هل تساءلت يومًا عن موقع مدينة سامراء في العراق؟ سنتناول في هذا المقال مدينة ذات أهمية تاريخية ودينية كبيرة، شهدت العديد من الأحداث التاريخية، خاصة في السنوات الأخيرة. إنها مدينة سامراء العراقية.
موقع مدينة سامراء في العراق
تقع مدينة سامراء على بُعد مئة وخمسة وعشرين كيلومترًا شمال بغداد، وتطل مباشرة على نهر دجلة المعروف.
تمتد المدينة على طول يُقدر بحوالي واحد وأربعين كيلومترًا، بينما يتراوح عرضها بين أربعة وثمانية كيلومترات تقريبًا.
تاريخ تأسيس مدينة سامراء ومؤسسها
- تأسست مدينة سامراء في عام 859 ميلادي، مما يجعلها تعود لأكثر من ألف ومئة وخمسين عامًا.
- قام الخليفة العباسي المعتصم بالله بتأسيس المدينة، والذي يُعتبر أحد الخلفاء العباسيين البارزين، ويحتل المرتبة الثامنة بينهم.
- وُلد المعتصم في بغداد عام 796 ميلادي، والذي يوافق السنة 179 هجريًا.
- عرف عن المعتصم بقوته وشجاعته في مواجهة الأعداء، كما كان يقوم بتجنيد الجنود الأتراك لحل النزاعات العنيفة بين العرب والفرس آنذاك.
- لمدينة سامراء عدة أسماء تاريخية، مثل المدينة المقدسة بسبب احتوائها على مواقع ذات قدسية، وأيضًا مدينة العسكريين، وأُطلق عليها سابقًا اسم سر من رأى.
التركيب الديني في مدينة سامراء
تعتبر سامراء مدينة إسلامية بامتياز، حيث يُشكل أهل السنة والجماعة غالبية سكانها. بالإضافة إلى ذلك، يوجد تواجد لبعض الشيعة المسلمين، بينما يشكل العرب المسلمون غالبية السكان، مع وجود نسبة ضئيلة جدًا من الأكراد.
أبرز المعالم الدينية في مدينة سامراء
تحتضن مدينة سامراء العديد من المعالم والمزارات الدينية التي تكتسب مكانة خاصة عند المسلمين في العراق، أبرزها:
1ـ ضريح الإمام الحسن العسكري والإمام علي الهادي
- يعد ضريح الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري من الأماكن المقدسة لدى المسلمين، لاسيما الشيعة الاثني عشرية.
- يعرف الضريح بـ”القبة الذهبية”، حيث تم تغطيته بـ 72 ألف قطعة من الذهب الخالص، بمحيط يقدر بـ 68 مترًا.
- يحمل الضريح مئذنتين، حيث يصل ارتفاع كل واحدة منهما إلى 36 مترًا؛ للأسف دُمرتا في تفجيرات عام 2007.
- توفي الإمام الهادي في عام 868 ميلادي، وتوفي ابنه الإمام العسكري بعد فترة وجيزة في عام 874 ميلادي.
2ـ سرداب الغيبة
- يعتبر السرداب الذي عاش فيه كل من الإمام الحسن العسكري، والإمام علي الهادي، والإمام المهدي مكانًا مهمًا للاختباء من ظروف الطقس القاسية.
- يقع هذا السرداب بجوار ضريح الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري، ويحتوي على محراب.
- سُمي السرداب بسرداب الغيبة لأنه يعتبر آخر مكان شوهد فيه الإمام المهدي في حياته.
- تعرض السرداب لأضرار جسيمة نتيجة التفجيرات التي استهدفت المنطقة عام 2006.
الوضع الاقتصادي في مدينة سامراء
يعتمد اقتصاد مدينة سامراء على بعض الصناعات التي تشكل مصادر رئيسية للاستثمار في المدينة، ومنها:
1ـ صناعة المستلزمات الطبية والأدوية
- صناعة المستلزمات الطبية والأدوية من أهم عوامل الازدهار الاقتصادي في سامراء.
- ساهم التعاون بين الاتحاد السوفيتي والعراق في عام 1959 في إبرام معاهدة اقتصادية فنية، مما كان له أثر كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي في سامراء.
- أدت تلك المعاهدة إلى إنشاء معمل أدوية سامراء، الذي أسهم بشكل فعال في تطوير صناعة الأدوية داخل المدينة.
2ـ الطاقة الكهربائية
تعتبر الطاقة الكهربائية إحدى الموارد الاقتصادية الهامة في سامراء، حيث تشمل المدينة ثلاث محطات رئيسية لإنتاج الطاقة، وهي كما يلي:
- محطة صلاح الدين – محطة حرارية تتكون من وحدتين، حيث تعتمد كل وحدة على البخار، بسعة تصل إلى 625 ميغاواط.
- محطة الديزلات – بسعة 340 ميغاواط، وتتكون من 17 وحدة.
- المحطة الكهرومائية – تتكون من 3 وحدات رئيسية، بسعة تصل إلى 84 ميغاواط، وتعتبر واحدة من المحطات الرائدة في سامراء، حيث أُنشئت فوق سد سامراء عام 1972.