قصيدة فلسطين في القلب
يقول الشاعر معين بسيسو:
يا أيادي
ارفعى عن أرضي الخضراء ظل السلسلة
واحصدى من حقل شعبي سنبله
فلم أحضن الخبز من قمح بلادي
منذ أن هبت رياح تحمل الجراد الثقيل
الذي نهش أرض بلادي
منذ أن علقوا لي اللقمة في ساق غزال
ورحل ملؤه الرمال
وقد غصبوا قوسي وسهمي ونصالي
وقطفوا زهر دمائي
لكنني في نمو دائم
فجذوري تتحدى الفأس في أرض بلادي
وهي خضراء تنادي:
يا أيادي
ارفعى عن أرضي الخضراء أغلال الجراد
وحصادي، لي حصادي
أحبك يا رسول الله
يقدم الشاعر عبد العزيز جويدة الأبيات التالية في التعبير عن حبه للرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
أنا والله من أعماق قلبي
أحبك يا رسول الله
وليس الحب مفروضًا
بأمرٍ قد جاء
فحبي ليس أكاذيبًا،
ولا أهواءً
جئت إلى هذه الدنيا
غريبًا
فكلنا غرباء
تتوق نفوسنا الظمأى
إلى نبع الماء
وكان الكون مريضًا
بلا أي أملٍ للشفاء
وكان الكون قبل مجيئك
يهيم كبطةٍ عرجاء
جئت طبيبًا إلى هذا العالم
تشخص بالأرواح الداء
فأنت البلسَم الشافي
بكل دواء
وإن كانت جميع الناس أكفاءً
فأنت هناك استثناء
فلا قبلك، ولا بعدك،
ولا أحد يضاهي مكانتك
من الأزل.
الأخلاق تنمو كالنبات
يقول الشاعر معروف الرصافي:
الأخلاق تنبت كالنبات
إذا سقيت بماء المكرمات
تقوم إذا اعتنى بها المُربي
على ساق الفضل مثمرات
وتسمو للمكارم باتساقٍ
كما اتسقت أنابيب القناة
وتنعش من صميم المجد روحًا
بأزهارٍ لها روائح متضوعات
ولم أر للخلائق من مكانٍ
يُهذّبها كحضن الأمهات
فحضن الأم مدرسة تتعالى
بتربية الأبناء أو البنات
وأخلاق الوليد تُقاس حسنًا
بأخلاق النساء الوالدات
ليس ربيبُ عالية المزايا
كربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينمو في جنانٍ
كمثل النبت ينمو في الفلاة
فيا صدر الفتاة، رحبت صدراً
فأنت مقر عواطف أسنى
نراك إذا ضممت الطفل لوحًا
يفوق جميع ألوان الحياة
إذا استند الوليد عليك، احتوى
تصاوير الحنان مستلهمة
لأخلاق الصبي بك تعكس
كما انعكس الخيال على المرآة
وما ضرّ قلبك إلا درس
لتلقين الصفات الفاضلات
فعنوان درس تهذيب السجايا
يكون عليك يا صدر الفتاة
فكيف نعتقد في الأبناء خيرًا
إذا نشأوا في حضن الجاهلات
وهل يُرجى للأطفال الكمال
إذا ارتضعوا من ثدي الناقصات
فما للأمهات جهلن حتى
أتين بكل طيّش الحصاة
حنون على الرضيع بلا علم
فضاع حنو تلك المرضعات
أأم المؤمنين إليك نشكو
مصيبتنا بجهل المؤمنات
فتلك مصيبة يا أمُ منها
«نَكاد نغص بالماء الفرات»
اتخذنا بعدك الطقوس دينًا
فأشقى المسلمون النساء
فقد سلكوا بهن سبيل الخسر
وصدّوهن عن سبل الحياة
بحيث اقتصرن على عتبات المنزل حتى
نزلن من كل اعتبار.
قصيدة حبيبتي لنزار قباني
حبيبتي: إذا سألوك عني
يومًا، فلا تفكري طويلاً
قولي لهم بكل اعتزاز
((… يحبني…يحبني كثيرًا))
صغيرتي: إذا عاتبك أحدهم يومًا
عن سبب قص شعرك الحرير
وكيف حطمت إناءً عزيزًا
بعدما ربيته لعدة شهور
وكان مثل الصيف في بلادي
يُوزع الظلال والعبير
قولي لهم: أنا قصصت شعري
… لأن من أحبّه يُفضل الشعر القصير
أميرتي: إذا رقصنا معًا
على الشموع لحننا الأثير
وحول الجمال في ثوان
وجودنا أشعة ونورًا
وظنك الجميع في ذراعي
فراشةً بالقرب من السماء
فواصلِي رقصك في هدوء
… واعتبري من أضلعي سريرًا
وتمتمي بكل فخر:
((… يحبني… يحبني كثيرًا))
حبيبتي: إذا أخبروك أني
لا أملك العبيد والقصور
وليس في يدي عقد من الماس
لكي أُزين جيدك الصغير
قولي لهم بكل قوة
يا حبّي الأول والأخير
قولي لهم: … يكفيني
… بأنه يحبني كثيرًا
حبيبتي، يا ألْف يا حبيبتي
حبي لعينيك دائم
… وسوف يبقى دائمًا كبيرًا