تعتبر زراعة الأشجار جزءًا أساسيًا من الجهود الرامية إلى تحسين البيئة، حيث تسعى العديد من الحكومات والمنظمات البيئية لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة من خلال اتخاذ خطوات فعالة لهذا الغرض.
يعد التشجير أحدى الخطوات البارزة في تعزيز البيئة، سواء بجوار المنازل أو في المساحات العامة. في هذا السياق، سنستعرض فوائد زراعة الأشجار في تحسين جمال ونقاء البيئة.
أهمية زراعة الأشجار في تحسين البيئة
تتجلى أهمية زراعة الأشجار في تحسين البيئة من خلال النقاط التالية:
خفض درجات الحرارة
- تمتاز معظم أنواع الأشجار بكبر حجمها وكثرة أوراقها التي تغطي مساحة شاسعة حول جذع الشجرة، مما يساعد في حجب أشعة الشمس عن الأرض، خاصة خلال فصل الصيف.
- كما تتسبب عملية تبخر المياه من أوراق الأشجار في خفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، حيث تعمل هذه العملية الكيميائية على تقليل الحرارة المرتفعة في الأجواء.
- يمكن لشجرة واحدة أن تعتبر بمثابة مبرد طبيعي للجو، مما يمثل بديلاً متميزًا عن استخدام مكيفات الهواء التي تستهلك الطاقة.
- عندما تتبخر المياه من ورق شجرة واحدة، فإن تأثيرها في تبريد الغرفة يعادل تأثير عشرة أجهزة تكييف تعمل بشكل متواصل لمدة عشرين ساعة في اليوم.
تحسين جودة الهواء
- تعمل زراعة الأشجار على تحسين جودة الهواء وتنقيته بشكل كبير من خلال امتصاص الملوثات مثل الأبخرة والدخان والغبار من الجو.
- تقوم أوراق وأغصان الأشجار بجمع هذه الملوثات، مما يعزز من نقاء الهواء.
- على سبيل المثال، الأشجار التي تنتمي لفصيلة “زانيّة” تستطيع امتصاص حوالي 4 طن من الأتربة في الجو سنويًا.
- علاوة على ذلك، تسهم الأشجار في تقليل آثار ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإطلاق غاز الأكسجين.
توفير الموارد المائية
تلعب زراعة الأشجار دورًا هامًا في توفير المياه، إذ تساعد الأشجار في تقليل معدل جريان مياه الأمطار السطحية وتجعلها أكثر نقاءً، من خلال النقاط التالية:
- تنجح الأشجار في منع تساقط مياه الأمطار بشكل مباشر على التربة بفضل كثافة أوراقها.
- تمتص جذور الأشجار المياه المتسربة إلى الأرض، مما يساعد في تقليل كمية الماء الجاري.
- تعمل جذور الأشجار على تثبيت ضفاف الأنهار، مما يسهم في الحفاظ على المياه الموجودة فيها.
تقوم الأشجار أيضًا بتنقية المياه وزيادة جودتها عن طريق:
- الحد من مشاكل تآكل التربة، مما يمنع العناصر المترسبة من الوصول إلى مجاري المياه.
- تجميع الشوائب بجوار جذور الأشجار خلال حركة المياه عبر التربة.
- تساعد الأشجار في تحطيم الملوثات أو امتصاصها قبل أن تصل إلى المياه الجوفية.
حماية الحياة البرية
- تعتبر الأشجار موطنًا للكثير من الحيوانات مثل الطيور، حيث تشكل مصادر غذاء أساسية للكائنات الحية.
- بعض أنواع النباتات لا تنمو إلا بجوار الأشجار، كما أن الشجر المتعفن الناتج عن بعض الكائنات الدقيقة مثل الفطريات والبكتيريا يعد مهمًا للطيور في بناء أعشاشها ويساهم في تغذية العديد من الحيوانات البرية.
- علاوة على ذلك، تسهم الأشجار في تحسين درجة الحرارة والأنظمة البيئية المائية، مما يسهم في رفع جودة الحياة للكائنات التي تعيش في المسطحات المائية مثل الثعالب المائية والأسماك والسلحفاة المائية.