يسلط علم النفس والدراسات النفسية الضوء على تحليل دوافع السلوك البشري، حيث يُعرف الدافع بأنه قوة داخلية تحفز الفرد للقيام بسلوك معين بهدف إشباع حاجة ما. يُستدل على الدافع من خلال السلوك الذي يظهره الفرد. في هذا المقال، سنقوم باستعراض دوافع السلوك في علم النفس.
دوافع السلوك الإنساني
يشير الدافع إلى سلوك الشخص عندما يتواجد في مواقف معينة. تتنوع دوافع السلوك البشري وتشمل ما يلي:
1- الدوافع الفطرية الأولية (فسيولوجية)
تنقسم الدوافع الفطرية الأولية إلى نوعين:
- دوافع فسيولوجية خاصة: هذه الدوافع حيوية وضرورية لبقاء الفرد، حيث يؤدي عدم إشباعها إلى الموت، مثل دافع التنفس، الجوع، العطش، والنوم.
- دوافع فسيولوجية عامة: تتطلب إشباعها اتصالًا مع فرد آخر، ولا تؤدي بالضرورة إلى الموت عند عدم إشباعها، ومن أمثلتها: دافع الجنس والأمومة.
2- الدوافع الثانوية المكتسبة (النفسية الاجتماعية)
ترتبط هذه الدوافع بتكوين الفرد النفسي والاجتماعي. تُصنف الدوافع الثانوية المكتسبة كما يلي:
- دوافع شخصية أو فردية: تميز كل فرد عن الآخر بناءً على اختلاف الظروف الاجتماعية والنفسية، إلى جانب الرغبات والميول، مثل حب الاستطلاع والمغامرة.
- دوافع اجتماعية عامة: دوافع مشتركة بين أفراد المجتمع تتشكل نتيجة لظروف اجتماعية وبيئية مشابهة، وهي مكتسبة من الخبرات اليومية، مثل الحاجة للتفاعل الاجتماعي، والإنجاز، والتقليد.
خصائص الدوافع
تمتاز الدوافع بعدد من الخصائص، وهي كما يلي:
- الدوافع هي قوى داخلية غير مرئية ولا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر.
- تتناسب قوة الدافع مباشرة مع الجهد المبذول لإشباعه.
- الدوافع تلعب دورًا في تحريك وتوجيه السلوك في الوقت ذاته.
- إشباع الدوافع يتميز بالمرونة.
- الدوافع الأقوى تستحوذ على الأولوية في الإشباع.
- تظهر الدوافع الفطرية الفسيولوجية بشكل دوري، كما هو الحال مع الجوع والعطش.
فوائد الدوافع
تعتبر الدوافع ذات أهمية كبيرة، حيث تشمل الفوائد التالية:
- تزيد من فهم الفرد لنفسه ولمن حوله.
- تعزز نشاط الفرد وتزوده بالطاقة اللازمة لإشباع دوافعه.
- تساعد على توقع سلوك الآخرين.
- تضمن استمرار السلوك حتى تحقيق الهدف أو إشباع الحاجة.
- توجه سلوك الشخص نحو الهدف، كما في حالة الجوع حيث يبحث الفرد عن الطعام.
علاقة الدافع بالمفاهيم الأخرى
يتداخل مفهوم الدافع مع مفاهيم أخرى مثل الحاجة، الحافز، والباعث. فيما يلي تعريفات هذه المفاهيم:
- الحاجة: إحساس الفرد بضرورة شيء ما يؤدي إلى شعور بالتوتر، مما يحفزه للقيام بنشاط معين لإشباع تلك الحاجة، مثل الحاجة للطعام عندما يشعر بالجوع.
- الحافز: هو القوة الداخلية التي تحفز الدافع، والتي تدفع الفرد للقيام بسلوك معين لتلبية حاجة معينة، مثل الإحساس بتقلصات المعدة أثناء شعور الجوع.
- الباعث: هو عامل خارجي، سواء كان ماديًا أو اجتماعيًا، يعمل على إثارة الدافعية لدى الفرد، مثل الماء الذي يعد باعثًا خارجيًا لدافع العطش.
في ختام هذا المقال، عرضنا دوافع السلوك الإنساني وأهم المعلومات المتعلقة بها. يُعتبر الدافع قوة داخلية تدفع الفرد نحو سلوك معين، ويمكن تصنيف الدوافع إلى نوعين: فطرية ومكتسبة.