أشعار عن الزمن باللهجة العامية
تُعتبر الأشعار التي تتناول موضوع الزمن باللهجة العامية من أجمل ما قيل. إليكم بعض هذه القصائد:
قصيدة تعبت من ممشى على غير مشهاي
تعبت من مشي دروبٍ ليست بدربي،
وكل صبرٍ أبقيته بلا غاية تعبت منه،
فقد انهارت عزيمتي وقلت: أين نواياي؟
وأهملت مبدأي متجهًا نحو النهاية.
فلم أعد أستطيع إدراك الهواجس،
فلا صواب ينقذني من هيمنة المجاهل.
هكذا الزمن مستمر بطبعه، وأنا في حيرة.
أنا صادق والزمان في أغلبه دعاية.
اللهم أعني على كبر المتاعب،
وهديني نحو طريق الهداية.
أُشكي من ألم الماضي وخوفي من القادم،
وقد ذقت في ليالي الشدائد مرارة.
لو كنت أعلم دواء نفسي، لما خفت من العِلل،
فالأفضل دوماً هو الوقاية قبل العلاج.
سبحان من يعرف تقسيمات حياتي،
في صفحة لا تعرض للقراءة.
إذا كان وقتي قد أمسى كحكاية معاناة،
فسأداوي هاجسي بما يتاح لي.
فإن كسرني هاجسي، سأنطلق نحو تلك الدروب،
وستستحضرني نداوة دمعي.
وإن رأيت همي، فلن يقل مما أشتكيه،
اخترت من ضغوط الهموم ما أراه مناسبًا.
وقت الغد كما لو كان أكبر عدو لي،
يفرح عند تجمع شمعات الوشاية.
قد واجهت صدمات الزمن، في الفترة الأولى صباي،
وصادمت شيبتي في مرآة الزمن.
لا تنعم الأرض بشتى أنواع الزراعة،
وأشواك السلم تأخذ فيني وصاية.
أعدّ أخطائي وأحسب خطاياي،
لا أنا مندل ولا أنا هائم.
أستسلم وأتجمد بعد مرحلة اليأس،
وأملي وبعض آمالي تُعبر وجودي.
لا أُفرط في وجهي ولا أمد يدي،
فقط مثال للّذة في الهوان.
ألاقي هموم الليالي بحذاري،
حتى أدير الصفحة الأخيرة للقصة.
أرضى بمقسومي على طية الأقدار،
لا عودة لي في جدي ولا هواية.
ما لي سوى نواح القلب ودعائي،
فإن عناية الله لا تُعد ولا تحصى.
سُكوت وسري يسكنان في أعماقي،
أرح بالخيالات التي تحكي القصة.
زماني العدل ما شفته
زمان العدل لم أره، ولا في بيوت الهام،
ولا رأيت الحب بقلبكم.
أطلق نيراني، لا مكان للذل في قلب المحب.
عزيزة هي روحي، لا تحتاج لأذى.
الزمن بعد مغادرته يعاني عميقًا.
تعبت في غيابك وأنا ضائع،
يروح المنزل من دونه وأنا أضيع.
كل لحظة أبحث عنك فيها،
أخشى زمن يمر بلا شيب.
لك يا وطنا أغلى من الشبان،
شيء يدع الجهالة ويرحل بلا وداع.
الزمن لم يعد عدلاً، بل استسلم ليوم واحد،
أريد أن أستريح من التعب والأذى.
أمي تناديني وتقول، فقط يوم واحد،
كافٍ عانت نفسي بسوء.
الزمن قد زاد همومي والوجع،
وبابك قد أغلق بوجهي.
بل من يعاني بوجع إليك يعود.
أشعار عن الزمن باللغة الفصحى
إليكم مجموعة من الأشعار الجميلة التي تتحدث عن الزمن باللغة الفصحى:
قصيدة نعيب زماننا والعيب فينا
نعيب زماننا والعيب فينا،
وما لزماننا عيب سوانا.
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب،
ولو نطق الزمان لنا هجانا.
وليس الذئب يأكل لحم ذئب،
ويأكل بعضنا بعضا عيانا.
قصيدة دع الأيام تفعل ما تشاء
دع الأيام تفعل ما تشاء،
وطب نفساً إذا حكم القضاء.
ولا تجزع لحادثة الليالي،
فما لحوادث الدنيا بقاء.
وكن رجلاً على الأهوال جلداً،
وشيمتك السماحة والوفاء.
وإن كثرت عيوبك في البرايا،
وسرك أن يكون لها غطاء.
تستر بالسخاء فكل عيب،
يغطيه كما قيل السخاء.
ولا تَر للأعداء قط ذلاً،
فإن شماتة الأعداء بلاء.
ولا ترجو السماحة من بخيل،
فما في النار للظمآن ماء.
ورزقك ليس ينقصه التاني،
وليس يزيد في الرزق العناء.
ولا حزن يدوم ولا سرور،
ولا بؤس عليك ولا رخاء.
إذا ما كنت ذا قلب قنوع،
فأنت ومالك الدنيا سواء.
ومن نزلت بساحته المنايا،
فلا أرض تقيه ولا سماء.
وأرض الله واسعة ولكن،
إذا نزل القضاء ضاق الفضاء.
دع الأيام تغدر كل حين،
فما يغني عن الموت الدواء.
قصيدة نبكي على الدُنيا وما من معشرٍ
نبكي على الدُنيا وما من معشرٍ،
جمعتهُمُ الدُنيا فلم يتفرقوا.
أين الأكاسرةُ الجبابرةُ الأُلى،
كنزوا الكُنوز فما بقين ولا بقوا.
من كُل من ضاق الفضاءُ بجيشه،
حتى ثوى فحواهُ لحد ضيقُ.
خُرس إذا نودوا كأن لم يعلموا،
أن الكلام لهم حلال مُطلقُ.
والموتُ آتٍ، والنفوسُ نفائس،
والمُستغرُ بما لديه الأحمقُ.
والمرءُ يأمُلُ والحياةُ شهية،
والشيبُ أوقرُ والشبيبةُ أنزقُ.
ولقد بكيتُ على الشباب ولمتي،
مُسودة ولماء وجهي رونقُ.
حذرا عليه قبل يوم فراقه حتى،
لكدتُ بماء جفني أشرقُ.
أما بنو أوس بن معن بن الرضا،
فأعزُ من تُحدى إليه الأينُقُ.
كبرتُ حول ديارهم لما بدت،
منها الشُموسُ وليس فيها المشرقُ.
وعجبتُ من أرضٍ سحابُ أكُفهمْ،
من فوقها وصُخورُها لا تورقُ.
وتفوحُ من طيب الثناء روائح،
لهُمُ بكُل مكانةٍ تُستنشقُ.
مسكيةُ النفحات إلا أنها،
وحشية بسواهُمُ لا تعبقُ.
أمُريد مثل مُحمدٍ في عصرنا،
لا تبلُنا بطلاب ما لا يُلحقُ.
يا ذا الذي يهبُ الجزيل وعندهُ،
أني عليه بأخذي أتصدقُ.
أمطر علي سحاب جودك،
ثرة وانظُر إلي برحمة لا أغرقُ.
كذب ابنُ فاعلةٍ يقولُ بجهله،
مات الكرامُ وأنت حي تُرزقُ.
قصيدة عِش ما بدا لك آمناً
عِش ما بدا لك آمناً،
في ظل شاهقة القصور.
يسعى إليك بما اشتهيت،
لدى الرواح وفي البكور.
وإذا النفوس تقعقعت،
في ضيق حشرجة الصدور.
فهناك تعلم موقناً،
ما كنت إلا في غرور.
قصيدة لا شيء ألقى في الحياة يسرني
لا شيء ألقى في الحياة يسرني،
مثل الذي ألقاه من أتعابي.
سايرت كل الناس حسب طباعهم،
فوجدت فيهم ندرة الأصحابِ.
ورجوت أن ألقى صديقاً مخلصاً،
أفضي إليه من السرائر ما بي.
فوجدت أن الناس يصعب ودهم،
وتقل فيهم ميزة الأطيابِ.
لا عجب فإن صلاتنا،
باتت على الأطماع والأسلابِ.
والناس ضاقت بالهموم ولم تعد،
فيهم صفات الحب والأحبابِ.
نسي الشقيق مع الزمان شقيقه،
وكأنهم في البعد كالأغرابِ.
آه فالمصلحة مال فرق بينهم،
وقضى على الأرحام والأنسابِ.
وعلاقة الأفراد فيما بينهم،
كعلاقة المتخوف المرتابِ.
جربت حوا فإذ هي أفعى،
وقد كشرت عن الأنيابِ.
وجربت آدم وإذ هو ذئب،
وكل الذي فوق التراب ترابِ.
الصدق والإخلاص قد زال عندهم،
وتنافر لأتفه الأسباب.
أسفي على هذا الزمان،
فإنه أضحى لكل منافقاً عذابِ.
فكرت في الانتحار يوماً،
فجاءني رجل يسأل عن الأسباب.
وقال بأن الحياة ملذة ولا تسأل،
فالذي جرى بك أهون مما جرى بي.
فالدنيا مطلب كل خاسر،
وما فاز من كان للدنيا راغبِ.
قصيدة النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت،
أن السعادة فيها ترك ما فيها.
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها،
إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها.
فإن بناها بخير طاب مسكنُه،
وإن بناها بشر خاب بانيها.
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها،
ودورنا لخراب الدهر نبنيها.
أين الملوك التي كانت مسلطنةً،
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها؟
فكم مدائن في الآفاق قد بنيت،
أمست خرابا وأفنى الموت أهليها.
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها،
فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها.
لكل نفس وإن كانت على وجل،
من المَنِيَّة آمالٌ تقويها.
المرء يبسطها والدهر يقبضها،
والنفس تنشرها والموت يطويها.
إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ،
الدين أولها والعقل ثانيها.
والعلم ثالثها والحلم رابعها،
والجود خامسها والفضل سادسها.
والبر سابعها والشكر ثامنها،
والصبر تاسعها واللين باقيها.
والنفس تعلم أنى لا أصادقها،
ولست أرشد إلا حين أعصيها.
واعمل لدار غداً رضوان خازنها،
والجار أحمد والرحمن ناشيها.
قصورها ذهب والمسك طينتها،
والزعفران حشيش نابت فيها.
أنهارها لبن محض ومن عسل،
والخمر يجري رحيقاً في مجاريها.
والطير تجري على الأغصان عاكفة،
تسبحُ الله جهراً في مغانيها.
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها،
بركعةٍ في ظلام الليل يحييها.