يعد نهر خور بركة، المعروف أيضًا باسم نهر البركة، نهرًا موسميًا يتدفق من المرتفعات الإريترية خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر سنويًا. يتسم هذا النهر بقدرته على التدفق السريع وحمل كميات كبيرة من الطمي، حيث يخترق الأراضي السودانية ليصب في البحر الأحمر بعد تكوينه لدلتا واسعة تُعرف باسم دلتا طوكر.
موقع نهر خور بركة
- ينبع نهر خور بركة من الهضبة الإريترية، التي تتموضع في مرتفعات إريتريا، حيث يتداخل مع الحدود الشرقية للسودان مكونًا سهلًا يحمل كثبانًا رملية ومنحدرات خرسانية، لينتهي رحلته في البحر الأحمر. يبلغ حجم المياه التي يحملها هذا النهر حوالي 980 مليون متر مكعب سنويًا.
- تستمر فترة فيضان النهر عادةً ما بين 40 إلى 70 يومًا في فصل الخريف، أي من يونيو إلى سبتمبر.
- ينقسم النهر بعد حوالي عشرة كيلومترات داخل السودان إلى فرعين رئيسيين: “خور شرعيت” في المنطقة الشرقية و”خور دوير” في المنطقة الغربية. بين هذين الفرعين، تتشكل دلتا كبيرة تتكون من كميات هائلة من الطمي تفوق بكثير ما ينتج عن فيضان نهر النيل.
دلتا نهر خور بركة
تشير دلتا نهر خور بركة إلى المناطق التي تشكلت عند مصب النهر، إذ تتواجد عدة مناطق دلتا تُعرف باسم نهر البركة وهي كالتالي:
دلتا طوكر
- تشكل هذه السهول الفيضية نتيجة الطمي الذي يتدفق من الروافع للنهر.
- تقع دلتا طوكر في وسط مدينة طوكر، حيث تشكل المنطقة الشمالية التي تلامس سواحل البحر الأحمر القاعدة (الدلتا)، بينما تعود جذورها إلى نهاية خور بركة، ويتميز طول جانبي الدلتا بالتقارب حيث يبلغ طول كل جانب نحو 45 كيلومترًا.
- تحتل دلتا طوكر مساحة تصل إلى 1624 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل حوالي نصف مليون فدان، وهي معروفة بجودة تربتها.
- تعتبر من أرقى أنواع التربة عالميًا، إذ تحتوي على نسبة عالية من المواد العضوية والمعادن الضرورية لنمو النباتات، مما يجعلها من أفضل الأراضي للزراعة.
- يتشابه مناخ دلتا طوكر مع مناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث تتراوح معدلات هطول الأمطار السنوية حوالي 86 ملم.
- تحدث معظم الأمطار في فصل الشتاء، وتوزع بشكل أساسي خلال شهري نوفمبر وديسمبر ويناير.
- يتم تغذية عدد من الآبار الجوفية بواسطة الخزان الناتج عن فيضان النهر خلال الفترة من النصف الثاني من يوليو إلى سبتمبر.
- يبلغ تصريف الخزان السنوي حوالي 400 مليون متر مكعب، حيث تصل أعماق الآبار إلى 20 مترًا، وتظل المنطقة مغطاة بالطمي مما يجعلها مثالية لزراعة أنواع متعددة من الفاكهة والخضروات، كما تشتهر المنطقة بإنتاج أجود أنواع القطن على مدى فترة طويلة.
الدّلتا الشرقيّة
- تغطّي هذه الدلتا مساحة تقدر بنحو 125 ألف فدان، حيث يُخصص حوالي 30 ألف فدان منها للأراضي الصالحة للزراعة.
- أما المناطق الأخرى، فتتكون من الكثبان الرملية في قيزان وغابات المسكيت، بالإضافة إلى بعض الأراضي الملحية غير الصالحة للزراعة.
الدّلتا الوسطى
- تعتبر هذه المنطقة من أفضل الأماكن للزراعة نظرًا لارتفاع مستوى الطمي فيها، حيث تمتد مساحتها إلى 167 ألف فدان.
- تُقدّر الأراضي الصالحة للزراعة فيها بحوالي 87000 فدان، بينما تغطي غابات المسكيت الجزء المتبقي الذي يمكن استغلاله بعد التنظيف.
الدّلتا الغربية
- تغطي هذه الدلتا مساحة تبلغ حوالي 128000 فدان، موزعة على 800 مربع. مساحة الأراضي الصالحة للزراعة تصل إلى حوالي 100000 فدان، وهي تغمرها أشجار الدليب بالإضافة إلى العديد من الكثبان الرملية الثابتة التي تعيق وصول مياه الفيضان.
- رغم إمكانية استغلال هذه الدلتا جزئيًا بعد تنظيفها، إلا أنها تُعتبر غير مُستخدمة حاليًا، وقد أُطلق عليها مجموعة من الأسماء مثل نجد ابقلم، قليلما، مكريك، برقد باب، نفيسة، وكرمبت.