تطور العصر العباسي
لقد ساهمت عدة مظاهر بشكل كبير في ازدهار وتطور العصر العباسي على الأصعدة المعرفية والأدبية، سواء في الشعر أو النثر. في هذا المقال، نستعرض أبرز هذه المظاهر والجهود.
أسباب تطور العصر العباسي
السعي نحو المعرفة
كان للخليفة العباسي هارون الرشيد وولده المأمون دور بارز في تعزيز حب المعرفة والبحث عنها، وذلك من خلال إنشاء “دار الحكمة” في بغداد. وقد تم تخصيص جزء من هذه المؤسسة لتقديم المنح الدراسية. خلال فترة حكم المأمون، زاد الطلب على “دار الحكمة” بشكل ملحوظ، وأصبحت محط اهتمام كبير بين الفترة ما بين 813-833م. في تلك الفترة، تولى المأمون مسؤولية تعيين أشهر العلماء من مختلف الأديان والثقافات ليعملوا معاً في بيئة يسودها الحب والسلام.
تطور حركة الترجمة
بدأت حركة الترجمة خلال خلافة الراشدين، حيث استهدفت النصوص العلمية المكتوبة باللغة اليونانية. ومع بروز الخلافة العباسية، تم تشجيع المزيد من أعمال الترجمة، وكان التركيز بشكل خاص على النصوص اليونانية وأعمال الفيلسوف أرسطو. كان الهدف هو ترجمة أكبر عدد ممكن من النصوص لتكوين مكتبة شاملة، والمحافظة في ذات الوقت على الفلسفة اليونانية. ومن جوانب اهتمام العباسيين بالمعرفة، تطويرهم لتقنيات الطباعة التي استوحوها من الصينيين بعد الحروب التي اندلعت معهم عام 751م.
إنجازات العباسيين
تُعرف الخلافة العباسية أيضاً بأنها الفترة الذهبية للإسلام، نظراً للتقدم الكبير الذي حققه في الميادين العلمية. خلال هذه الحقبة، استطاع العلماء العرب والفارسيون استغلال المعلومات التي تمت ترجمتها عن الإغريقية. ومن بين هؤلاء، ابتكر ابن الهيثم الكاميرا الأولى، بينما ساهم الطبيب ابن سينا في كتابة “قانون الطب” الذي ساعد الأطباء في تشخيص الأمراض الخطيرة مثل السرطان. ولا يمكن أن نمر على الخوارزمي، عالم الرياضيات الفارسي، الذي لا تزال إنجازاته في الرياضيات والجبر حاضرة حتى يومنا هذا.
الخلافة العباسية
تعتبر الخلافة العباسية واحدة من أعظم الخلافات في التاريخ الإسلامي بعد الإطاحة بالخلافة الأموية عام 750م، واستمرت حتى عام 1258م، حين اجتاح المغول بغداد. مأخوذة من اسم عم النبي محمد عليه الصلاة والسلام، العباس، ذو النسب الهاشمي القرشي الذي توفي عام 653م، عُرفت عائلته بمناصرتها لفكرة الإطاحة بالخلافة الأموية، مما ساهم في تحفيز العديد من العرب الشيعة والفرس على التمرد على الخليفة الأمي مروان الثاني، والذي انتهى به الأمر بهزيمة عام 747م في معركة نهر الزاب العظيم، ليعلن عباس الصفاء بتولي الخلافة العباسية الأولى.
أبرز الخلفاء العباسيين
فيما يلي قائمة بأبرز الخلفاء العباسيين الذين تولوا الحكم في العراق:
- الخليفة السفاح (749-754م).
- الخليفة المنصور (754-775م).
- الخليفة هارون الرشيد (786-809م).
- الخليفة المأمون (813-833م).
- الخليفة المعتصم بالله (833-842م).
- الخليفة المعتمد (870-892م).
- الخليفة المكتفي (902-908م).
- الخليفة المقتدر (908-932م).
- الخليفة المستزهر (1094-1118م).
- الخليفة الراشد (1135-1136م).
- الخليفة الناصر (1180-1225م).
- الخليفة المستنصر (1226-1242م).
- الخليفة المعتصم (1242-1258م).
مراحل الخلافة الإسلامية
وفيما يلي نظرة عامة على أبرز مراحل الخلافة في تاريخ الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام:
الخلفاء الراشدون
تميز هذا العهد بفترة الخلفاء الراشدين، وهو أول حكم للأمة الإسلامية بعد وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وامتد من سنة 632م حتى 661م، قاد خلالها أربعة خلفاء وهم: أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب.
الخلفاء الأمويون
تأسست الخلافة الأموية على يد الصحابي معاوية بن أبي سفيان، الذي كان أول خليفة في هذا العهد، تبعه ثلاثة عشر خليفة، ورغم تعددهم، استمر حكمهم من 661م حتى 750م، وانتهى في عهد الخليفة مروان الثاني بن محمد بن مروان الأول.
الخلفاء العباسيون
امتدت الخلافة العباسية على فترتين، حيث بدأت أولى هذه الفترات من 750م حتى 1258م، بقيادة الخليفة السفاح، الذي حصل على لقبه من وصف نفسه به في إحدى خطبه. وانتهت هذه الفترة مع الخليفة الواثق. أما الفترة الثانية، فقد كانت من 932م تحت حكم الخليفة معز الدولة (أبو الحسن أحمد) وانتهت في 1012م مع الخليفة المستعصم في بغداد.
الخلافة العثمانية
تُعتبر الخلافة العثمانية واحدة من أطول الخلافات الإسلامية، حيث استمرت لأكثر من 600 عام، وقد أنشأتها القبائل التركية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادية، وتحمل اسم مؤسسها السلطان عثمان. انتهت هذه الخلافة في عام 1922م.