يطرح المسلمون سؤالاً حول أول من قام بالحج إلى بيت الله الحرام، ومن خلال موقعنا، سنفصل الحديث حول هذا الموضوع. فمن المعروف أن المسلمين من مختلف أنحاء العالم يتوجهون كل عام إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج أو العمرة.
يعد الحج واحداً من الأركان الخمسة للإسلام، وقد فرضه الله سبحانه وتعالى على المسلمين مرة واحدة في العمر، مع ضرورة توافر القدرة الجسدية والمادية لأدائه.
أول من حج بيت الله الحرام
ذكر البيهقي في مؤلفه “شعب الإيمان” ما يلي:
- إن أول من زار وطاف ببيت الله الحرام هم الملائكة.
- بعد ذلك، قام آدم عليه السلام بالطواف حول الكعبة المشرفة بعد نزوله إلى الأرض.
- يجدر بالذكر أن الأنبياء والرسل قاموا بالطواف حول الكعبة المشرفة باستثناء نبي الله هود وصالح عليهما السلام.
- كما فرض الله عز وجل على المسلمين الحج، حيث جاء في آياته المحكمات (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).
من هنا، يمكنكم التعرف على المزيد حول:
بناء البيت الحرام
تباينت آراء العلماء حول من هو أول من بنى البيت الحرام، كما سنوضح أدناه:
- ذكر أبو جعفر الباقر أن الملائكة هم من قاموا ببناء البيت العتيق.
- بينما أفاد الشيخ الأمين الشنقيطي وابن المسيب وعطاء بأن البناء تم على يد آدم عليه السلام.
- كما رأى ابن القيم وابن كثير أن إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام قد شاركا في بناء البيت العتيق.
- من المهم الإشارة إلى أن بعض العلماء رجحوا أن مهمة إبراهيم عليه السلام كانت مرتبطة برفع القواعد فقط، مما يشير إلى أن أساس البيت الحرام كان موجوداً مسبقاً.
- وفقًا لقوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
حج الأنبياء إلى البيت الحرام
أكد العلماء صحة الأحاديث النبوية التي تشير إلى حج العديد من الأنبياء والرسل، باستثناء هود وصالح كما ذكرنا سابقاً:
- قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلى في مسجد الخيف سبعين نبياً، منهم موسى، كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان، وهو محرم على بعير من إبل شنوءة، مخطوم بخطام ليف له ضفرتان).
- عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد مر بالرواحاء سبعون نبيًا فيهم نبي الله موسى عليه السلام، حفاة عليهم العباء، يؤمون بيت الله العتيق).
- لذا، نجد أن آدم عليه السلام هو أول من قام بالحج إلى بيت الله الحرام من البشر، تلاه بعد ذلك الرسل والأنبياء.