الطلاق
يُعرف الطلاق في اللغة بأنه الحل والفك من القيود، أما في الشرع، فيُعَرَّف بأنه إنهاء عقد الزواج باستخدام كلمة الطلاق أو ما يشابهها. وقد وُصف الطلاق بأنه تصرف خاص بالزوج يقوم به دون سبب مباشر ليقطع عقد النكاح. وقد دلّت النصوص القرآنية والسنة النبوية والإجماع على شرعية الطلاق. وقد جاء ذِكر الطلاق في القرآن الكريم في قول الله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ). وفي السنة، أُشير إلى الطلاق حين طلق عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- زوجته وهي حائض، حيث سأل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُمْسِكْهَا حتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ، وَإنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أنْ يَمَسَّ). كما أجمع العلماء على جواز الطلاق، إذ قد تضطرب الأحوال بين الزوجين مما يوجب إنهاء عقد النكاح لتفادي الأذى.
أسباب الطلاق في الإسلام
يختلف الطلاق بناءً على تنوع أحوال الأفراد والمجتمعات. وهنا نُبرز أبرز الأسباب المؤدية للطلاق:
- غياب الألفة والتفاهم بين الزوجين، نتيجة عدم المحبة أو وجود الضغينة.
- سوء السلوك من أحد الزوجين، الذي قد يُسبب انقطاع العلاقة، مثل ظلم الزوج لزوجته أو عدم سماع الزوجة لكلام زوجها بالمعروف.
- تدهور العلاقات بين الزوجة وأهل الزوج أو بين الزوج وأهل الزوجة، مما يظهر سلوكاً غير حكيم في التعامل.
- تورط أحد الزوجين في المعاصي مثل شرب الخمر مما يؤدي لتدهور العلاقات الأسرية.
- عدم اهتمام الزوجة بالنظافة والزينة، الأمر الذي قد يتسبب في نفور الزوج منها.
- قصور أهل الزوجة في التعرف على حال الزوج قبل الزواج، أو تجاهلهم بعض العيوب.
- اختلاف المؤهلات الاجتماعية والدينية بين الزوجين، مما قد يتسبب في توتر العلاقة.
- الغيرة المفرطة التي تؤدي إلى انعدام الثقة بين الزوجين.
- عدم إدراك كل زوج لحقوقه وواجباته.
- استخدام الطلاق كوسيلة للضغط على الزوجة، مما قد يؤدي إلى تصرفات غير مرغوب فيها قد تنتهي بالطلاق.
أنواع الطلاق
ينقسم الطلاق إلى عدة أنواع تعتمد على النظر إليه. وفيما يلي تفصيل هذه الأنواع:
- الطلاق الصريح والكنائي: يُقسم الطلاق بناءً على الصيغة إلى:
- الطلاق الصريح: هو الذي يستعمل فيه ألفاظ واضحة، وقد اتفق الفقهاء على أنه يقع بدون الحاجة لنية. يشمل ذلك الألفاظ المستخدمة بشكل شائع مثل “طلق” و”فرق”.
- الطلاق الكنائي: هو الذي يحتمل معنى الطلاق ومعنى آخر، ولا يُعتبر طلاقاً إلا بوجود نية، ويتأثر بقرائن الأحوال وتفسيرات الفقهاء.
- الطلاق الرجعي والبائن: يُقسَّم الطلاق من حيث الأثر إلى:
- الطلاق الرجعي: يمكن فيه للزوج أن يُعيد زوجته خلال فترة العدة دون الحاجة لعقد جديد.
- الطلاق البائن: ينقسم إلى:
- بائن بينونة صغرى: وهو الطلاق بعد طلقة واحدة أو اثنتين، مما يسمح بالرجوع بعقد جديد.
- بائن بينونة كبرى: يأتي بعد الطلقة الثالثة، حيث لا يُسمح بالرجوع إلا بعد انتهاء عدة الزواج مع رجل آخر.
- الطلاق المنجز والمضاف والمعلق: يُقسَّم الطلاق بحسب وقوع الأثر إلى:
- الطلاق المنجز: يقع مباشرة وبدون تأخير وفق الشروط المحددة.
- الطلاق المضاف: يتطلب مرور وقت معين لكي يقع الطلاق.
- الطلاق المعلق: مرتبط بحدوث شرط معين، ويختلف الفقهاء حول صحته وفق معايير معينة.
- الطلاق السني والبدعي: ينقسم إلى:
- الطلاق السني: يتبع السنة النبوية في تنفيذه.
- الطلاق البدعي: يتعارض مع السنة، مثل الطلاق أثناء الحيض أو في الطهر الذي جامع فيها الزوج زوجته.