أشعار عن الحب من شعر أبو القاسم الشابي
أيها الحب، أنتَ سرّ معاناتي
وأحزاني، وفزعي، وكدري
وأنّي، ودموعي، وعذابي
وجراحي، ولهفتي، وشقائي
أيها الحب أنت سرّ وجودي
وحياتي، وكرامتي، واعتزازي
وشعاعي في ظلمات دهري
وأُلفتي، وراحة قلبي، ورجائي
يا سلاف الفؤاد، يا سامي نفسي
في حياتي، يا شدّتي، يا رخائي
ألهب يثور في روضة النفس
فيطغى، أم أنكَ نور السماء؟
أيّها الحب لقد جرعتني الأحزان
كؤوسًا، ولم أستطع تحقيق مرادي
فبحق الجمال، أيها الحب
رحمتك بي، وتحمل بلائي
ليت شعري، أيها الحب، قُل لي
هل جئت من ظلامٍ، أم من ضياء؟
أشعار عن الحب من شعر ابن الفارض
قلبي يحدثني بأنك مُتلفي
روحِي فداءك، عرفتَ أم لم تعرف
لم أُدِم حق حبك إن كنتَ من
لم أُخلف فيه ألمًا، ومثلي من يفي
ما لي سوى روحي، وباذل نفسه
في حب من يهواه، ليس بمُسرف
فلئن رضيتَ بها، فقد نلتني
يا خيبة المسعى إذا لم تُسعف
يا مانعي طيب المنام، ومنحي
ثوب السقام وما أبقيت لي
من جسمي المُضنى، وقلبِي المُدنف
فالوجد دائم، والوصال يتأجل
والصبر ينقضي، واللقاء مُؤجل
لم أخلو من حسدٍ عليك، فلا تضع
سهري بتشنيع الخيال المرجف
واسأل نجوم الليل: هل زار الكرى
جفني، وكيف يُزار من لم يُعرف؟
لا عجب إذا شحّت بغمض جفونها
عيني، وسحّت بالدموع الدفاقة
وبما جرى في موقف التوديع
من ألمي، شهدت هول الموقف
إن لم يكن وصلك لي، فعد به
أملي، وماطل إن وعدتَ ولا تفي
فالمطل منك لدي إن عزّ الوفا
يحلو كوصل من حبيبٍ مُسعف
أهفو لأنفاس النسيم تُعطلني
ولوجه من نقلت شذاه تشوقي
فلعل نار جوانحي بهبوبها
أن تنطفئ، وأودّ أن لا تنطفئ
يا أهل ودّي، أنتم أملي ومن
ناداكم يا أهل ودّي قد كفي
عودوا لما كنتم عليه من الوفا
كرمًا، فإنّي ذلك الخل الوفي
وحياتكم، وحياتكم قسمًا وفي
عمري، بغير حياتكم، لم أحلف
لو أن روحي في يدي وهبتها
لمبشّري بقدومكم، لم أنصف
لا تحسبوني في الهوى مُتكلّفًا
كلفي بكم خلق بلا تكلّف
أخفيت حبّكم فأخفاني أسى
حتى، لعمري، كدت عني أختفي
وكتمته عني، فلو أبديته
لوجدته أخفى من اللطف الخفي
ولقد أقول لمن تحرّش بالهوى
عرّضت نفسك للبلا فاستهدف
أنت القتيل بأيّ من أحببته
فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي
قل للعذول: أطلت لومي طامعًا
أن الملام عن الهوى مستوقفي
دع عنك تعنيفي، وذق طعم الهوى
فإذا عشقت، فبعد ذلك عَنّف
برح الخفاء بحب من لو، في الدجى
سفر اللثام لقلت يا بدر اختفَ
وإن اكتفى غيري بطيف خياله
فأنا الذي بوصاله لا أكتفي
وقفًا عليه محبتي، ولمحنتي
أقل من تلفي به، لا أشتفي
وهواه، وهو أليّتي، وكفى به
قسمًا، أكاد أجلّه كالمصحف
لو قال تيهًا: قف على جمر الغضا
لوقفت ممتثلًا ولم أتوقف
أو كان من يرضى، بخدي، موطئًا
لوضعته أرضًا ولم أستنكف
لا تنكروا شغفي بما يرضى وإن
هو بالوصال عليّ لم يتعطف
غلب الهوى، فأطعت أمر صبابتي
من حيث فيه عصيت نهي معنفي
مني له ذل الخضوع، ومنه لي
عز المنوع وقوة المستضعف
ألف الصدود، ولي فؤاد لم يزل
مذ كنت، غير وداده لم يألف
ياما أميلح كل ما يرضى به
ورضابه ياما أحيلاه بفي
لو أسمعوا يعقوب ذكر ملاحة
في وجهه نسي الجمال اليوسفي
أو لو رآه عائدًا أيوب في سنة
الكرى، قدمًا، من البلوى شفي
كل البدور إذا تجلّى مقبلًا
تصبو إليه، وكل قد أهيف
إن قلت: عندي فيك كل صبابة
قال: الملاحة لي، وكل الحسن في
كملت محاسنه، فلو أهدى السنا
للبدر عند تمامه لم يخسف
وعلى تفنّن واصفيه بحسنه
يفنى الزمان، وفيه ما لم يوصف
ولقد صرفت لحبه كلّي على
يد حسنه، فحمدت حسن تصرّفي
فالعين تهوى صورة الحسن التي
روحي بها تصبو إلى معنى خفي
أسعد أخيّ، وغنّ لي بحديثه
وانثر على سمعي حلاوه، وشنّف
لأرى بعين السمع شاهد حسنه
معنى فأتحفني بذاك وشرّف
يا أخت سعد، من حبيبي جئتني
برسالة أدّيتها بتلطّف
فسمعت ما لم تسمعي، ونظرت ما
لم تنظري، وعرفت ما لم تعرفي
إن زار، يومًا يا حشاي تقطّعي
كلفًا به، أو سار، يا عين اذرفي
ما للنوى ذنب، ومن أهوى معي
إن غاب عن إنسان عيني، فهو في
أشعار عن الحب من شعر نزار قباني
حبيبتي، إن سألوك عني
يوماً، فلا تفكّري كثيراً
قولي لهم بكل كبرياء
يحبني.. يحبني كثيراً
صغيرتي: إن عاتبوك يوماً
كيف قصصت شعركِ الحريرا
وكيف حطمت إناءً طيبًا
من بعدما ربيته شهوراً
وكان مثل الصيف في بلادي
يوزع الظلال والعطرا
قولي لهم: أنا قصصت شعري
إن من أحبه يحبه قصيرًا
أميرتي: إذا معًا رقصنا
على الشموع، لحنّا الأثيرا
وحول البيان في ثوانٍ
وجودنا أشعةً ونورًا
وظنك الجميع في ذراعي
فراشةً تهم أن تطيرا
فواصلي رقصك في هدوء
واتخذي من أضلعي سريرًا
وتمتمي بكل كبرياء
يحبني.. يحبني كثيراً
حبيبتي: إن أخبروك أني
لا أملك العبيد والقصورا
وليس في يدي عقد ماس
به أحيط جيدكِ الصغيرا
قولي لهم بكل عنفوان
يا حبي الأسبق والأخير
قولي لهم.. كفاني
بأنه يحبني كثيراً
حبيبتي، يا ألف، يا حبيبتي
حبي لعينيكِ أنا كبير
أشعار عن الحب من شعر عبد العزيز جويدة
أحن إليكِ
فأنتِ الحنان
وأنتِ الأمان
ووَاحة قلبي إذا ما تعبتِ
أحن إليكِ، حنين الصحاري
لوجه الشتاء
وفيض السحب
أحن إليكِ، حنين الليالي
لضوء الشموس
لضوء الشهب
قرأنا عن العشق كتبًا وكتبًا
وعشقكِ غيرُ الذي في الكتب
لأنكِ أجمل عشقٍ في عمري
إذا ما ابتعدنا
أذا اقتربنا
وعيناكِ
إنّي أخاف العيون
شِباكٌ لقلبّي بها تُنتصَب
سهامٌ تُطيح بقلبّي وعقلي
إذا ما أصابت
إذا لم تُصِب
فإن مت شوقًا، أموت شهيدًا
وإن مت عشقًا
فأنتِ السبب
أشعار عن الحب من شعر أحمد الصالح
إليكِ ترسل هذا الحب أفئدة
تهوي إليكِ.. وفيها للقاء ظمأ
مشت إليكِ بأشواق تسيرها
قلوب أنهلها حب بها احتدم
مليحة.. ومعين الغيم أرضعها
هذا الجمال.. فما ملت وما فطمت
تفتقت أرضها عن سر فتنتها
مرابعًا أتعبت في عشقها أمما
ألقى لها المزن هتان الهوى غدقًا
فكل وادٍ يباهي حسنه القمما
قد تيمته وكانت في دفاتره
قصيدةً تُسكر الأوراق والقلما
أبياتها لغة ما افتضّ أحرفها
إلا ليكتب عنه العشق ما نظما
ذكرى تلامس طيبًا في خمائلها
فاهتز يسأل عنها قلبه الشغفا
كانت هنا يا أبا “غسان” مشرقة
عرفت أهلًا بها قد عانقوا الشمما
عرفت أعذب أيام بكم عذبت
“أبو محمد” في أيامها العلما
مجالس عبق الذكرى تُخلّدها
عبر الزمان ومهما عهدها قدما
أبها، لها القلب، والذكرى تعلّله
والقلب يستعجل الأيام ما كتما
مشى إليها الهوى يُلْقى طواعية
مفاتنًا ومغانٍ عانقت عشما
أبها، لها في مدار السحب منزلةٌ
سرير وهدهده نفح الصبا فهماً
أبها، وهذا ثراء الحسن أبدعه
من أبدع الكون، أرضًا أخصبت وسما
تلفتت أعين العشاق مبصرة
ما أبهج العين أو أغرى بها قدما
شدوا إليها السُرى والشوق يحملهم
على ثرى الحسن يلقى الناس مبتسمًا
أحبابنا الصيف فيها بعض فتنتها
فجئت أعشق فيها الصحو والديما
وأعشق الأرض، ناسًا طاب معدنهم
فاستنبتوا الأرض هذا العشق والكرما
في كل شبر تقول الأرض: أنت هنا
حبيبها، فلتكن في سمعها النغما
تشدوا بها ملء سمع الأرض قافية
تنثال طيب شذا تفترّ بوح لما
أبها، هي الشعر، لا معنى ولا لغة
تُطاول الحُسنَ ريّانًا ومُحتشما
إذا تفيأ منها المرء مورقة
حنت عليه غصون كلما سئما
الصيف بين يديها رجع أغنية
وعاشقٌ منذ فجر الدهر ما اغتلما
أحبابنا ومساء الشعر يسألني
ألم تكن بجنون العشق متهما
يا شعر، إن كان عشق الأرض تيمني
فإن لي وطنًا بالعشق قد خُتِما
إليه كل جنون العشق يسكنني
وما اقترفت به هجراً ولا ندماً
أشعار عن الحب من شعر محمود بن سعود الحليبي
سأسكب قلبي فنجان عشقٍ
لتلك التي تستسيغ صُبابة روحي
بالشعر والهيل والزعفران!
سأسكبه للتي يرتمي على شاطئَيْ مقلتيها جنوني
فيجذبني رمشها في حنينٍ
ويحضنني جفنها في حنان!
سأسكبه للتي تحتويني
حلمًا شفيفًا يراود عيني غُلامٍ ذكيٍّ
تعوّد منذ الطفولة لثْمَ المداد الدافئ
على ورقٍ
من بياض الفؤاد
تؤججه جمرة في الجنّان!
سأسكبه للتي تستسيغ دموعي مِلْحًا أُجاجًا
إذا ما بِحاري هاجت وماجت
وفاضت سفينة صدري حزنًا
وضاق الزمان
وضج المكان!
لتلك التي حين يصرخ جُرحي
ويختطُّ نزفي معابرَ للشجوى
في داخلي
فتركض نحوي تعانق شجوي، تهدهد راحتها خاطري