حرارة باطن القدمين
تُعتبر مشكلة حرارة القدمين والشعور بالألم الناتج عن ارتفاع درجة حرارتها حالة شائعة، وغالباً ما تنجم عن تلف في الأعصاب. في بعض الحالات، يمكن أن تكون درجة الحرارة خفيفة، ولكن في أحيان أخرى قد تكون شديدة ومزعجة لدرجة تؤثر على النوم. وقد يرافق الإحساس بالحرارة شعور بالوخز والخدر. تعدّ الأسباب وراء حرارة القدمين متعددة ومتنوعة، مثل الإصابة بمرض السكري – الذي يُعتبر الأكثر شيوعاً – وسوء التغذية، وفيروس نقص المناعة البشرية، وبعض الأدوية، والعوامل الوراثية، بالإضافة إلى أسباب أخرى سنستعرضها بمزيد من التفصيل لاحقاً في هذا المقال. من المهم معرفة أن هذه الحالة يمكن علاجها بمجرد التعرف على السبب الكامن وراءها، مما يتيح إمكانية تخفيف الألم والتحكم فيه.
أسباب حرارة باطن القدمين
تتعدد الأسباب المؤدية لظهور حرارة القدمين، ومن أبرزها:
- نقص المغذيات: تحتاج الأعصاب إلى عناصر غذائية معينة مثل حمض الفوليك وفيتامين B6 وفيتامين B12. إذا كان النظام الغذائي غير متوازن أو عجز الجسم عن امتصاص هذه العناصر بشكل كافٍ، يمكن أن تتعرض الأعصاب للتلف، مما يؤدي للشعور بحرارة في القدمين.
- الاعتلال العصبي السكري: يُعتبر الاعتلال العصبي السكري من أبرز الأسباب المؤدية إلى ظهور حرارة القدمين، حيث ينجم عن تلف الأعصاب، والذي يُعد من مضاعفات مرض السكري بنوعيه الأول والثاني.
- الحمل: قد تعاني بعض النساء الحوامل من ارتفاع حرارة القدمين نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل، بالإضافة إلى زيادة الوزن والسوائل التي تضع ضغطاً إضافياً على القدمين.
- سن اليأس: يسبب انقطاع الطمث تغييرات هرمونية تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم ومن ضمنها حرارة القدمين.
- نمط الحياة: بعض العادات اليومية، مثل ارتداء أحذية ضيقة أو الوقوف لفترات طويلة في درجات حرارة مرتفعة، قد تسبب ارتفاع حرارة القدمين.
- العدوى الفطرية: يمكن أن تؤدي العدوى الفطرية، مثل القدم الرياضي، إلى الشعور بارتفاع الحرارة في القدمين.
- التعرض للمعادن الثقيلة: قد يتسبب التعرض لمعدن الزرنيخ أو الرصاص أو الزئبق في شعور الشخص بارتفاع درجة حرارة القدمين.
- قصور الغدة الدرقية: يمكن أن يؤدي انخفاض هرمون الغدة الدرقية إلى الشعور بالخدر والوخز وارتفاع في حرارة القدمين.
- الإدمان على الكحول: يسبب الإدمان على الكحول تلف الأعصاب في القدمين، وينتج عنه حالة تُعرف بالاعتلال العصبي الكحولي، حيث تؤثر الكحول على امتصاص العناصر الغذائية الضرورية للأعصاب.
- العلاج الكيميائي: يستخدم العلاج الكيميائي في علاج مرضى السرطان، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى تلف الأعصاب، مما يتسبب في شعور بالحرق والوخز في القدمين.
- الاعتلال العصبي متعدد الالتهاب المزمن المزيل للنخاعين: يتميز هذا الاضطراب العصبي بضعف متدرج في الوظيفة الحسية في الأطراف، مع الإحساس بالوخز وحرارة القدمين.
- التهاب الأوعية الدموية: يحدث هذا عندما يهاجم الجهاز المناعي الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى الألم والوخز في القدمين نتيجة تدفق الدم الغير طبيعي.
- احمرار الأطراف المؤلم: هي حالة نادرة تؤثر على الأطراف وتسبب آلاماً شديدة واحمراراً والشعور بارتفاع الحرارة في اليدين والقدمين.
- متلازمة غيلان باريه: هو اضطراب نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي الأعصاب، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض بما في ذلك الخدر والوخز وضعف في الأطراف.
- مشاكل صحية أخرى: قد تُعتبر حرارة القدمين من الأعراض الشائعة المرتبطة ببعض المشاكل الصحية والعدوى، مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة، ومرض الزهري، والحزام الناري.
علاج حرارة باطن القدمين
هناك عدة طرق ووسائل علاجية منزلية ودوائية قد تُساعد في تخفيف ألم حرارة القدمين، ومن أهمها:
- معالجة السبب: يعتبر الحل الأمثل لتخفيف حرارة القدمين هو تحديد سبب المشكلة ومعالجته. على سبيل المثال، إذا كان السبب هو القدم الرياضي، فإن استخدام أدوية مضادة للفطريات قد يكون فعالاً. وإذا كان السبب قصور الغدة الدرقية، فإن العلاج بالأدوية سيكون ضرورياً. كذلك، يجب مراقبة نسبة السكر في الدم وتحسين النظام الغذائي، بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية عند الحاجة.
- التحفيز العصبي: يمكن استخدام أساليب التحفيز العصبي في حالات الألم الشديد، مثل تحفيز العصب الكهربائي، العلاج المغناطيسي، العلاج بالليزر، والوخز بالإبر.
- العلاجات المنزلية: هناك العديد من العلاجات المنزلية التي قد تساعد في تخفيف حرارة القدمين، منها:
- نقع القدمين في ماء بارد أو حمامات ثلجية لبضع دقائق.
- تدليك القدمين لتعزيز تدفق الدم.
- تناول الكركم، حيث يمكن أن يساعد في تخفيف آلام الأعصاب ويعتبر مضاداً للالتهابات.
- استخدام الكريمات الموضعية التي لا تحتاج لوصفة طبية لتخفيف الألم.
- ارتداء جوارب نظيفة وجافة للوقاية من القدم الرياضي.
- الأدوية: هناك أدوية متنوعة تساعد في التخفيف من الإحساس بحرارة القدمين والألم المرتبط بها، مثل الكاربامازيبين، الدولوكستين، الجابابنتين، والبريجابالين.