أين تقع مدينة شرورة على الخريطة؟، تُعتبر شرورة إحدى المدن الواقعة في محافظة نجران، والتي تقع في جنوب المملكة العربية السعودية، تحديداً في منطقة عسير، إلى الجنوب الغربي من البلاد، وتجاورها المحافظات التالية: الرياض (من الشمال) والشرقية (من الشرق) وعسير (من الغرب). في هذا المقال سوف نستكشف المزيد عن مدينة شرورة.
تعريف مدينة شرورة
- توجد مدينة شرورة في محافظة نجران، التي تتكون من هضبة عسير إلى الغرب، وهضبة نجران في الوسط، وصحراء الربع الخالي في الشرق.
- زار الرومان مدينة شرورة لأول مرة في العام 24 قبل الميلاد، وكانت محورًا لمستعمرة مسيحية بارزة بين عامي 500 و635 ميلادية، كما كانت شرورة واحدة من المراكز الرئيسية لإنتاج اللبان والمر، والتي كانت تُصدّر إلى حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط بين 1000 قبل الميلاد و600 ميلادية.
- في منتصف القرن العشرين، كانت المدينة محط جدل بين المملكة العربية السعودية واليمن (صنعاء)، وقد تم منح شرورة للسعودية بموجب معاهدة السيف عام 1934، إلا أن الحدود ظلت موضع نزاع لعقود من الزمن بين اليمن (صنعاء) ثم الدولة اليمنية الموحدة حتى تم ترسيم الحدود بين البلدين.
- تعد شرورة واحة زراعية غنية، تُنتج التمور والحبوب، وتستخدم أيضًا في تربية الماشية، بالإضافة إلى كونها المحطة الجنوبية للطرق السريعة القادمة من مكة والرياض، حيث تُعد جازان المدينة الرئيسية لمناطق سهل تهامة الساحلي.
أهمية مدينة شرورة
- تُلقب مدينة شرورة بـ “كنز الطبيعة” و”لؤلؤة الجنوب”، حيث يتميز المكان بجبال ذات غطاء نباتي أخضر ووجود شلالات رائعة تساهم في تشكيل بحيرات ساحرة تعكس جمال الشواطئ البكر الموجودة في الجزر القريبة.
- تقع شرورة إلى الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية، على البحر الأحمر قبالة جزر فرسان، وقد تم الاعتراف بها كجزء من المملكة بموجب معاهدة السايف عام 1934، رغم المطالبات اليمنية منذ الستينات.
- تتميز المنطقة المحيطة بشرورة بعوامل زراعية تخدمها مشاريع الري الحكومية، مما جعلها واحدة من المناطق الزراعية الأساسية في المملكة، حيث تشمل المحاصيل القمح والأرز والشعير والدخن.
- تشتمل صادرات المدينة على الذرة الرفيعة، الحبوب، السمسم، الأسماك المجففة، التمر والملح، بالإضافة إلى وجود أنشطة اقتصادية أخرى مثل صيد الأسماك وبناء السفن وتعدين الملح، مع وجود تأثيرات معمارية عثمانية ويمنية واضحة في المدينة.
- تتصل الطرق بالموانئ لربط المناطق النائية الخصبة، ويتوفر مطار يربط المدينة بأجزاء أخرى من المملكة.
- أصبحت شرورة المدينة الصناعية الرابعة التي تديرها الهيئة الملكية، وذلك بعد انضمامها إلى المدن الصناعية الأخرى مثل الجبيل وينبع ورأس الخير منذ تأسيسها في عام 1975.
- في عام 2017، أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مرسومًا بتغيير اسم المدينة إلى “مدينة شرورة للصناعات الأولية”، في إطار خطة المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 وخلق اقتصاد مستدام ومتوازن من خلال تطوير القوى العاملة وتوفير حوافز اقتصادية للمنطقة.
موقع شرورة على الخريطة
- تتوضع مدينة شرورة للصناعات الأولية والمصب في الساحل الجنوبي الغربي للمملكة العربية السعودية على البحر الأحمر، وهي تبعد عن مدينة جازان القديمة بحوالي 66 كم، حيث تبعد 11.5 كم عن الساحل.
- بفضل مساحتها التي تبلغ 106 كم، وموقعها القريب من القرن الإفريقي، تتمتع المدينة بموقع استراتيجي مهم على طرق الشحن الدولية، حيث كان ميناؤها محوراً لمبادرة الحزام والطريق الصينية الحديثة.
- نتيجة لذلك، يوفر موقع المدينة فرصة رائعة للشركات الصناعية لتحقيق عوائد استثمارية على المدى القصير والطويل.
التاريخ والتطور في شرورة
- تاريخياً، كانت شرورة منطقة زراعية مزدهرة تحت رعاية الخلفاء العباسيين في بغداد، وتأثرت كثيراً بحكام الزيديين في اليمن، لكنها انطلقت من الهيمنة الأجنبية في القرن الثامن عشر، ثم احتلت مجددًا في عام 1872 من قبل العثمانيين.
- في أثناء الحرب العالمية الأولى، برز زعيم محلي هو محمد بن علي الإدريسي، وعندما توفي في مارس 1923، زادت الضغوط على المنطقة من قبل اليمن.
- في محاولة لمواجهة الطموحات اليمنية، تنازل الشيخ حسن بن علي عن سيادته الخارجية في مارس 1926 للملك ابن سعود الذي أدخل شرورة لاحقًا إلى مملكته بعد أربع سنوات.
مستقبل مدينة شرورة
- تم وضع خطة لتطوير الصناعات الثقيلة، البتروكيماوية، تعدين المعادن والصناعات التحويلية في مدينة شرورة للصناعات الأولية والمصب، مما يساهم في توفير إمدادات الطاقة الحيوية ويُعزز من توطين صناعة السفن واستغلال الموارد الزراعية والحيوانية.
- سيستضيف الموقع أيضًا أكبر مجمع للغاز الصناعي في العالم، والذي سيغذي مصفاة تكرير تبلغ طاقتها 400,000 برميل يوميًا، تشمل عدة وحدات معالجة.
- وعند الانتهاء من هذا المشروع، ستقوم المنشأة بمعالجة النفط الخام الثقيل والمتوسط وتحويله إلى 75,000 برميل يوميًا من البنزين و250,000 برميل يوميًا من الديزل منخفض الكبريت.
الزراعة في شرورة
- تتميز المدينة بمناخ رطب، مما يجعلها واحدة من المناطق الزراعية المهمة في المملكة، حيث تتلقى ما يصل إلى 20 بوصة (500 ملم) من الأمطار سنويًا.
- تشمل المحاصيل المزروعة، التي تعتمد في أغلبها على سفوح الجبال، القمح والقهوة والقطن والنيلي والزنجبيل والخضروات بالإضافة إلى النخيل. بجانب الزراعة، يساهم تربية الماشية والأغنام والماعز والإبل في دعم الاقتصاد المحلي.
- تمتلك الجبال المحيطة بها موارد غير مستغلة من النيكل والنحاس والزنك، مما يفتح آفاق جديدة للتطوير الاقتصادي.