجب تجنبها، ويعتبر الإمام ابن القيم الجوزية أحد أعظم علماء الإسلام وشيخ الإسلام الثاني، الذي ألف العديد من الكتب الإسلامية المتوافرة في المكتبات، ويوجد مقتطفات من كتاباته في معظم المؤلفات الدينية.
حكم وأقوال ابن القيم حول الأخلاق
من بين ما تناولته أقوال ابن القيم عن الحب والأخلاق، يمكننا استعراض بعض الحكم والأقوال المتعلقة بالأخلاق على النحو التالي:
- للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله، هتك الله ستره الذي بينه وبين الناس.
- للعبد ربٌ هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.
- إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله، والدار الآخرة، في حين أن الموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
- الدنيا، بكل ما فيها، لا تساوي غم ساعة، فكيف بغم العمر.
- محبوب اليوم قد يعقبه مكروه غدًا، ومكروه اليوم قد يعقبه راحة غدًا.
- أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك بكل ما هو أولى وأنفع لك في آخرتك.
- كيف يكون عاقلاً من يبيع الجنة بشهوة لحظة؟
- يخرج العارف من الدنيا بدون أن يقضي وطره في شيئين: بكائه على نفسه، وثنائه على ربه.
- المخلوق إذا كنت تخافه استوحشت منه وهربت، بينما الرب – سبحانه وتعالى – إذا خفتَه أنِست به واقتربت إليه.
- لو كان العلم نافعا بلا عمل لما ذم الله أحبار أهل الكتاب، ولو كان العمل نافعا بلا إخلاص لما ذم المنافقين.
- دافع الخطرة، فإن لم تفعل تصبح شهوة وهمّة، وإذا لم تدافعها تتحول إلى فعل، وإن لم تتداركها بضدها قد تصبح عادة، مما يجعل التخلي عنها أمرًا صعبًا.
أقوال ابن القيم
- مَنْ عَظُم وقار الله في قلبه أن يعصيه.. وقَّره الله في قلوب الخلق أن يذلوه.
- مثال تولّد الطاعة ونموها كأنها نواة غرستها، فصارت شجرة ثم أثمرت، فاستمتعت بثمرها وغرست نواها، حيث إن كلما أثمر منها شيء جنيت ثمره، وغرست نواه.. وكذلك تنطبق الحال على المعاصي.
- ليس العجب في مملوك يتذلل لله ويسعى في خدمته مع فقره، بل العجب في مالك يتحبب إلى مملوكه بنعمائه مع غناه عنه.
- إياك والمعاصي.. فإنها أذلت عزّ (اسجدوا) وأخرجت إقطاع (اسكن).
- الذنوب كالجراحات، وقد تكون بعض الجراحات في مقتل.
- لو خرج عقلك من هيمنة هواك، لرجعت الأمور إلى وضعها الطبيعي.
- إذا تعرضت لنظرة غير شرعية، فاعلم أنها شرارة حرب، فاستتر منها بحجاب (قل للمؤمنين)، فقد سلمت من الأثر، وكفى الله المؤمنين القتال.
- اشتر نفسك، فالسوق قائمة والثمن موجود.
- تجب أن يحدث حالة من الغفلة، ورقاد الهوى، لكن كن خفيف النوم.
- اخرج بالعزم من هذه المساحة الضيقة والمليئة بالآفات إلى المساحة الواسعة التي لا تحتوي على ما لا عين رأت، فهناك لا يتعذر عليك مطلب، ولا يفقد محبوب.
- قيل لبعض العباد: إلى متى ستتعب نفسك؟ فأجاب: أريد راحتي.
- القواطع محن تظهر بها الصادق من الكاذب، فإذا تستعديت لها، ستتحول إلى أعوان لك توصلك إلى ما تسعى إليه.
- الدنيا كمرأة بغيٍّ لا تستقر مع زوج، بل تسعى للزواج، لتنال إعجاب الأزواج، ولا ترضى بالدياثة.
حكم ابن القيم
- من أكثر الأشياء إثارة للعجب في كلام ابن القيم عن الحب والأخلاق أن تعرفه، ثم لا تحبه، وأن تسمع نداءه ثم تتأخر عن الاستجابة، وأن تعرف قيمة الربح في معاملته ثم تتعامل مع غيره.
- وأن تعرف قيمة غضبه ثم تعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تسعى للأنس بطاعته، وأن تتذوق قسوة القلب في غير ذكره ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته.
- وأن تتذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره، ولا تفر من ذلك إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه.
- وأعجب من هذا علمك أنك لا بد لك منه، وأنك في أشد الحاجة إليه بينما أنت معرض عنه، وفيما يبعدك عنه راغب.
- لما أدرك المتيقظون سطوة الدنيا على أهلها، وخداع الأمل لمتمنيه، وقيادة الشيطان للنفوس،
- لجأوا إلى حصن التعرض والالتجاء كما يلتجأ العبد المذعور إلى حرمه.
- اشتر نفسك اليوم، فإن السوق قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي يومٌ لن تصل فيه إلى قليل أو كثير (ذلك يوم التغابن)، (يوم يعض الظالم على يديه).
- العمل بلا إخلاص وبدون اقتداء كالمسافر الذي يملأ جرابه رملًا يُثقله ولا يفيده.
- إذا أثقلت قلبك بهموم الدنيا وأثقالها وتهاونت في الأعمال التي تغذي حياتك،
- فأنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها، ولا يوفّيها طعامها، فما أسرع ما تتوقف.
يمكن أن تجد في ذلك ما يفيدك:
حكم رائعة لابن القيم عن الحب والأخلاق
- من يدرك حلاوة العافية تهون عليه مرارة الصبر.
- تعودت على تراجع العادة، ولكن إذا ارتفعت همتك إلى معالي الأمور ستشرق لديك أنوار العزائم.
- في الطبيعة طبع شره، والحماية أوفق.
- البخيل فقير ولا أجر له على فقره.
- الصبر على عطشة الضر أكثر نفعًا من الشرب من شِرعة من.
- لا تسأل إلا مولاك، لأن سؤال العبد عن غير سيده نوع من الشنيع.
- غرس الخلوة يثمر الأنس.
- استوحش مما لا يدوم معك، واستأنس بمن لا يفارقك.
- إذا خرجت منك كلمة حتى لو كانت سفه، فلا تلحقها بمثلها حتى لا تُلقى خصومة.
- أولادنا فتنة لنا، وعند الفراق تكون محن.
- لم يرخص الله لأحد بغض النظر عن حالته أن يمسك الأمانة.
- إذا سألت أخاك حاجة ولم يبذل جهده في قضائها، فتوضأ للصلاة وعليه أربع تكبيرات واعتبره كأنه في الموت.
- لا يحمد البخل إذا التزم به الناس، وذو البخل مدحور ومذموم.
- لا تسألني عن الليالي الماضية، واستغفرني من ليالي المستقبل.
- أصحب كل رائع… ولا تلتصق بجهل مداد.
- عتبتُ على سلم، وعندما فقدته… والتقيت بأقوام بكيتُ على سلم.
أشهر أقوال ابن القيم حول الحب والأخلاق
- إن قلب (الفتوة) وإنسان عينها، يجب أن يتلاشى في شهادة عيبك ويتجلى في سماع حقوقك على الخلق،
- والناس في هذا يتفاوتون، وأشرفهم هم أهل هذه المرتبة، وأخصهم عكسهم.
- هم أهل الفناء في مشهد فضائلهم عن عيوبهم، حقوقهم عليهم ومتطلبات حقوق الناس عليهم.
- من مظاهر (الفتوة) ترك الخصومة التي تم تناولها في موضوع أقوال ابن القيم عن الحب والأخلاق.
- والتغافل عن الزلة، ونسيان الأذية، حيث يجب أن تنسى أذية من قام بإيذائك، لكي يصفو قلبك له، ولا تستوحش منه.
- وهناك أيضًا نسيان من نوع آخر، وهو نسيان الإحسان إلى من أحسنت إليه، وكأنه لم يحدث شيء، وهذا النوع من النسيان أكمل من الأول.
- ثم إن من مظاهر هذه الفتوة أن تقرب جمع من تقصيك، وأن تحسن إلى من يؤذيك، وأن تعتذر لمن سبّب لك الأذى، بسماحة لا كظمًا، ومودة لا مصابرة،
- أنه يتم الإحسان والإساءة من قبلك، حيث يجب أن تكون خطتك هي الإحسان وخطتهم الإساءة.. ومن أراد فهم هذه الدرجة، فلينظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس، فإنه يجدها بعينها.
- ولم يكن كمال هذه الدرجة لأحد سواه، وللورثة منها نصيب بناءً على سهمهم من الميراث.
لا يفوتك قراءة:
خاتمة مقال أقوال ابن القيم حول الحب والأخلاق
في ختام مقالنا حول أقوال ابن القيم عن الحب والأخلاق، يتوجب علينا الاطلاع على آراء وحكم العظماء وعلماء الفقه المتعلقة بتعاليم الدين الإسلامي، لنغتنم الفرصة للتعرف على المنهج الذي ينبغي اتباعه في الحياة لتحقيق السعادة، والنواهي التي يجب علينا تجنبها لتفادي الشقاء.