تتعدد أنواع حقوق الإنسان وواجباته، حيث يتعين على جميع الدول ضمان توفير هذه الحقوق لكل فرد بغض النظر عن عمره، جيله، جنسه، لونه أو لغته. في هذا المقال، سنستعرض مفهوم حقوق الإنسان، أنواعها، وخصائصها الجوهرية.
أنواع وواجبات حقوق الإنسان
قبل استعراض الأنواع المختلفة لحقوق الإنسان وواجباتها، من الضروري أولاً فهم مفهوم الحق وتعريف حقوق الإنسان.
ما هو الحق؟
تتنوع المفاهيم المتعلقة بحقوق الإنسان ودلالاتها، ويمكن العثور على تعريفاتها في المعجم العربي.
الحق يُعرف بأنه العدالة المطلقة، وهو ما يتناقض مع الظلم.
يُعرّف البعض الحق على أنه المصالح التي تُعطى لكل فرد. ويتكون الحق من ثلاثة عناصر رئيسية:
- أصحاب الحق
- الحق ذاته وطبيعته
- الشخص الذي يمنح الحق للمستفيد
لأن الحقوق تعتبر أموراً حيوية وأساسية، فقد تم الإقرار بها في كافة الدساتير العالمية، حيث يُعد الدستور بمثابة القوانين العليا لكل دولة.
مفهوم حقوق الإنسان
حقوق الإنسان هي الحقوق الأساسية لكل فرد على سطح الأرض.
يتعين على الدول توفير هذه الحقوق لمواطنيها دون النظر إلى الجنسية، موقع الإقامة، الجنس، الدين، أو غيرها من الاعتبارات.
إن حقوق الإنسان تشمل جميع الأفراد بدون تمييز، مما يعني أنها تمنح لجميع البشر بالتساوي.
تتميز حقوق الإنسان بشموليتها، فهي لا يمكن تجزئتها، ولا يمكن للإنسان التنازل عنها لأي سبب كان.
باعتبارها من الأمور اللازمة، تم إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
يعتبر هذا الإعلان بمثابة معاهدة تاريخية ودولية بين جميع بلاد العالم لدعم وتعزيز حقوق الإنسان في كل مكان.
تم إعداد هذا الإعلان بواسطة مجموعة من أبرز المحامين والمثقفين حول العالم.
تحدد الوثيقة العالمية كافة الحقوق الأساسية التي يتوجب على الدول منحها لمواطنيها بشكل عادل ومتوازن.
تمت ترجمة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى ما يزيد عن خمسمائة لغة لتمكين الجميع من فهم حقوقهم والتمتع بها.
أنواع حقوق الإنسان
تتعدد أنواع الحقوق التي يُحق للإنسان الحصول عليها، والتي تتطور باستمرار لتواكب التغيرات العالمية. وفي ما يلي توضيح لأبرز أنواع حقوق الإنسان:
أنواع حقوق الإنسان بناءً على الأهمية
تقسم حقوق الإنسان حسب الأهمية إلى حقوق أساسية وحقوق ثانوية.
الحق الأساسي يُعتبر الحق الضروري لبقاء الفرد على قيد الحياة، والذي يجب على الشخص ممارسته بمجرد ولادته لأنه “إنسان”.
هذا الحق يتسم بقوة ملزمة لا يمكن التنازل عنها أو تجاهلها.
من المهم أن يحصل الفرد على هذه الحقوق الثابتة ليتمتع بالحقوق الأخرى مثل حق الحياة، حق العيش بحرية، وحق الأمان الشخصي.
أما الحقوق الثانوية، فهي تتعلق برفاهية وسعادة الفرد، مما يمنحهم القدرة على العيش بكرامة. تشمل هذه الحقوق الحرية في التفكير، حرية التعبير، وحرية التجمع وتأسيس الأحزاب السياسية.
أنواع حقوق الإنسان بناءً على الأفراد المستفيدين
تنقسم الحقوق بحسب الأفراد المستفيدين إلى حقوق فردية وجماعية.
الحقوق الفردية تعود للفرد نفسه، مثل حقه في الحياة، حقه في المعاملة بلطف بدلاً من العنف سواء كان جسديًا أو لفظيًا.
تشمل أيضًا حق الفرد في العمل والحصول على فرصة تعليمية جيدة، وكذلك حق الوصول إلى العدالة.
بينما الحقوق الجماعية تُمنح لمجموعة من الأفراد، مثل الحقوق المدنية والسياسية.
أنواع الحقوق بناءً على الموضوع
تقسم الحقوق أيضًا بحسب الموضوعات إلى حقوق سياسية ومدنية.
تشمل هذه الحقوق حق الإنسان في الحياة، حق المعاملة الكريمة، حق الحرية، والتحرر من العبودية.
كما تشمل حق المشاركة السياسية، حق اختيار الديانات، وحق التعبير عن الرأي.
وكذلك توجد حقوق تتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية، مثل الحق في التعليم المناسب، الحق في العمل، الحق في الطعام والشراب، وحق العيش بكرامة.
تتضمن الأخيرة أيضًا حقوق العلاقة بالبيئة والثقافة والتنمية، التي تشمل حرية العبادة والعقيدة، حرية الرأي والتعبير، وكذلك الحق في التعليم.
خصائص حقوق الإنسان
تتعدد خصائص حقوق الإنسان، والتي تُعبر عن النقاط التالية:
العالمية
تعتبر خاصية العالمية من أبرز مميزات حقوق الإنسان، حيث تشمل جميع البشرية التي تعيش على كوكب الأرض.
يتوجب على الأفراد التمتع بحقوقهم كاملة دون النظر إلى المعتقدات أو الأديان، الجنسيات، الألوان، الأعراق، أو حتى الآراء والأيديولوجيات.
تنص المادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن لكل شخص الحق في التمتع بالحقوق والحريات المذكورة فيه دون أي تمييز.
وفي بداية انتشار مفهوم حقوق الإنسان، لم تتقبله الكثير من الدول، لكن بعد الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية، بدأت العديد من الدول في التوقيع على الميثاق.
اليوم، تعتبر حقوق الإنسان مفاهيم عالمية تُعرف بها جميع الدول. ومع ذلك، تواجه هذه المفاهيم تحديات بسبب الاختلافات الثقافية والدينية بين الدول.
تسعى الدول الراعية لحقوق الإنسان لتجاوز هذه التحديات وعدم استخدامها كذريعة للتقاعس عن تنفيذ بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
الوحدة والتكامل وعدم قابليتها للاجتزاء
يلزم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان جميع الدول الموقعة بتقديم كافة حقوق الإنسان لكل فرد يتمتع بحمايتها، وبشكل متساوي ودون تمييز.
تشمل هذه الحقوق كل ما يتعلق بالجوانب السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي حقوق متكاملة لا يمكن تقطيعها.
لا يمكن لأي حق من حقوق الإنسان أن يحل محل آخر، مما يعني أنه لا يمكن للدولة تقليص حقوق الفرد.
في مؤتمر فيينا لحقوق الإنسان عام 1993، تم التأكيد على أن مفهوم حقوق الإنسان هو مفهوم عالمي ولا يمكن تجزئته.
تلتزم جميع الدول بمنح حقوق الإنسان بشكل عادل ومتساوي.
المساواة وعدم التمييز
في المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تم التأكيد على أهمية تكافؤ الفرص في الوصول إلى الحقوق.
تنص المادة على حرية جميع البشر وتساويهم في العيش بكرامة والتمتع بحقوقهم.
كما أكدت المادة الثانية من نفس الإعلان على حق الإنسان في الاستمتاع بالحقوق والحريات المذكورة دون تمييز بسبب الدين، اللون، الجنس، العنصر، اللغة، أو الآراء السياسية.