تترك أقوال جلال الدين الرومي عن الحب أثرًا عميقًا في قلوب من يقرأها، ويعود ذلك إلى كونه شاعرًا بارعًا يمتلك معرفة واسعة وقدرة على اختيار الكلمات بعناية فائقة.
يمتاز الرومي بقدرته الفائقة على وصف المشاعر والعواطف بأسلوب سردي خيالي، مما يجعل كل من يقرأ أعماله يعيش تجربة تلك المشاعر بشكل عميق.
سنستعرض في هذا المقال أبرز أقواله عن الحب، بالإضافة إلى نظرة عامة على نشأته التي أسهمت في تشكيل مسيرته الشعرية الواسعة.
جلال الدين الرومي
حققت أقوال جلال الدين الرومي عن الحب شعبية كبيرة، خصوصًا بين الشباب المهتمين بالدراسات الأدبية. لذا، دعونا نتعرف على تفاصيل شخصية ومراحل نشأته:
- الاسم الكامل للشاعر هو محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري.
- ولد في أفغانستان، تحديدًا في مدينة بلخ التي تقع في خراسان.
- تاريخ ميلاده هو 30 سبتمبر من عام 1207 ميلادي.
- هاجر وهو في الرابعة من عمره مع والده إلى بغداد، بسبب الهجمات المغولية على بلاده.
- سافروا إلى بغداد حيث التقيا بالشاعر فريد الدين العطار، والذي كان له تأثير كبير عليه.
- في بغداد، أهدى العطار للرومي ديوان “أسرار نامه”، الذي كان نقطة انطلاقه لتطوير مهاراته الشعرية.
- أمضى فترة في بغداد حيث درس في المدرسة المستنصرية، ثم انتقل برفقة والده إلى بلاد الشام، ثم مكة لأداء فريضة الحج، ثم إلى الأناضول حيث قضى هناك سبع سنوات قبل الوصول إلى قونية.
- شغل عدة مناصب، منها مستشار قانوني، متصوف، عالم عقيدة، فيلسوف، وشاعر، وهو ما اشتهر به بشكل خاص.
- قضى فترة طويلة في قونية حيث عمل كمدرس في الفقه والعلوم الإسلامية، وأصبح متصوفًا في العام 642 هجريًا، ليكتب بعدها كتاب “العددي” كتعبير عن تجربته الصوفية.
- ترجمت أعمال الرومي المتنوعة من أشعار وأقوال ومؤلفات إلى العديد من اللغات، بما في ذلك العربية والتركية والفارسية والبنغالية.
- يعود الفضل في براعته إلى التعليم الذي تلقاه منذ صغره على يد والده والشيخ سيد برهان، الذي واصل تعليمه لمدة تسع سنوات بعد وفاة والده.
فلسفة الحب عند جلال الدين الرومي
يعتبر بعض الشباب أن الحب هو محور الحياة، وتجد كتب وأقوال جلال الدين الرومي عن الحب استحسانًا واسعًا. إليكم تصور الرومي عن الحب بالتفصيل:
- يحتل الحب مكانة بارزة في فلسفة الرومي، وقد ألّف العديد من الأشعار والأقوال التي تغنى فيها بالحب.
- وصف الرومي الحب باستخدام تشبيهات وعبارات تثير المشاعر وتدعو القلوب للاهتزاز.
- يعتقد الرومي أن الحب هو المصدر الأساسي للسعادة والفرح الذي يسعى الإنسان للحصول عليه في حياته.
- يرى أن الحب هو رغبة قوية داخل الروح، تأخذ طابعًا لاشعوري.
- قام بوصف الحب بعدد من الصفات، منها النار المشتعلة، والغصن، واللهاب.
- يتميز شعره حول الحب بالطابع الصوفي، إذ أنه شاعر صوفي بطبعه.
- تجدر الإشارة إلى أن أشعار الرومي تُعتبر أدبًا متكاملًا يشمل معظم العناصر الأدبية الأساسية.
- فهو يمتلك من العلم والمعرفة ما يؤهله ليكون شاعراً في طبقة متميزة.
- يمتاز عن غيره من الشعراء بذكائه في انتقاء الكلمات والتعبير عن الأفكار.
- لقد ساهمت براعته في التعبير في وصول شعوره إلى قلوب القراء وكأنهم يعيشون تجارب أشعاره.
- حقق نجاح أشعاره شهرة واسعة جعلته واحدًا من أبرز الشعراء في الشرق والغرب.
- وقد أدى ذلك إلى تنظيم منظمة اليونسكو احتفالا لإحياء ذكرى الرومي في عام 2007 تقديرًا لمكانته.
أعمال جلال الدين الرومي
تتميز مسيرة جلال الدين الأدبية بتراث غني من الأعمال المتنوعة، لذا دعونا نلقي نظرة على هذه الأعمال ثم نستعرض أبرز أقواله في الحب:
- تم تقسيم أعمال الرومي إلى مجموعتين: مجموعة شعرية، ومجموعة نثرية.
- من أبرز أعماله “الديوان الكبير” المعروف أيضًا بـ “ديوان شمس التبريزي”، الذي كتبه في ذكرى صديقه العزيز، ويحتوي على 50 قصيدة نثرية و40 بيت شعر.
- تلعب “مثنوية المعاني” دورًا بارزًا أيضًا، وهي مجموعة من القصائد المكتوبة باللغة الفارسية، ويعرفها البعض بـ “الكتاب المقدس الفارسي”.
- كذلك قصيدة “أنين الناي” التي تتناول بعض ملامح حياته الشخصية وتتحدث عن ألم الفراق.
- بالإضافة إلى كتاب يتضمن 70 مقالًا نثريًا يعرف باسم “كتاب فيه ما فيه”، حيث ألقيت هذه القصائد في المناسبات من قبل الرومي وتم تجميعها من قبل مريديه.
- وأخيرًا كتاب “المجالس السبعة” الذي جمع فيه مواعظ ومحاضرات الرومي التي ألقاها في مناسبات مختلفة.
أقوال جلال الدين الرومي في الحب
دوّن جلال الدين العديد من أشعار الحب الجميلة التي يستخدمها العشاق للتعبير عن عواطفهم. إليكم بعضًا من أبرز أقواله في الحب:
- عندما ترى العشاق لا تمرّ بهم مرور الكرام، اجلس بين ظهرانيهم، فإن نار الحب تُدفئ العالم.
- لكن حتى النار تخمد برفقة الرماد.
- أنا الليلة سعيد متَّحدٌ مع الرفيق، أدور وأرقص مع المحبوب، خاليًا من ألم الفراق.
- أقول لقلبي: لا تقلق، فقد ضيَّعت مفتاح الصباح.
- في اللحظة التي سمعت فيها قصة حبي الأول، بدأت أبحث عنك، لم أدر أن ذلك كان عماءً.
- لا يلتقي العشاق في مكان، بل هم في أحضان بعضهم طوال الوقت.
- هيجان غريب في رأسي لطيور محلّقة، كل جزء يدور على حاله، هل من أحب في كل مكان؟.
- من يريد القمر لا يتجنَّب اللّيل، ومن يرغب في الورد لا يخشى أشواكه.
- ومن يسعى إلى الحب لا يهرب من ذاته.
- لقد فتحتَ باب قلبي وملأته بألم الحب، ركضتُ مرتعدًا أبحث عن العزاء عند الآخرين، لكنهم لم يستجيبوا لندائي، وحيدًا يائسًا أتضرع إليك، لا تهملني الآن.
- الحب لا يكتب على الورق، لأنه قد يمحوه الزمن، ولا يحفر على الحجر، لأن الحجر قد ينكسر، فالحب يوصم في القلب ويبقى إلى الأبد.
- قلتُ: أشتهي وصلك، قال: ثمن الوصال لا يساوي سوى روحك، فهتف قلبي: ربح البيع إذن.
- إن هذا العالم أقصر من شهقة وزفيرها، فلا تغرس فيه إلا بذور الحب.
- العشق هو تلك الشعلة التي عندما اشتعلت، أحرقت كل شيء عدا المعشوق، وأنت بسبب شوكة واحدة تفر من العشق، فماذا تعرف أنت عن العشق ما خلا الاسم؟.
لا تفوتوا قراءة:
وفاة جلال الدين الرومي
أسعد جلال الدين قلوب المحبين والعشاق بمجموعة من الأشعار والأقوال الجميلة عن الحب، وقد ترك أثرًا طيبًا في الحياة قبل وفاته:
- توفي الشاعر الصوفي عن عمر يناهز 66 عامًا في عام 1273 ميلادي.
- تم دفن جثته في متحف مولانا، حيث يُحتفى بذكراه.
- ومن المثير للاهتمام، أن القط الذي كان ملازمًا له وحافظ عليه، امتنع عن الطعام والشراب لمدة 7 أيام حزنًا على وفاته، ثم توفي أيضاً كأنه لم يتحمل الفراق.