تحتاج الأطفال في الأشهر الأولى من العمر إلى نظام غذائي متوازن يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية لضمان الحصول على الطاقة، والمحافظة على صحة جيدة، وبناء جسم قوي، وتعزيز مناعتهم. من خلال موقعنا، سنقوم بتقديم معلومات حول كيفية تغذية الأطفال حديثي الولادة بشكل سليم، والأطعمة التي يجب تجنبها خلال السنة الأولى من حياة الرضيع، بالإضافة إلى الكميات المناسبة من الطعام.
كيفية تغذية الأطفال حديثي الولادة بطريقة صحيحة
تشمل تغذية الرضيع من لحظة الولادة وحتى عمر الستة أشهر ما يلي:
- الرضاعة الطبيعية، التي تعتبر أفضل مصدر غذائي، حيث يحتوي حليب الأم على العناصر الغذائية الأساسية التي تعزز جهاز المناعة للرضيع. توصي منظمة الصحة العالمية بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية وحدها حتى عمر 6 أشهر، وبعدها يمكن إدخال أطعمة مناسبة مع استمرار الرضاعة الطبيعية حتى عمر السنتين.
- الرضاعة الصناعية، التي تعد بديلاً ضرورياً لحليب الأم ويمكن الجمع بينها وبين الرضاعة الطبيعية في حالات معينة مثل عدم قدرة الأم على إتمام الرضاعة بالشكل الصحيح. يحتاج الرضيع إلى 60-90 مل من الحليب الصناعي لكل رضعة بمعدل كل 3-4 ساعات في الأسابيع الأولى. يجب تقديم الحليب الصناعي عند شعور الطفل بالجوع أو البكاء، ومع تقدم عمر الطفل، سيتنظم وقت الإرضاع بشكل طبيعي.
- فيتامين د، حيث يحتاج الأطفال الرضع إلى 400 وحدة يوميًا. إذا كانت الرضاعة طبيعية، فيجب توفير مكملات فيتامين د، بينما إذا كانت الرضاعة صناعية فلن يحتاج الطفل لمكملات فيتامين د.
عند بلوغ الطفل الستة أشهر، يصبح مستعداً لتناول الأطعمة الصلبة بجانب الرضاعة الطبيعية أو الصناعية. ومن علامات الاستعداد لذلك ما يلي:
- التخلص من رد الفعل العكسي، مثل دفع الملعقة أو الطعام خارج الفم.
- القدرة على سحب الطعام من المعلقة.
- الاهتمام بطعام الوالدين، والتفاعل معهما عند مشاهدتهما يتناولان الطعام.
- القدرة على الجلوس مع تثبيت الرأس والتحكم في حركتها.
ينبغي أن تتنوع الأغذية المقدمة للطفل بين الفواكه، والخضروات، والنشويات، والبقوليات، ومصادر البروتين مثل السمك، واللحوم، والدواجن. في البداية، يجب تقديم الطعام مهروسًا ولينًا، مما يساعد الطفل على التأقلم مع قوام الأطعمة المختلفة. قد يبصق الطفل الطعام في هذه المرحلة، ولكن مع مرور الوقت، ستتحسن قدراته ليبدأ في تناول الأطعمة الأكثر تماسكًا. ينصح بتقديم نوع واحد من الطعام ومراقبة الطفل لمدة ثلاث أيام قبل تقديم نوع آخر، لملاحظة أي ردود فعل تجاه الطعام الجديد ومعرفة ما إذا كان الطفل يعاني من حساسية. في حالة وجود تاريخ عائلي لحساسية معينة، يجب تأخير تقديم ذلك الطعام للطفل.
إليكم كيفية تغذية الطفل الرضيع من عمر 6 إلى 12 شهر:
- من عمر 6 أشهر: يجب تقديم الطعام مهروسًا جيدًا، ثم يتم تدريجياً إدخال الأطعمة ذات الكتل الأكبر، ثم الأطعمة المقطعة بشكل جيد.
- من عمر 8 أشهر: يُفضل تقديم الأطعمة مقطعة لتشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه في تناول الطعام.
- من عمر 12 شهر: يُمكن تقديم الأطعمة التي اعتاد عليها الطفل مع تنويع القوام والنكهات.
الأطعمة التي يجب تجنبها خلال السنة الأولى من عمر الرضيع
توجد بعض الأطعمة التي ينبغي تجنبها خلال السنة الأولى، ومنها:
- الحليب البقري، يجب عدم تقديمه كامل الدسم في السنة الأولى، وينصح بتأخيره لما بعد السنة. يعود ذلك إلى افتقاره للأحماض الدهنية الضرورية والحديد الكافي وفيتامين E، بالإضافة إلى احتوائه على كميات كبيرة من الصوديوم والبوتاسيوم والبروتين التي لا تحتوي على قدرة جسم الطفل على تحملها.
- الملح والسكر، توصي جمعية القلب الأمريكية بتجنب تقديم الملح والسكر أو الأطعمة التي تحتوي على سكر مضاف مثل الكعك والبسكويت للأطفال دون السنتين، وينبغي الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالملح مثل اللحوم المصنعة.
- العصائر، ليست ضرورية في تغذية الطفل. من الأفضل تناول الفواكه كاملة. تناول كميات كبيرة من العصائر يمكن أن يؤدي إلى الإسهال ومشاكل الأسنان. إذا تم تقديم العصير، ينبغي التأكد من أنه طبيعي 100% وخالي من السكر المضاف، ويجب أن تكون الكمية نصف كوب في اليوم.
- العسل، قد يسبب مرضًا يعرف بالسجقي الطفلي، لذا لا ينبغي تقديمه للطفل قبل عمر السنة.
الكمية المناسبة من الطعام للطفل الرضيع
تظل الرضاعة المصدر الأساسي، سواء كانت طبيعية أو صناعية، أو من خلال الجمع بينهما. وعند إدخال الطعام بعد الشهر السادس، يجب توخي الحذر لأن معدة الرضيع صغيرة، ولذلك ينبغي البدء بتقديم كميات صغيرة تعادل ملعقة أو ملعقتين. يجب مراقبة شبع الطفل وتقديم الطعام والشراب كل ساعتين إلى ثلاث ساعات لضمان حصول الطفل على ثلاث وجبات رئيسية ووجبات خفيفة بينهما. يجب تحقيق التوازن بين الأطعمة الصلبة وفقًا للتدرج في تقديمها لزيادة الكمية تدريجيا.
من خلال هذا المقال، تم توضيح كيفية تغذية الأطفال حديثي الولادة بشكل سليم، وأهمية تجنب بعض الأطعمة خلال السنة الأولى، بالإضافة إلى الكمية المناسبة من الطعام التي ينبغي تقديمها للرضع.