تتكون ألوان الطيف من سبع ألوان، وعند مزجها معاً، ما هو اللون الناتج؟ يمكن دمج بعض الألوان لإنتاج ألوان جديدة، لكن ما سيحدث عند خلط ألوان الطيف السبعة هو موضوع حديثنا اليوم. سنستعرض أيضاً معلومات حول الطيف وألوانه وتأثيرها على الإنسان.
ألوان الطيف السبعة وما يمكن أن تسفر عنه عند المزج
قبل أن نتمكن من تحديد اللون الناتج عن دمج ألوان الطيف السبعة، يجب أولاً فهم بعض المعلومات الأساسية عن الألوان، بالإضافة إلى التعرف على ألوان الطيف السبعة.
ما هي الألوان الأساسية؟
وضع العالم إسحاق نيوتن أول المخططات الدائرية للألوان في عام 1666 ميلادي. ومن ثم شرع في خلط الألوان الأساسية (الأحمر، الأزرق، الأصفر) لابتكار ألوان ثانوية مختلفة.
تستخدم الألوان الأساسية بشكل واسع في طلاء المنازل وصبغ الشعر، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الألوان الأساسية لا يتم تكوينها من خلط ألوان أخرى. الألوان الأخرى مثل (الأخضر، البرتقالي، البنفسجي) تستمد من الألوان الأساسية.
نحصل على الألوان الثانوية من مزج لونين أساسيين. على سبيل المثال، عند خلط اللونين الأحمر والأزرق ننتج اللون البنفسجي، وعند دمج الأزرق مع الأصفر نحصل على الأخضر، بينما خلط الأحمر مع الأصفر ينتج عنه اللون البرتقالي.
تعريف الطيف
الطيف هو مصطلح عام يشير إلى عدة تعريفات تتعلق بكثافة الإشعاع الناتجة عن الجسيمات أو الموجات الصوتية أو الفوتونات، حيث يعتبر بمثابة المخطط الخاص بها.
الطيف الكهرومغناطيسي هو مصطلح شامل يتعلق بأنواع مختلفة من أمواج الكهرومغناطيسية التي تتشارك في الخصائص الأساسية، ولكنها تختلف في الطول الموجي والتردد.
يتضمن الطيف الأشعة تحت الحمراء، الأضواء المرئية، والموجات فوق البنفسجية، وتتمتع جميعها بالطاقة العالية، كما تضم أشعة جاما ذات الطاقة المنخفضة، وأشعة الراديو الأقل طاقة.
من الجدير بالذكر أن الطيف المرئي يمثل جزءاً صغيراً من الطيف الكهرومغناطيسي، كما أن الأضواء المرئية تُعتبر أساساً مكونة من موجات كهرومغناطيسية.
سُمي الطيف المرئي بهذا الاسم لأن الألوان فيه يمكن تمييزها بواسطة العين البشرية. يُعرف أيضاً باسم الضوء، وهو يشير إلى مجموعة من الألوان المستقلة التي تم ترتيبها بحسب الخصائص المشتركة.
يتدرج الطيف المرئي من الأشعة تحت الحمراء إلى فوق البنفسجية، حيث يتراوح طول الموجات المرئية بين 380 نانومتر و740 نانومتر. وتجسد الأطوال الموجية المسافة بين قمم موجتين متتاليتين.
ألوان الطيف السبعة
تتعدد الأسماء لألوان الطيف السبعة، منها الطيف وقوس قزح أو قوس المطر، وهي ظاهرة معروفة تحدث نتيجة انكسار الضوء من الأشعة الشمسية وتحللها بواسطة قطرات المطر في الهواء.
ينتج عن ذلك ظهور قوس قزح بألوانه السبعة المعروفة خلال أو بعد تساقط الأمطار، بشرط وجود الشمس.
تتدرج هذه الألوان من الأطوال الموجية الطويلة إلى الأقصر، بدءاً من الأحمر، ثم البرتقالي، فالأصفر، فالأخضر، ثم الأزرق، فالأزرق النيلي، ثم البنفسجي.
الألوان الحمراء تتواجد في الجزء الخارجي من القوس، بينما البنفسجية في داخله. كما هو معلوم، يظهر الطيف غالباً على شكل نصف دائرة، وفي بعض الأحيان النادرة يمكن رؤية ما يُعرف بـ “الطيف القمري”.
يمكن رؤية هذه الظاهرة (الطيف القمري) خلال الليل، حيث تظهر بألوان بيضاء ناعمة، نتيجة عدم استجابة العين بشكل جيد في العتمة، مما يؤدي لرؤيتها كمجموعة واحدة.
تحدث ظاهرة الطيف القمري عندما يتعرض ضوء القمر للانكسار عبر قطرات الماء في وقت يتزامن فيه تساقط الأمطار مع وجود القمر في السماء.
ألوان الطيف تسير بنفس السرعة، حيث تبلغ سرعتها 300,000 كم في الثانية، وتتجه في خطوط مستقيمة سواء في الفراغ أو عبر الوسائط الشفافة وغير الشفافة.
رغم أن سرعة الطيف تعتبر من الثوابت في الطبيعة، إلا أن الاختلاف في الطيف يتمثل في الطول الموجي له وتردد ألوانه، والذي يُحسب بقسمة السرعة الموجية على الطول الموجي. ولأن السرعة ثابتة، فإن الاختلاف في التردد يعتمد على الطول الموجي.
العلاقة بين الأطوال الموجية
العلاقة بين الأطوال الموجية وترددها عكسية، خاصةً بالنسبة للألوان البنفسجية والحمراء. فعندما تزداد الأطوال الموجية، يكون التردد أقل، والعكس صحيح. وفيما يلي توضيح ألوان قوس قزح مع الأطوال الموجية والتردد لكل لون:
- اللون الأحمر: الطول الموجي بين 635 إلى 700 نانومتر، التردد بين 430 إلى 480 تيراهرتز.
- اللون البرتقالي: الطول الموجي بين 590 إلى 635 نانومتر، التردد بين 480 إلى 510 تيراهرتز.
- اللون الأصفر: الطول الموجي بين 650 إلى 590 نانومتر، التردد بين 510 إلى 540 تيراهرتز.
- اللون الأخضر: الطول الموجي بين 520 إلى 560 نانومتر، التردد بين 540 إلى 580 تيراهرتز.
- اللون الأزرق: الطول الموجي بين 490 إلى 520 نانومتر، التردد بين 580 إلى 610 تيراهرتز.
- اللون الأزرق النيلي: الطول الموجي بين 450 إلى 490 نانومتر، التردد بين 610 إلى 670 تيراهرتز.
- اللون البنفسجي: الطول الموجي بين 400 إلى 450 نانومتر، التردد بين 650 إلى 670 تيراهرتز.
معلومات حول الطيف وألوانه
يمكن رؤية ألوان الطيف من خلال تمرير الضوء الملون عبر منشور زجاجي. وقد اكتشف عالم الفيزياء إسحاق نيوتن قوس قزح ذا الألوان السبعة، حيث اكتشف في البداية ستة ألوان، ثم تمكن من إضافة اللون السابع، والذي يعرف باللون النيلي.
عند رؤية ألوان قوس قزح، تكون العينان في الاتجاه المعاكس لأشعة الشمس، مما يعني وجود زاوية مخروطية بين الخطوط الأفقية وأي نقطة تقع على قوس قزح، والتي تكون بزاوية تقارب 42 درجة، بينما زاوية الرؤية تساوي 84 درجة.
تأثير الألوان على الإنسان
تؤثر الألوان المختلفة في قوس قزح على النفس البشرية، بالإضافة إلى تأثيرها الجسدي، يختلف التأثير حسب الشخص، لكن بوجه عام، الألوان الحمراء تزيد من ضغط الدم وتؤثر على الغدد. كما تعزز هذه الألوان الطاقة النفسية والجسدية وتنشط خلايا الجسم.
أما الألوان البرتقالية، فهي تعزز الصحة العامة للجهاز المناعي، بفضل توافق ترددها مع تردد الخلايا المناعية. بينما تنشط الألوان الصفراء خلايا الدماغ، وتحث على الإيجابية والسعادة. في حين تساهم الألوان الخضراء في تحسين صحة القلب وتساعد على التنفس العميق. أما الألوان الزرقاء، فهي تخفض ضغط الدم وتساعد في تقليل التوتر والشعور بالاسترخاء.
ألوان الطيف السبعة وما الناتج عند مزجها
بعد التعرف على الألوان الأساسية، وفهم تعريف الطيف، والسلسلة اللونية للطيف، يمكننا الآن الإجابة عن سؤال المقال: عند اجتماع ألوان الطيف السبعة، نحصل على اللون الأبيض.