تُعتبر أنواع نائب المفعول المطلق من الموضوعات المهمة في اللغة العربية، حيث يُعد المفعول المطلق واحداً من الأسماء المنصوبة الأكثر شيوعًا في هذه اللغة، إن لم يكن الأبرز بينها.
تعريف المفعول المطلق
المفعول المطلق، كما أشرنا، هو اسم منصوب في اللغة العربية، ويأتي كمصدر لفظي للفعل.
على الرغم من أنه ليس خبرًا أو حالًا، فإن تسميته بالمطلق تنبع من كونه غير مقيد بعوامل مختلفة، بعكس أنواع المفعولات الأخرى مثل المفعول به، والمفعول معه، والمفعول فيه، والمفعول له.
استخدامات المفعول المطلق
يمكن استخدام المفعول المطلق في الجمل لعدد من الأغراض، منها:
- أن يكون تأكيدًا للعمل: مثل قولنا: أبدعت في الأداء إبداعًا، أو: تناولت الشراب تناولًا، حيث تكون الكلمات إبداعًا وتناولًا تعملان على تأكيد الفعل.
- التعبير عن العدد: كما في: لمسته مرتين، أو: احتضنته ثلاث مرات.
- تحديد النوع: مثل: تسير سيرًا جيدًا، أو: ضربته ضربًا قاسيًا.
- ذكر علماء النحو أنه يُمكن استخدام المفعول المطلق لتوضيح المقدار، كما في قوله تعالى: “إن الله لا يظلم مثقال ذرة” [النساء -40]، حيث تبرز الآية معنى المقدار.
هل يمكن أن يأتي المصدر الصريح مفعولًا مطلقًا؟
من المعروف أن الأفعال تعبر عن الأزمنة، فعلى سبيل المثال: عندما نقول: ذهبتُ، فهذا يدل على الماضي، بينما كلمة “ذاهب” تشير إلى الحاضر.
لكن مصدر الفعل لا يدل على الأزمنة، فعندما نستشهد بالأمثلة السابقة، سيكون المصدر هو: الذهاب.
والمصدر لا يدل على الزمن بل يشير فقط إلى الحدث، ومنه تُشتق الأفعال.
يُعرب المصدر الصريح وفقًا لموقعه في الجملة، حيث يمكن أن يكون مبتدأً أو خبرًا، وأحيانًا يمكن أن يكون فاعلاً أو مفعولاً به، وعندما يأتي محل المفعول المطلق، يُعتبر مفعولاً مطلقًا.
يمكن استنتاج أن المصدر الصريح يُعد مفعولاً مطلقًا بناءً على عدة جوانب مثل:
- أن يكون مصدرًا ذاتيًا للفعل.
- أن يكون اسمًا منصوبًا.
- أن يأتي مطلقًا من القيود، ويُشار إليه كمفعول حقيقي بفضل وجود الفاعل له.
- أن يكون مؤكدًا لعامل، أو مُوضحًا لنوعه أو عدده.
أحكام المفعول المطلق
يتمتع المفعول المطلق بعدة أحكام رئيسية ترتبط بإعرابه، وموقعه في الجملة، وعامله، وغيرها.
تشمل هذه الأحكام ما يلي:
الحكم الأول
- يجب أن يكون المفعول المطلق اسمًا منصوبًا.
الحكم الثاني
- يجب أن يأتي المفعول المطلق بعد عامله مباشرةً، خاصة إذا كان مؤكدًا له:
- كما في المثال: الفعل “أبدعت”، والعامل “إبداعًا”.
- يمكن أيضًا أن يأتي المفعول المطلق قبل عامله في حال أنه يُوضح النوع أو العدد، مثل: “تفكير العقلاء فكر” أو “فكر تفكير العقلاء”.
الحكم الثالث
- يمكن جمع أو تثنية المفعول المطلق إذا كان يُوضح العدد، مثل: لمسته مرتين، وثلاث مرات.
- ويمكن أيضًا جمعه أو تثنيته عند توضيح النوع.
- لكن إذا جاء المفعول المطلق لتأكيد العامل، فيجب أن يكون بصيغة المفرد.
-
الحكم الرابع: إذا كان عامل المفعول المطلق يوضح النوع أو العدد، يمكن حذف العامل بشرط وجود قرينة تدل على المحذوف:
- مثل نطق الرد: “هل استمتعت؟” والجواب: “استمتاعًا شديدًا”، والأصل: “استمتعت استمتاعًا شديدًا”.
- بينما في حالة المفعول المطلق المؤكد، لا يمكن حذف عامله إلا في حالات محددة.
تابع أيضًا:
الصيغ المختلفة لعامل المفعول المطلق
يمكن أن يأتي عامل المفعول المطلق بعدة صيغ مختلفة، يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
- قد يُعتبر العامل مصدرًا كالمفعول المطلق، كما في: “الصبر على المحن صبرًا جميلاً.
- فالكلمة “صبر” هنا تُعتبر مصدرًا وتعمل كعامل للمفعول المطلق (صبرًا).
- يمكن أن يأتي العامل كفعل تام متصرف، مثل: “جلستُ جلوسًا.”
- كما يُمكن أن يأتي على شكل اسم فاعل، مثل: “المحب نحو الخير حبًا”، إذ يعمل المحب هنا كعامل المفعول المطلق (حبًا).
- كذلك، يمكن أن يظهر المفعول المطلق على هيئة اسم مفعول، كما في: “الإنسان المحفوظ حفظًا متينًا من الله -تعالى- لا يقوى أحد على إيذائه.”
- أيضًا، يمكن أن يظهر العامل كصفة مشبهة، كما في: “أخي كريمٌ كرمًا كبيرًا.”
- أحيانًا، يمكن أن يغيب الفعل والعامل بينما يبقى المصدر كما هو، مثل: “إتقانًا”، حيث يقصد الأمر.
تعريف نائب المفعول المطلق
يمكن أن ينوب عن المفعول المطلق عشرة من النواب، التي يتم إعرابها كنائب له.
أو تكون في محل نصب نائبًا له، ويمكن توضيح هؤلاء النواب من خلال النقاط التالية:
- اسم المصدر، الذي يدل على الحدث ولكن لا يرتبط بزمن.
- حيث يختلف في حروفه عن حروف فعل الفعل في اللفظ والتقدير، كما في: “سلَّمت على الحاضرين سلامًا”، والأصل: “تسليماً”.
- أيضًا مرادف المفعول المطلق، الذي قد يكون مصدرًا بمعناه ولكن ليس بلفظه، مثل: “وقفت قيامًا”، أو: “فرحت سرورًا”.
- يمكن أيضًا أن تُعتبر صفة عنه، كما في: “يزيد الزمن سرعة”، حيث الأصل: “تتطور الحياة بسرعة”، والأصل: “يزيد الوقت سيرًا سريعًا.”
- يمكن من أنواع المفعول المطلق أن ينوب عنه، كما في: “جلست القرفصاء.”
- كذلك، يمكن أن يُعتبر العدد الذي يُعبر عنه المفعول المطلق نائبًا، كما في: “لكمته سبع لكمات.”
- يمكن أن تكون أداة المفعول المطلق المعهودة لفعله أيضًا نائبًا عنه، مثل: “ضرب على النخلة فأسًا.”
- كما يمكن لاسم الإشارة أن ينوب عن المفعول المطلق، كما في: “حزنت هذا الحزن من قبل.”
- وقد يظهر أيضًا كجواب لسؤال مثل: “هل ابتسمت ابتسامةً من القلب؟ نعم ابتسمت ذلك.”
متابعة نائب المفعول المطلق
- يمكن أن يكون وقت المفعول المطلق نائبًا عنه، كما في قول الأعشى: “ألم تغتمض عيناك ليلةَ أرمدا”.
- فالأصل هنا هو: “ألم تغتمض عيناك اغتماضَ ليلة الأرمد.”
- كما أن الضمير العائد إلى المفعول المطلق يعمل أيضًا كنائب عنه، كما في قول الله تعالى: “فإنّي أعذّبه عذابًا لا أعذّبه أحدًا من العالمين” [المائدة -115].
- وأخيرًا، هناك بعض الأمور الأخرى التي يمكن أن تنوب عن المفعول المطلق، مثل الكلمات التي تفيد الاستفهام مثل (ما وأي)، وكذلك كل من: مهما، والشرطيات.