قصائد تعبر عن جمال الصباح

شعر صباح الشيب الجديد

يتحدث شاعرنا ابن زمرك عن جمال الصباح في إحدى قصائده:

هذا الصباح، الذي تجلى فيه الشيب، يتضح أكثر

فما أسرع أن كان ليلاً، ثم أشرقت فيه الشمس

للدهر لونان: نور وغسق

يتبادلان الأدوار كلما افترقوا

وتلك الصبغة هي أعدى لجيل الأبناء

حينما يأخذ العمر مجالاً ويتسع

ما ينكر المرء من نور يُضيء الظلام

ما لم يوجد لأحلام النفس مكان

إذا رأيت برق الشيب قد ابتسم

على مفرق الرأس، وجمال الحياة قد غطاها الحزن

يُقابل المشيب باحترام وتكريم

من أعدّ من الأعمال ما يتناسب

أما مثلي، فلا زال يعذبه

نسيم عليل يرتعش كلما نفح

وما جاء البرق في الليل مبتسمًا

من جانب السفح إلا كانت دمعة هاطلة

فما له من رقيبٍ لمراقبة الشيب

بعدما عُوتب في شأن الحب وتجدده

يقف وفائي عائقاً أمامي لاستماع 

وأن أطيع عذولي، سواء في الغش أو النصيحة

يا أهل نجد، سقى الوسمي ربعكم

مطرًا يُروي غليل الأرض من اقتراحكم

ما لفؤادي إذا هبت نسائم يمنية

تدفعه أنفاسها الأحزان والرحيل

يا حبذا نسيم من أرضكم أتى

وحبذا صوت من جوكم ينادي

يا جيره تعرف الأحياء كرمهم

ما ضرّ من ضن بالإحسان لو سمحوا

ما شمت بارقة من جو كاظمة

إلا وقد أشعلت لهيب الشوق

في قلب الله، قلبي ما عاد يؤلمه

بالقرب إلا وعاد القرب في انتزاع

كم ليلة والدجى قد هزت جوانبها

قلب الجبان فما ينفك يمحي

سريتها ونجوم الأفق فيها تتلألأ

تعكس جواهرها وعباب الليل قد فاض

بسباح أهتدي ليلاً بغرته

والبدر في ظلم الليل قد سبح

والسحب تنشر درر الدمع من شعاع

والجو يتفجر من برق الليل وهو خافت

ما طالبت همتي دهري بمكانة

إلا بلغت من الأيام مقترحًا

ولا أدرت كؤوس العزم مغتبقا

إلا وأدرت كؤوس العز مصطبحًا.

شعر: فتحت شباكي لشمس الصباح

يقول الشاعر صلاح جاهين:

فتحت شباكي لشمس الصباح

فما دخل منه سوى عويل الرياح

وفتحت قلبي لأبوح بالألم

لكن ما خرج منه غير المحبة والسماحة.

شعر الصباح الجديد

يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:

أُسكني يا جراح

وأسكتي يا شجون

ماتَ عهد النواح

وزمان الجنون

وأطلّ الصباح

من وراء القرون

في فجاج الردى

قد دفنت الألَم

ونثرت الدموع

لرياح العدم

واتخذت الحياة

مِعزفًا للنغم

أتغنّى عليه

في رحاب الزمان

وأذبت الأسى

في جمال الوجود

ودحوت الفؤاد

واحة للنشيد

والضياء والظلال

والشذى والورود

والهوى والشباب

والمنى والحنان

اسكُني يا جراح

وأسكتي يا شجون

ماتَ عهد النواح

وزمان الجنون

وأطلّ الصباح

مِن وراء القرون

في فؤادي الرحب

معبد للجمال

شيّدته الحياة

بالرؤى والخيال

فَتَلوت الصلاة

في خشوع الظلال

وحَرقْتُ البخور

وأضأت الشموع

إن سحر الحياة

خالد لا يزول

فَعلام الشكاة

من ظلام يحول؟

ثم يأتي الصباح

وتمُر الفصول؟

سوف يأتي ربيع

إنقضى ربيع

کاسكُنِي يا جراح

وأسكتي يا شجون

ماتَ عهد النواح

وزمان الجنون

وأطلّ الصباح

مِن وراء القرون

من وراء الظلام

وهتاف المياه قد دعاني الصباح

وربيع الحياة

يا له من دعاء

هز قلبي صداه

لم يعد لي بقاء

فوق هذه البقاع

الوداع! الوداع!

يا جبال الهموم

يا هضاب الأسى!

يا فجاج الجحيم

قد جرى زورقي

في الخضم العظيم

ونشرت الشراع

فالوَداع! الوَداع.

شعر: نهض الصباح على فمك

يقول أيمن اللبدي:

نهض الصباح على فمك

واشتق جملته الوحيدة

وانتشى

لا ليل يفترس الجوار

لا شوك ينتزع الجدار

لا وحش يخترع الحصار

لا شك يفترش السوار

فسبا الخيول

ونما بهاءً في يدك

نهض الصباح على فمك

نهض الصباح على فمك

فدعيه منتحراً هناك إذا ترجّل في الختام

ودعي التماهي في الإطار

وخذي من العمر الفنار

مسكونتان بوهجه منذ القيام

شفهة الذبيح على السؤال

وحارة العشق معك

نهض الصباح على فمك

هل يُتعب الشوق اللقاء إذا ترنح في الفلك؟

وإذا استقر من الغياب على الحجاب؟

وإذا تمادى في التوحّد

مثل جرحٍ مشتبك؟

من رحلةٍ بين النوارس كان رمشاً في المكاحل

واحتمالاً في المراحل

إنما كانت الحكاية

وافتتاحاً في دمك

نهض الصباح على فمك

نهض الصباح على فمك

لا تصمتي حذر السفوح

ولا تشقي في المرايا ما استراحت من ظنون

ليس الولوج سوى لجراحٍ محترق

فإذا كفرت بما تنفّس في الحجاب

تذكّري أن الجواب إذا تمادى

كان جزءاً من سؤال مرتبك

نهض الصباح على فمك

نهض الصباح على فمك

يا ساحة البحر الوحيدة

منذ كان له الشطآن غاية

منك الوصول آية

أي شيء نازعك؟

ليس في النور غواية

فاستريحي ما انتهك

نهض الصباح على فمك

نهض الصباح على فمك

أبقيه حيث أراد مشتعل الجنون

ومستفزاً للضحك

أشقى من الحب الكسول

حجارة في الذاكرة

فاتركيها حاضرة

هي ومضة الحب الفريد

وجوقة السحر العنيد

وباحة الخطو الوئيد

بما تيسّر من وفاءٍ منهمك

نهض الصباح على فمك

نهض الصباح على فمك

وما تلوّن خافقاه سوى بطيب من يدك

يا واحة الروح النبيلة

كم أحبك من جديد كلما

شاخ الكلام

تجدّد الوهج العجيب

وسار يحبو من جديد في سماك

إذا استفز مضرّجاً عند الوثوب

محمّلاً نسك الوجوب

ومزهراً لا يشتهي ناراً سوى في معبدك

الآن أعلن ما تيقّن

ما تمترس

ما استقر على الوريد

إني أحبك من جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top