أسباب نقص امتصاص الحديد في الدم

الحديد

يُعتبر الحديد عنصرًا أساسيًا يحتاجه الجسم للنمو بشكل صحي، إذ يلعب دورًا حيويًا في تكوين بروتين الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin) الموجود في خلايا الدم الحمراء، والذي يُعنى بنقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أجزاء الجسم.

أسباب عدم قدرة الجسم على امتصاص الحديد

تناول شاي الأعشاب الذي يحتوي على العفص

تحتوي أنواع شاي الأعشاب على مادة العفص، المعروفة أيضًا بالتانين (بالإنجليزية: Tannins)، بالإضافة إلى احتوائها على الأكسالات (بالإنجليزية: Oxalates)، وهما مركبان يمكن أن يعيقا امتصاص الحديد. حيث يرتبطان بالحديد غير الهيمي الموجود في الأطعمة النباتية مثل: الفول، والبازلاء، والخضراوات الورقية، والمكسرات. تُعد هذه المادة المسؤولة عن اللون الداكن للشاي ونكهته المميزة. تتفاوت كمية العفص في الشاي الأسود وفقًا لنوعه وظروف نموه وطريقة تصنيعه، ويمثل الشاي الأسود أحد المصادر الرئيسية للعفص، بينما تحتوي أنواع أخرى من الشاي مثل الشاي الأخضر والشاي الأبيض والشاي الأُسود الصيني على أنواع مختلفة من هذه المادة. أظهرت دراسة نُشرت في مجلة British Journal of Nutrition تأثير المشروبات المحتوية على مادة متعدد الفينول على امتصاص الحديد، حيث وجدت أن أنواعًا مختلفة من الشاي والكاكاو تساهم في تقليل امتصاص الحديد، بينما يختلف معدل تثبيط الامتصاص باختلاف نوع المشروب. وكانت نسب تثبيط امتصاص الحديد على النحو التالي:

  • الشاي الأسود: 79-94%.
  • شاي النعناع: 84%.
  • الكاكاو: 71%.
  • شاي عشبة رجل الحمام: 59%.
  • شاي زهرة الليمون: 52%.
  • شاي البابونج: 47%.

تناول الكالسيوم

يمكن أن يؤثر استهلاك الكالسيوم من مصادره الطبيعية أو كأملاح الكالسيوم على امتصاص الحديد سواء الهيمي أو غير الهيمي، إلا أنه لا يُعتبر مثبطًا رئيسيًا مثل مركبات الفينولات أو الفيتات. تبقى الآلية التي يؤثر فيها الكالسيوم على امتصاص الحديد غير مفهومة تمامًا، ولكن تشير الأبحاث إلى أن الجرعات المنخفضة من الكالسيوم لا تعيق امتصاص الحديد. وتشير الدراسات إلى أن 60% من حالات نقص الحديد نتيجة تناول 300 إلى 600 مليغرام من الكالسيوم، ويمكن تجنب نقص الحديد الناجم عن استهلاك الكالسيوم عبر زيادة تناول الحديد أو تجنب تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمعادن معًا.

تناول الأطعمة التي تحتوي على حمض الفايتيك

يُعتبر حمض الفايتيك (بالإنجليزية: Phytic acid) موجودًا في معظم الأطعمة النباتية، حيث يُقلل من امتصاص الحديد بنسبة تصل إلى 80%. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة International Journal for Vitamin and Nutrition Research عام 2004 أن حمض الفايتيك هو عامل رئيسي في نقص الحديد عند الرضع، ولإزالته من الأطعمة المُدعمة أو حليب الصويا للأطفال. وكما لوحظ، فإن حمض الفايتيك يعيق امتصاص الحديد حتى في التركيزات المنخفضة، لذا يُنصح بإجراء التحلل الإنزيمي الكامل له، حيث وُجد أن إزالته من الأطعمة المُدعمة مثل الحبوب والبقوليات تزيد من امتصاص الحديد بنسب تصل إلى 12 ضعفًا. ومع ذلك، فإن إضافة الحليب تُقلل من قدرة الجسم على امتصاص الحديد. لذلك، يُوصى بإزالة حمض الفايتيك فقط من الحبوب والبقوليات المعالجة بالماء، كما يُمكن إضافة حمض الأسكوربيك (بالإنجليزية: Ascorbic Acid) للتأكد من امتصاص الحديد بشكل كافٍ، لأنه يُقلل من التأثير السلبي لحمض الفايتيك على امتصاص الحديد.

تناول المشروبات المحتوية على حمض الكلوروجينيك

يتوفر حمض الكلوروجينيك (بالإنجليزية: Chlorogenic acid) بشكل رئيسي في القهوة والأعشاب والكاكاو. هذه المركبات ترتبط بالحديد أثناء عملية الهضم، مما يُصعب عملية امتصاصه. يعتمد تأثير هذه المركبات على الجرعة المتناولة، بحيث يقل امتصاص الحديد مع زيادة محتوى متعدد الفينول. وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة British Journal of Nutrition أن استهلاك مشروبات تحتوي على 20 إلى 50 مليغرامًا من مادّة متعدد الفينول يقلل من امتصاص الحديد من الوجبات التي تضم الخبز بنسبة تتراوح بين 50 إلى 70%. في حين أن المشروبات التي تحتوي على 100 إلى 400 مليغرام من متعدد الفينول تُقلل من امتصاص الحديد بنسبة تتراوح بين 60% إلى 90%.

بعض الأدوية أو المكملات

يُعتبر نقص الحديد من أكثر الاضطرابات الغذائية شيوعًا في العالم، وقد تظهر بعض الأعراض نتيجة نقصه مثل الإعياء، والضعف الجسدي، مما قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، والذي قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية مثل القلق والاكتئاب وآلام الصدر ومشاكل القلب. كما قد تؤثر بعض الأدوية سلبًا على امتصاص الحديد، ومن الأدوية التي قد تقلل من امتصاص الحديد نذكر:

  • أملاح المغنيسيوم عن طريق الفم.
  • التيتراسايكلن (بالإنجليزية: Tetracyclines).
  • الترينتين (بالإنجليزية: Trientine).
  • الزنك.

أهمية الحديد للجسم

كما ذُكر سابقًا، يُساهم الحديد في إنتاج الهيموغلوبين الذي ينقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، كما يُدخل في إنتاج بروتين الميوغلوبين (بالإنجليزية: Myoglobin) الذي يُزود عضلات الجسم بالأكسجين. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الجسم الحديد لإنتاج بعض الهرمونات. وتجدر الإشارة إلى أن اتباع نظام غذائي فقير بعنصر الحديد يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لنقصه في الجسم. يمكن تحسين حالات نقص الحديد من خلال تناول الأطعمة الغنية به.

للمزيد من المعلومات حول أهمية عنصر الحديد للجسم، يمكنك الاطلاع على مقال فوائد حبوب الحديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top