الأسباب المساهمة في العنف المدرسي
يُعرَّف العنف المدرسي بأنه أي تصرف عدواني أو ممارسات سلبية، سواء كانت لفظية أو جسدية، تُمارس ضد أي فرد داخل المؤسسة التعليمية أو في ممتلكاتها. هذا النوع من السلوكيات يؤثر سلباً على المناخ العام في المدرسة، حيث يؤدي إلى انتشار الخوف وعدم الشعور بالأمان بين الطلاب. كما يُعيق الدور الذي تلعبه المدارس كمراكز للتنشئة الاجتماعية والتعليم، خاصةً في وجود بيئة غير آمنة. ومن الممكن الحد من العنف المدرسي عبر معالجة العوامل الرئيسية المسببة له، من خلال التركيز على دور أولياء الأمور، والإداريين، والمعلمين، والطلاب في تعزيز بيئة مدرسية آمنة. فيما يلي نستعرض مجموعة من الأسباب التي تساهم في ظهور العنف المدرسي:
أسباب أسرية
تعتبر البيئة الأسرية من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى تفشي العنف المدرسي. فعندما يتعرض الطفل لظروف صعبة داخل أسرته، قد يؤثر ذلك على سلوكياته وشخصيته، مما يزيد من احتمالية ممارسته للعنف مع أقرانه. تشمل تلك الظروف العنف الأسري، والاعتداء الجنسي والجسدي، فضلاً عن إدمان الوالدين أو أحدهما على الكحول، حيث يُمكن أن تنعكس هذه السلوكيات على تصرفات الطفل في المدرسة.
أسباب اجتماعية
يمثل المجتمع أحد العناصر التي تلعب دوراً في زيادة العنف المدرسي. فقد تتعزز المظاهر العدوانية لدى الطلاب نتيجة لتعرضهم للعنف في المجتمع خلال مراحل تعليمهم الأساسية. وقد أظهرت الدراسات أن المجتمعات التي تعاني من ارتفاع معدلات تعاطي المخدرات والجريمة تكون أكثر عرضة لتفشي السلوكيات العنيفة في المدارس. من العوامل التي تساهم في تفشي العنف أيضًا الفقر والكثافة السكانية، فضلاً عن انتشار العصابات التي تؤدي إلى خلق بيئات مدرسية غير آمنة.
أسباب صحية
أظهرت الأبحاث أن بعض المشكلات الصحية التي قد تحدث في مراحل التطور المبكر تكون مرتبطة بالعنف المدرسي. من بين هذه المشكلات: خلل في وظائف الدماغ الناتج عن نقص الأكسجين أثناء الولادة، بالإضافة إلى إدمان المواد المخدرة أو الكحول، والتدخين. كل هذه العوامل تؤثر سلبًا على صحة الدماغ والنمو الجسدي، مما قد يؤدي إلى سلوكيات عدوانية. كذلك، يمكن أن تؤثر إصابات الرأس على طريقة استجابة الدماغ في مواقف معينة، مما يزيد من فرص ظهور سلوك العنف في المستقبل.
أسباب سلوكية
ترتبط الأسباب السلوكية للعنف المدرسي غالباً بمسائل شخصية مثل الخجل الذي يمنع المراهقين من الاندماج مع أقرانهم، أو القلق الاجتماعي الذي يؤدي بهم إلى التمرد لجذب الأنظار. كما قد ينتج عن الرغبة في الانتقام بسبب التنمر. تشمل العوامل الأخرى القلق من المستقبل والضغط النفسي نتيجة نقص المحبة في البيئة الأسرية. تتفاقم هذه المشكلة في بعض الحالات بفعل تناول الأدوية والمضادات الاكتئابية التي تؤثر على الحالة النفسية للفرد.
أسباب إضافية للعنف المدرسي
هناك مجموعة متنوعة من الأسباب التي تؤدي إلى تفشي العنف المدرسي، ومنها:
- غياب نظم تأديبية فعالة: تُعاني بعض المدارس من التركيز على معالجة العنف بعد حدوثه، بدلاً من تطبيق إجراءات وقائية تهدف إلى تقليل المشكلات بين الطلاب من البداية.
- التأثير السلبي لوسائل الإعلام: تساهم ألعاب الفيديو والبرامج التلفزيونية العنيفة في تعزيز السلوكيات العنيفة لدى الأطفال والمراهقين، حيث يميل الأطفال لتقليد الشخصيات التي يشاهدونها. الأمر يزداد سوءًا عندما تُسمح الحكومة بحيازة الأسلحة في المنازل، مما يتيح للمراهقين إمكانية إحضارها إلى المدرسة.
- الرغبة في كسب إعجاب الجنس الآخر: قد يلجأ الطلاب إلى سلوكيات عدوانية بهدف إثارة إعجاب نظرائهم أو الأقران في الفصل.