أشجار الجنة كما وردت في القرآن الكريم
أعدّ الله -سبحانه وتعالى- الجنة لعباده المؤمنين الموحدين، وجعلها محطة نعيم أبدي لهم، حيث أصبح كل ما فيها ثواباً وجزاءً يُحصّلون به على ما قاموا به في حياتهم الدنيا. فقد تفوق كل عناصر الجنة الجمالية على قدرات العقل البشري على التخيّل، ومن ضمن تلك العناصر، أشجار الجنة التي تختلف تماماً عن أشجار الأرض. وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض منها كما سيوضح أدناه:
- شجرة السّدر
ذُكرت في قوله -تعالى-: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ* فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ). تعتبر شجرة السدر، المعروفة بشجرة النبق، شجرة تُعاني من الأشواك في الحياة الدنيا، لكن في الجنة تأتي خالية من الأشواك.
كما ذُكرت في سياق آخر تحت اسم سدرة المنتهى، فقال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى)، وهي الشجرة التي شهدها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، حيث وصفها بأنها تحمل أوراقاً ملونة وأخرى كبيرة كآذان الفيلة، مع ثمار ضخمة للغاية.
- شجرة الطلح
قال الله -تعالى- في سورة الواقعة: (وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ)، والطلح هو أحد أنواع الأشجار التي تنمو في منطقة الحجاز. وعلى الرغم من شجاعتها في الدنيا، إلا أنها تكون في الجنة مُهيأة للأكل بسهولة ويسر.
تبرز الحكمة في ذكر وسيلة الله -تعالى- لأشجار السدر ذات الثمار القليلة المحدودة، وشجرة الطلح التي غالباً ما تُستفاد منها ظلاً فقط، مقارنة بأشجار الدنيا المليئة بالثمار اللذيذة، وذلك ليُظهر للمؤمن عمق الفارق بين النفع المحدود في الدنيا وما هو مُعدّ له من نفع عظيم في الآخرة.
- أشجار النخيل، والعنب، والرمان
ذكر الله -تعالى- أوصاف هذه الأشجار في عدة مواضع من القرآن، حيث قال -جلّ وعلا-: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمانٌ).
- شجرة الريحان
ذكر الله -تعالى- في كتابه: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ* فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ).
أشجار الجنة كما وردت في السنة النبوية
أشارت أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- أيضاً إلى بعض أشجار الجنة، ومنها:
- الشجرة التي يسير فيها الركب مسيرة مئة عام.
- شجرة طوبى
تعتبر طوبى شجرة عظيمة تخرج منها ثياب أهل الجنة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (طُوبَى شجرةٌ في الجنةِ، مسيرةُ مائةِ عامٍ، ثيابُ أهلِ الجنةِ تخرجُ من أكمامها).
وصف أشجار الجنة
لا شك أن أشجار الجنة تختلف بشكل كامل عن أشجار الدنيا، حيث تم ذكر أوصاف نباتاتها وأشجارها في كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة نبيه، ومن أبرز هذه الأوصاف:
- تنوع وكثرة أشجار الجنة
فتجد أن عددها يفوق ما كان موجوداً في الحياة الدنيا، حيث يتمكن المؤمن من إيجاد ما يرغب به وما يستلذه.
- استمرارية عطاء الأشجار
على عكس أشجار الدنيا التي مع مرور الزمن تفنى، أشجار الجنة دائمة الثمر، ودائمة الظل، ودائمة الخضرة.
- ثمار الأشجار قريبة من المؤمنين؛ حيث تتدلى لهم عندما يشتهونها.
- جذوع أشجارها باسقة ومصنوعة من الذهب.