العفو والصفح
يعتبر العفو والصفح من الخيارات الأكثر نبلاً وكرماً عند التعامل مع الإساءة. فقد دعا الله عز وجل عباده إلى التحلي بالصبر والعفو، ويتجلى ذلك في قوله الكريم: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ). ويعد العفو والصفح من أبرز صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تُشير إلى خُلقه بالقول: (لم يَكُن فاحِشًا ولا مُتفَحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواقِ، ولا يَجزي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ، ولَكِن يَعفو ويَصفَحُ). لذا، يتوجب علينا الرد على الإساءة بالإحسان والصبر، مع تذكّر محاسن المسيء.
خيارات بديلة للتعامل مع الإساءة
تتعدد الخيارات المتاحة للرد على الإساءة، ومنها:
- تفسير الإساءة بأفضل من مقصودها، وتجنب سوء الظن بالآخرين.
- عدم الانزعاج من جفوة المسيء، والسعي لإرادته الخير.
- الاقتداء بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي تعرض لأشد الأذى والطرد من عشيرته أثناء دعوته إلى توحيد الله تعالى، حيث دعا ربّه قائلًا: (اللهمَّ، اغفِرْ لقومي؛ فإنهم لا يعلمون).
- النظر إلى الأمور من زوايا متعددة، حيث يمكن أن يخطئ الجميع، وكل إنسان معرض للزلل، وقد يتحوّل المسيء إلى مُحسن في اللحظات المقبلة.
- قبول أعذار المسيء وعدم لومه.
- السكوت عن الإساءة وعدم مسامحة المسيء، وتفويض الأمر إلى الله، لكن يبقى الصفح والمسامحة أفضل الخيارات.
استراتيجيات تساعد على تجنب الإساءة
توجد عدة استراتيجيات تساعد الأفراد على التخلي عن الإساءة، منها:
- التحلّي بالحلم والصبر، وتجنب رد الإساءة بمثلها، بل ينبغي مقابلة الإساءة بالإحسان، حيث يقول الله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ).
- كثرة الاستغفار.
- إدراك أن التخلي عن الإساءة يُعزز سكينة القلب ويقوي الإرادة.
- حسن الظن بالله تعالى.
- تقليل التطلعات، حيث أن طول الأمل قد يؤدي إلى سوء التصرف.