أسباب محبة الله للعبد
تعتبر محبة الله -تعالى- الهدف الأسمى الذي يسعى المسلم لتحقيقه، إذ إنها تُعد غذاءً للروح، ومصدرًا للسعادة، وسبيلًا لطمأنينة النفس، كما أنها تُساهم بشكل كبير في الابتعاد عن المعاصي. وقد أوضح الله -تعالى- أن محبته هي أحد شروط الإيمان، وأن حب العبد لربه يتفوق على كل شيء آخر.
في هذا المقال، سنستعرض الأسباب التي تؤدي إلى محبة الله -تعالى- لعباده، ومن بين هذه الأسباب ما يلي:
الإخلاص في الأقوال والأفعال
يُعتبر الإخلاص في القول والفعل من الأعمال القلبية التي تُعد شرطًا لقبول الأعمال عند الله -تعالى-. يتحقق الإخلاص من خلال تجريد النية لله -تعالى- وحده، بعيدًا عن الشرك والرياء وأيضًا عن مطامع الدنيا وأهواء النفس.
إن الله -تعالى- يبغض الأعمال التي يُشرك بها العبد معه أحدًا. وعلى العكس من ذلك، فإن الإخلاص يُعد سببًا لمحبة الله -تعالى- للعبد، حيث ينظر الله -تعالى- إلى قلوب العباد ولا يهتم بأشكالهم أو مظهرهم.
التقرب إلى الله بالنوافل
يُعتبر التقرّب إلى الله -تعالى- بالنوافل من أبرز العوامل التي تجلب محبته للعبد. كما جاء في الحديث القدسي: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ).
بعد قيام المسلم بأداء الفرائض التي أوجبها الله -تعالى- عليه، يتوجب عليه ترقيته لنفسه من خلال النوافل بأنواعها، فقد أصبحت النافلة جسرًا لمحبة الله -تعالى-؛ لأن المسلم يقوم بها حبًا لربه، ومن أمثلة النوافل: الصلاة، الصوم، الذكر، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
كثرة الذكر والدعاء
تُعتبر كثرة ذكر الله -تعالى- ودعائه من الأسباب المُوقِفة لمحبة الله -تعالى-، فضلاً عن الإكثار من الصلاة على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، فقد قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (سبقَ المُفرّدونَ قالوا: يا رسولَ اللهِ! ومن المُفرّدونَ؟ قال: الذين يهترونَ في ذكرِ اللهِ -عز وجلَ-).
الزهد في الدنيا
يرتبط الزهد في الدنيا ارتباطًا وثيقًا بجلب محبة الله -تعالى-، إذ جاء رجل يسأل النبيّ الكريم عن العمل الذي إذا قام به أحبه الله -تعالى-، وعن العمل الذي يحبه الناس.
وكانت إجابته: (أما العملُ الذي يحبُّك اللهُ عليه فالزُّهدُ في الدنيا، وأما العملُ الذي يحبُّك الناسُ عليه فانبِذْ إليهم ما في يدَيك من الحُطامِ). وبالتالي، يُعبر الزهد في الدنيا عن تركها من أجل الله -تعالى-.
علامات حب الله للعبد
هناك العديد من العلامات التي تشير إلى محبة الله -تعالى- لعبده، منها ما يلي:
- توفيقه للإيمان والدين وللتقوى
كما قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ اللَّهَ قسَّمَ بينَكم أخلاقَكم كما قسَّمَ بينَكم أرزاقَكُم وإنَّ اللَّهَ يؤتي المالَ من يحبُّ ومن لا يحبُّ ولا يؤتي الإيمانَ إلَّا من أحبَّ فإذا أحبَّ اللَّهُ عبدًا أعطاهُ الإيمانَ).
- حمايته من الفتن والشهوات
- إدخال الرفق واللين على قلبه
كما جاء في الحديث: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهم الرِّفقَ).
- الابتلاءات
قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ).
- تسريع العقوبة له في الدنيا قبل الآخرة، وعدم استدراكه بالنعم.
- توفيقه لخدمة الناس وإعانتهم، وتفريج كُرباتهم
عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- قال: (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ).
- توفيقه لحسن الخُلق، وحُسن الخاتمة، والموت على العمل الصالح
قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إذا أحبَّ اللهُ عَبدًا عسَّلَه، قالوا: ما عسَّلَه يا رسولَ اللهِ؟ قال: يُوفِّقُ لهُ عملًا صالحًا بين يدَي أجلِه حتَّى يرضَى عنهُ جيرانُه أو قال: مَن حولَه).