يعتبر العمل جهداً عقلياً وبدنياً يمكّن الفرد من تحقيق الذات وتأمين رزقه اليومي. كما يُعد العمل المحرك الأساسي لتقدم الدول ومستوى معيشة الأفراد والمجتمعات. لذا، يُعتبر العمل رمزاً لتقدم حياة الإنسان، والفرد العاطل عن العمل يُعد عالةً على مجتمعه، مما يجعل حياته مليئة بالتحديات والصعوبات.
إن العمل يعزز العزيمة ويعلي من شأن الإنسان، ويرتقي بمستواه المادي والاجتماعي. وفي هذا المقال، سوف نستعرض معاً أهمية العمل في حياة الإنسان.
أهمية العمل في الإسلام
للعمل قيمة كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات، وقد حثّ عليه الدين الإسلامي في مختلف جوانبه، وإليكم بعض الجوانب التي تبرز أهمية العمل في الإسلام:
- لقد أكد الإسلام على أهمية العمل من خلال سرد قصص العديد من الأنبياء الذين كانوا يعملون بأيديهم، مثل سيدنا داود عليه السلام الذي كان يصنع أدوات الحرب رغم كونه ملكًا، وسيدنا زكريا عليه السلام الذي كان نجاراً، وكذلك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي بدأ حياته برعي الأغنام ثم التوجه إلى التجارة.
- أمرنا الله تعالى في عدة آيات قرآنية بالعمل، حيث قال: “فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون”، مما يدل على أن العمل هو جزء لا يتجزأ من عبادة الله، ويجب على المسلم أن يؤدي صلاته ومن ثم يتوجه إلى العمل.
- الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائماً يشجعنا على أهمية العمل، حيث قال: “ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة”، مما يدل على اعتباره العمل عبادة تُؤجر عليها النفس.
- قال صلى الله عليه وسلم: “كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده” ويقول حديث آخر “كان زكريا عليه السلام نجاراً”، مشيراً إلى قيمة العمل وكسب الرزق من مصادر مشروعة.
أثر العمل على الفرد والمجتمع
- يُعتبر العمل من العوامل التي ترفع من شأن الفرد ومكانته، كما أنه عامل أساسي في تقدم الأمم وازدهارها. ويساهم العمل في تطوير شخصية الفرد ويعزز من مستواه الاجتماعي.
- يساعد العمل الأفراد في تحقيق رغباتهم للعيش بحياة كريمة وتلبية احتياجاتهم الحياتية من غذاء، ملابس، ومأوى.
- يساهم العمل في تشكيل رؤية واضحة لمستقبل الفرد، مما يؤدي إلى تحسين مستوى معيشتهم مع تقدمهم في العمر.
- تعزز العمل من اكتشاف الإنسان لمواهبه وقدراته، مما يساعده على فهم جوانب القوة والضعف في شخصيته.
- يساعد العمل على ترسيخ قيم التعاون واحترام مبادئ العمل الجماعي، مما يعزز من روح المشاركة وتبادل الخبرات والإنتاج.
- منجد المجتمع، يسهم العمل في رفع مستوى الدخل القومي، ويدعم قوة المجتمع بموارده البشرية.
- يعزز العمل من روابط التعاون والتكاتف بين الأفراد، مما يسهم في زيادة الحب والسلام المجتمعي.
- يؤدي العمل أيضاً إلى تقليل معدلات الجريمة، مما يساهم في تعزيز الأمان والاستقرار في المجتمع، وهو أحد مبادئ نجاح الأمم.
قيمة العمل في حياة الإنسان
- للعمل قيمة جوهرية في حياة الإنسان؛ فالأفراد الذين يعيشون بلا عمل يشعرون بالذل وفقدان القيمة الاجتماعية.
- للعمل آثار إيجابية في حياة الإنسان علمية ودينية ودنيوية، حيث يسهم في رفع مكانته وجعله محل احترام وتقدير بين الناس.
- يوفر العمل للإنسان المسكن الذي يؤويه وأسرته، والملبس الذي يعزز مكانته أمام الآخرين، والطعام الذي ييسر حياته.
- كما يزرع العمل روح التعاون والمحبة بين أفراد المجتمع، حيث يعتبر كل عمل له قيمته الخاصة، فتجد لكل مهني دوره المهم في بناء المجتمع.
- يُمثل العمل نبراساً للإنتاج، فلا يمكن أن تستمر الحياة بدون إنتاج لمختلف الاحتياجات اليومية مثل الطعام والملبس والمرافق.
أنواع العمل في الحياة
تتنوع أنواع العمل وفقاً لاحتياجات المجتمع، وعندما يشعر الإنسان بنقص معين، يسعى لإنتاجه. وتشمل أنواع العمل ما يلي:
العمل الذهني أو الفكري:
- هذا النوع من العمل يتكامل مع العمل البدني، حيث يبدأ التفكير أولاً قبل الانتقال إلى التنفيذ، إذ لا يمكن للمجتمع الاستغناء عن العقول المبدعة.
العمل البدني والعضلي:
- بعد التوصل إلى فكرة ما، يأتي دور التنفيذ عبر الأيدي العاملة التي تؤدي الأعمال البدنية مثل عمال البناء والعمال في المصانع.